العدد 460 - الثلثاء 09 ديسمبر 2003م الموافق 14 شوال 1424هـ

شكر لجلالة الملك في عيد مملكتنا الغالية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

طيلة الأشهر الماضية قامت الصحافة المحلية بتغطية الهموم المعيشية والسكنية التي تعيشها غالبية مناطقنا البحرينية وخصوصا المنطقة الشمالية وما تعانيه من إهمال خدماتي واسكاني دام سنين طويلة... كنا نحاول أن نعكس ما نراه على الأرض بلا مجاملات ومن دون رتوش لتصل الحقيقة ناصعة... طبعا الصور المتكررة في الصحافة للمناطق المنسية من الذاكرة الرسمية كالدراز وسار والجنبية والمرخ وباربار و و... كانت فاقعة اللون لا تحتاج إلى أي تعليق...فقد كررت مع اخواني الزملاء الكثير من الشكاوى في عدة مقالات طيلة هذين العامين من قبيل «يوم دامع» و«بيت من خشب» و«المنطقة الشمالية والفقر» حتى انتهيت إلى طرح مطالبات كان طرحها الشهيد السعيد عبدالله المدني عبر مقالات كتبها قبل 30 عاما.

الهدف مما طرح ليس هو النقد لأجل النقد وانما تسليط الاضواء على مواقع منسية لا يمكن أن تغيبها الصور الجمالية للعمارات الشاهقة والمؤسسات الحديثة في العاصمة... كما ان المفهوم السائد للاصلاح هو أن يبدأ من قطعة الخبز وتوفير العمل وتأمين المسكن. وكل ذلك يساوي في الفهم الشعبي البسيط: الكرامة. جلالة الملك ركز كثيرا عبر الميثاق على الكرامة المعيشية. كما أن سمو ولي العهد بادر بموقف وطني نبيل ببناء القرية النموذجية في المقشع، وفعلا بدأ العمل في المشروع والفرحة مازالت تسكن قلوب أهل القرية. وهو مكسب كبير للحكومة وللشعب... وهو طريق للتوافق الوطني وها هو مشروع المنطقة الشمالية بقيادة لجنة الاسكان والإعمار - كما صرح وزير الاسكان فهمي الجودر - في طريقه إلى التحقق. إذ قال: «ان لجنة الاسكان والإعمار تدارست ثلاثة خيارات لشكل المدينة، كل منها يستوعب عددا معينا من الوحدات السكنية. واختارت اللجنة الخيار الأفضل الذي يستوعب أكبر عدد من الوحدات السكنية مقدارها 17 - 25 ألف وحدة، تبنى على ثلاث جزر بمساحة ألف هكتار. وصرح أيضا: «ان المفترض ان يتم الانتهاء من وضع المخطط نهاية العام الجاري». لقد فرح أهالي المنطقة الشمالية كثيرا بهذا المشروع لأنه إضاءة جمالية لما تم رفعه من شعار.

هذه مبادرات كبيرة يجب أن نشكر الدولة عليها وخصوصا جلالة الملك حفظه الله الذي يجب أن ندعمه لحفظ هذه المملكة العزيزة، وان نقدر كل هذه الخطوات الاسكانية والمعيشية التي لاشك ولاريب تصب في صالح المملكة والمواطن. مشروع المنطقة الشمالية مشروع نهضوي وانجاز كبير يجب ان نشجعه وان نتعاون معا لإنجاحه.

هناك تصريحان وطنيان يعكسان حرص القيادة السياسية المتمثلة في جلالة الملك على تقديم مشروعات لحل مشكلة الفقر. الأول: تصريح وزير الأشغال والإسكان فهمي الجودر بأنه في «يوم الاثنين 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري سيستفيد أكثر من ألف مواطن من قروض الشراء والبناء اضافة إلى 700 (سبع مئة اسرة) ستستفيد من الوحدات السكنية التي ستوزع عليهم». الأمنية ان تكون القروض كافية لطلابي القروض لأجل ان يبنوا بها بيوتا حتى تعم الفائدة والفرحة وحتى لا تتكرر اشكالية العام الماضي.

والتصريح الثاني هو: ما طرحه محافظ المحرق سلمان بن هندي عن ان جلالة الملك وجه المحافظين إلى تشكيل لجان متابعة مستوى المحافظات لحصر الفئات المستحقة إذ ستستفيد من هذا الحصر فئة الأرامل والأسر غير ذات العائل والأسر المعوزة التي تحتاج إلى دعم فوري لاعادة إعمار منازلها أو ترميم أو تنفيذ توسعات فيها.

فعلا هناك حالات مأسوية لبعض الفقراء ممن هم في أمس الحاجة إلى يد المعونة وأجرت الصحافة تحقيقات مفصلة عنهم ولعل من أشدها ما تم طرحه في الصحافة عن عائلة محمد حسن محمد علي من منطقة المنامة، فالعائلة تسكن في بيت آيل إلى السقوط في أي وقت وليس فيه الا غرفة ضيقة (3 أمتار في 3 أمتار) وقد رأيتها بعيني يتكدس فيها 9 أفراد: الأم والأب المريض المقعد وسبعة ابناء وبنات. بعض هؤلاء الاطفال صعقوا بالكهرباء أكثر من مرة اثناء السباحة ويسكنون في ايجار. وقد تم التطرق الى موضوعهم أكثر من مرة عبر الصحافة وذهبت لجنة تحقيق من الاسكان مشكورة... اطفال هذه العائلة يذهبون إلى المدرسة يحمل كل منهم 100 فلس فقط لفطوره نتمنى من الوزارة منحهم بيتا.

بهذه المشروعات التي دشنها جلالة الملك يصبح عيد هذا العام عيدا له طعمه المميز. فها هي البحرين تزدان بعيدها الوطني وكل عام والبحرين بألف خير، ورفرف يا علم البحرين رفرف في عيدها المجيد

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 460 - الثلثاء 09 ديسمبر 2003م الموافق 14 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً