العدد 461 - الأربعاء 10 ديسمبر 2003م الموافق 15 شوال 1424هـ

الإخراج كان رتيبا أفقد الجماليات الفنية للعرض المسرحي

مسرحية القاضي

ضمن العروض المسرحية في مسابقة الريف المسرحي الثالثة وضمن إطار المهرجان الريفي الأول الذي تنظمه المحافظة الشمالية، كانت لي وقفة مع عرض مسرحية «القاضي» التي قدمتها فرقة الأحلام بالتعاون مع نادي توبلي الثقافي والرياضي يوم 10/10/2003م على مسرح مدرسة مدينة حمد الثانوية للبنات.

أرى أن مسرحية «القاضي» قدمت شكلا جديدا في مسرح التجريب من خلال الوضوح في النص الذي كتبه الفنان القدير عبدالله السعداوي، وأجد أن اختيار المخرج عبدالله الخاتم لهذا النص كان موفقا لما يحمل من حوارات وهموم يحملها الأبناء من تركة الآباء، فالأب في هذا النص يسمى في المسرح الحاضر الغائب الذي يحرك الحوادث وهو غير موجود، وهنا نجد أن الخيال متروك للمتفرج يتصور الأب في الشكل الذي فيه.

ولو دققنا في خفايا النص سنجد الأب يمثل السلطة الحاكمة التي في النهاية ترمي بأثقالها وأخطائها على الرعية وتترك الجميع يتصارعون في ما بينهم، كل يلوم الآخر ويعلق المسئولية لما حدث على غيره.

يبدأ العرض بقفص على شكل دائري ممزوج باللون الأحمر بداخله أحد الأبناء. لذلك أجد أن المخرج قد تسرع فأضعف بداية المشهد بحيث كانت البداية مكشوفة. وكذلك الحوار الذي بدأ به الممثل محمد عبدالكريم المسرحية بعد صمت طويل كشفت هذه الشخصية عن المعاناة التي يعانيها بشكل سريع. ولذلك أجد أن الحوار الذي دار بين أخويه اتضح بأنه هو نفسه مشارك في الفساد الذي كان يمارسه الأب خفية مدعيا بأنه رجل صالح.

إن وضوح النص لا يعني أن المخرج يتسرع في فضح الشخصيات، ما أفقد العرض متعة التتبع. مع أن الأهداف الأخرى الثانوية التي كان يرمي إليها المؤلف. فهناك لمسات فنية رائعة وواضحة في النص كان على المخرج إبرازها من خلال مجموعة خبرتهم المسرحية البسيطة، وكان من الأجدر أن يترك مساحة أكبر لإبراز المواهب المدفونة في نفس كل واحد من الممثلين، إلا أن المخرج قد نجح في تحريك الشخوص من دون فائدة من الفضاء المسرحي أو من الديكور. فأصبحت الحركة خطوطا مستقيمة ورتيبة و باهتة فقدت قوة التكتل والانفجار وذلك راجع لتباعد الممثلين عن بعضهم في الحركة المسرحية. ولكن ربما أن المشهد الأخير (حرق الشيك) من أكثر المشاهد تأثيرا على الجمهور.

مسرحية القاضي نجحت في تعريفنا من هو القاضي. وهذا يقودنا إلى التمثيل الذي أسهم فيه شباب ليس من الإنصاف التعليق على أدائهم. وإنما نضع أيدينا في أيديهم تشجيعا لهم وفقد أدوا ما هو مطلوب منهم.

أما بخصوص الديكور فقد مزج بين الواقعية وقد وفق المخرج عبدالله الخاتم وأحمد عيسى في تنفيذ ديكور جميل ومؤثر ولكن الإضاءة لم تخدم العمل ولا الديكور أيضا، وهذا راجع لقلة التمرين على البروفات النهائية.

أما الموسيقى فقد كانت مناسبة في جميع المشاهد. والأزياء أضاعت الكثير من جماليات العرض إذ ينقصها التنويع وتناسق الألوان!

هناك كلمة أخيرة أوجهها لإدارة المهرجان إن هذه الجهود تستحق الشكر والتقدير، ولكن حبذا لو كانت عروض مهرجان الريف المسرحي القادم في العاصمة، حتى يتسنى للمشاهد المتذوق الاستماع بعروض فنية متميزة.

فنان مسرحي بحريني





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً