اكتشف رئيس هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (الأيكان) بول توومي، كيف يكون شعور من لا صوت له، وكان توومي قد قطع رحلة استغرقت عشرين ساعة إلى جنيف من اجتماع في فيتنام للمشاركة في الجلسة التحضيرية لقمة الأمم المتحدة عن موضوعات الانترنت التي ستعقد هذا الأسبوع، ففي مساء يوم الجمعة الماضية أخرج توومي من غرفة الاجتماع يرافقه الحراس بعد أن قرر المشاركون فجأة استبعاد المراقبين من الجلسة.
وقد يشير طرد توومي إلى امتعاض الدول من الطريقة التي كانت تدار بها الانترنت على مدار السنوات من دون أن يكون لهم رأي في هذه الطريقة، ولاحتكار الولايات المتحدة للكثير من مصادر الانترنت الرئيسية. كما يوحي هذا الأمر أيضا بمستوى الانتقاد الذي ستتعرض له كل من الأيكان وحكومة الولايات المتحدة في اجتماع الأمم المتحدة، الذي سيكون من أكبر الاجتماعات على الاطلاق التي تجمع مسئولين حكوميين رفيعي المستوى وقادة قطاع الأعمال والمنظمات غير الربحية لمناقشة مستقبل الانترنت.
وكانت الأنشطة الرسمية قد بدأت أمس الأول الاربعاء، ويستمر لخمسة أيام وعلى رغم أن أكثر من ستين دولة ستكون ممثلة في جنيف من قبل قادتها، إلا أن عددا قليلا من قادة الدول الصناعية سيحضر. فالرئيس جورج بوش لن يحضر، بل سيتم تمثيل حكومة الولايات المتحدة من قبل مسئولين آخرين.
وما يشكل خيبة أمل كبيرة للمجتمع الدولي هو أن الأيكان، وهي شركة خاصة تعمل بموجب عقد مع الولايات المتحدة للإشراف على الجوانب الفنية لنظام عناوين الانترنت. وقد تحولت إلى قوة ذات نفوذ كبير منذ تشكيلها في العام 1998، إذ إنها تحدد موضوعات معينة مثل متى يمكن استخدام اللغات كأداة اتصال من قبل الدول الأخرى؟.
وقال توومي عبر الهاتف من خارج قاعة المؤتمر «في الأيكان يمكن لأي شخص أن يحضر الاجتماعات أو يستأنف القرارات أو أن يذهب إلى المحققين لتقديم شكوى. وأنا هنا خارج قاعة اجتماع تابع للأمم المتحدة إذ يقرر الدبلوماسيون - الذين لا يعرف معظمهم إلا القليل عن الأمور الفنية - في غرفة مغلقة كيف يمكن لحوالي 750 مليون شخص الوصول إلى الانترنت، إنني لست متفاجئا».
وأشار إلى إنه تم أيضا طرد ممثلي وسائل الإعلام الاخبارية من الاجتماع وأي شخص ليس مسئولا حكوميا.
ويُتوقع خلال المؤتمر أن يحاول 5000 مندوب يمثلون المنظمات الحكومية ومؤسسات الاعمال والمنظمات غير الربحية صوغ خطة عمل للمرحلة المقبلة الخاصة بالانترنت. ومن المقرر أن يناقشوا المسائل الشائكة مثل كيفية جسر ما يسمى بالفجوة الرقمية، وكيفية الإشراف على الانترنت، ومعالجة مشكلات إغراق الانترنت بالرسائل الدعائية والمواد الاباحية على الشبكة
العدد 462 - الخميس 11 ديسمبر 2003م الموافق 16 شوال 1424هـ