عندما قرأت النبأ الذي كشف أن المؤسسة العامة للشباب والرياضة بصدد وضع خطة لتطوير استراتيجية الشباب - بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة الإنمائي بكلفة 335 ألف دولار وذلك بالاستعانة بعدد من الخبراء الأجانب للقيام بمسح ميداني يرتكز على مجموعة من المحاور من بينها التعليم والثقافة وحقوق الإنسان - ابتسمت وقلت: المشكلة لا تكمن في عدم وجود استراتيجيات بل تكمن في عدم تنفيذها.
ولو شكلت لجنة جادة لمتابعة كم من الدراسات والاستراتيجيات وضعت لتطوير بعض المؤسسات والوزارات وحل مشكلات مزمنة بها ثم اختفت هذه الدراسات في أدراج المسئولين وصار يعلوها الغبار لأدركت الجهة المختصة بمؤسسة الشباب والرياضة المتحمسة لوضع هذه الاستراتيجية أن العبرة لا تكمن في غياب الاستراتيجيات ولكنها تكمن في أن هناك من لا يرغب في تحويلها من الورق إلى أرض الواقع.
حضرت حديثا مجموعة من الأمسيات الثقافية ورأيتها هزيلة والحضور قليل للغاية عاتبتهم على اختياراتهم غير الموفقة للموضوعات المطروحة في فعالياتهم من جهة وإسناد إحيائها إلى عناصر تكاد تصبح مستهلكة من كثرة التكرار وكأن البحرين بكل ما فيها من مثقفين ومفكرين وباحثين لا يوجد بها غير هؤلاء، نرى وجوههم تتكرر في كل مكان وكل منتدى مع اعتزازنا بهم وبقدراتهم لكنهم استهلكوا أنفسهم بسبب تكرار الموضوعات نفسها التي يلوكونها منذ أن فتحنا أعيننا على الثقافة، فلماذا لا تبحثون عن غيرهم أو الاستعانة بمفكرين وأدباء من دول خليجية أو عربية أخرى ليتحمس الجمهور إلى الحضور.
فبم أجابني مسئول ذلك المركز الثقافي والرياضي؟ قال: إذا كانت هذه الوجوه معروفة ومكررة على حد تعبيرك والموضوعات مستهلكة فإن المؤسسة العامة للشباب تتأخر عن الإجابة على طلبنا أكثر من شهرين وتأتي مع شروط أصعب من شروط شارون على الفلسطينيين لتنفيذ «خريطة الطريق» أولها عدم الكلام في السياسة ثم تأتي بقايا الأوامر... فكيف لو أننا قررنا أن نستضيف عناصر من الخارج؟ إن عدم تطوير الشباب لا يأتي بسبب غياب الاستراتيجيات وإنما بسبب عدم قناعة المسئولين بالإصلاحات والحريات التي أعلنها جلالة الملك، لكن المنفذين لا يريدون تنفيذها
العدد 460 - الثلثاء 09 ديسمبر 2003م الموافق 14 شوال 1424هـ
