العدد 461 - الأربعاء 10 ديسمبر 2003م الموافق 15 شوال 1424هـ

قراءة في منلودراما مسرحية «فصل بلا كلمات»

ضمن العروض المسرحية لمسابقة المسرح الريفي الثالثة وفي إطار المهرجان الريفي الأول الذي تنظمه المحافظة الشمالية، قدم نادي توبلي الثقافي والرياضي مسرحية «فصل بلا كلمات» تأليف صموئيل بكت وإخراج الفنان محمد الصفار يوم الجمعة الموافق 24 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على مسرح مدرسة مدينة حمد الثانوية للبنات، ومن خلال مشاهدتي للعرض كانت لي هذه الرؤية الفنية:

هناك حيث نرى الرجل لا يتسلق بل يتسلق.

هناك حيث الشجرة ليست غريبة عليه بل علينا.

هناك حيث المقص يعبث بالشجر.

هناك حيث الماء بعيد عنا وعن الرجل... لا ماء.

هناك حيث المكعبات تتأرجح من فوق لتساعدنا نحن الرجال.

هناك حيث تمطر لونا أبيض لا ماء بل لون.

هناك حيث الحبل ينزل من أعلى لنرى حبلا يصعد بنا ولا يصعد.

هناك حيث القسوة لا ترى بل نراها فينا وأمامنا.

هناك حيث الفراغ حب للمسرح بل هو هناك.

صور غير ممنتجة تكاد تدخل مخيلتك نراها هنا حيث المسرح بلا كلمات، بل هنا يقترح لنا المخرج أن ننظر إلى الأعلى في كل شفراته المقترحة، إلى الأعلى هناك حيث الفراغ المقترح والأدوات المقترحة.

صور تأتي من داخل الرجل ومخيلته في جاهزية الصور والحياة، كيف ننظر إلى حياتنا من منظور فلسفي مقترح لا ينزلق بنا نحن إلى النضال من أجل حريتنا بل من أجل البحث في طبيعة العالم والبشرية.... من أنا ؟ من هو؟ ما الذي نراه هناك وهنا؟ لماذا من فوق؟ فراغ كبير، لما لا شيء يخرج من الأسفل! هنا لا يوجد مكان لنا بل هناك الرجل الذي يفكر ولا يفكر! ينتظر الماء بل الارتفاع، بل المقص ولون المطر. صور تعبث بذاكرتنا مشتتة غير مترابطة تقع في المحظور الذي نعرفه، صور تكاد أن تكون هناك وهنا بين الكلمة والسكون القاتل بين جسد لا يعرف الحركة، بل دافع قوي يجره نحو المجهول في نهاية الفراغ.

صور كثيرة لكنها في العرض قليلة، لماذا؟ صور لها معنى منحازة للعرض وليس لنا تأتي من الفضاء لكنها مرسومة غير مرتبة. ذاكرة ضعيفة لهذا الرجل فهو لا يعرف الصور هناك، يراها لكنه لا يرى غير أصابعه الصغيرة تلك، لا يعرف كيف يفكر بها بل الإشارات لا تصل إليها وكأن الذبذبات المرسلة له انتهت من حياة هذا الرجل، ليس هناك عقل باطن!

صور تجعل العدسة صغيرة في مكان غير مكانها الأصلي، أليست هناك صور مختلفة؟ أليست هناك ألوان، أم الحياة أسود وأبيض؟ هل العيون متشابهة أم متناقظة؟

«بلا كلمات» مسرحية ذات صور جميلة غير مكتملة نحن نكمل الصور ونساعد الرجل لكن من دون كلمات كتلك الصافرة الآتية من بعيد.

فنان مسرحي بحريني





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً