الاحد الماضي ذهبنا على رسلنا لسماع محاضرة وزير الصحة خليل حسن في جمعية الوفاق... طرح الوزير ما عنده، سمعنا لكنا لم نفهم الكثير مما طرح وما هو الربط بين عنوان المحاضرة وما تم طرحه من مادة ومن صور أيضا. كانت هناك تداخلات كثيرة، وأفكار طرحها الوزير ولم نفهم إلى أين هي مرسلة؟ وإلى من؟ أم انها جاءت بصورة عفوية؟ لا أعلم لكن تكرارها جعلني كمستمع اتردد في الحكم. كانت هناك عدة مداخلات واسئلة لدى الجمهور بعضها جاءت من أطباء شباب شكك أحدهم فيما طرح كونه قريبا من الجو الحقيقي لما يجري. قمت بمداخلة - أطرحها هنا لتعم الفائدة - بيد اني لم استطع ان أطرح كل ما فيها في الندوة لضيق الوقت وكثرة المتداخلين الذين كانوا ينتظرون على الخط، وهنا أحب ان اطرح مقدمة مهمة وهي ان كل وزير هو المسئول عن موظفيه وخصوصا فيما يتعلق بالقضايا الادارية ومهما كان حجم الظروف يجب ان يفهم الناس جيدا ان هناك امورا بالإمكان تحقيقها لمجرد تدخل الوزير فليست بحاجة إلى تبريرات كبيرة والوزير ذاته وعد ببعضها وقد مر عام كامل والمواطنون مازالوا ينتظرون بعض ما وعد به ليس بحاجة إلى عصا موسى أو خاتم سليمان.
- منطقة سترة تتميز بكثافة سكانية كبرى لا شك في انها بحاجة إلى اسعاف فكثير من شبابها ماتوا وهم في منتصف الطريق وهم في عمر الزهور في حادث هنا أو مرض هناك بسبب عدم وجود سيارة اسعاف. فهل سيارة اسعاف واحدة ايضا مسألة كبيرة في حين يتم توفير كل ذلك لمناطق جديدة! الوزير قال: توفير اسعاف إلى سترة معناه توفير 11 موظفا مع السيارة. فهذا ليس مبررا مقبولا ولماذا لا يوظف 11 موظفا؟ ما قيمة هذه الاموال في قبال موت مواطنين اعزاء. ولماذا الحجة ذاتها لا تطرح لبقية مناطق البحرين؟
الوزارة تصرف أموالا فقط على بطاقات المعايدة والاحتفالات الفلكلورية أيعجزها توفير سيارة اسعاف واحدة؟ كلام الوزير غير مقبول. الوزير اشرف على مشروعات لبناء مركز صحي هنا أو مستشفى هناك فلماذا لا يتم بناء مستشفى في المناطق الأخرى. فمركز صحي واحد في سترة هل يكفى لأن يضخ إلى سترة وهي بالآلاف سكانيا وإلى نويدرات والمعامير والعكر...! ثم ما هي طاقة هؤلاء الاطباء الذين يستوعبون كل هؤلاء المرضى؟ أليست سترة والبديع بقراها تستحق بناء مستشفى بدلا من مركز صغير يفتح صباحا ويغلق عصرا وهو يغذي كل منطقة البديع والدراز وبني جمرة وباربار والمرخ وسار والجنبية وكرانة وجنوسان والمقشع وجدالحاج كم عدد هذه القرى؟ وكم عدد سكانها... طبعا بالآلاف يغذيها مركز واحد متواضع الامكانات ويفتح صباحا فقط. هذه القرى تحتاج إلى مستشفى وإذا هي تحلم بسيارة اسعاف. عندما نقول للوزير ذلك فانه يتذرع بالموازنة وبالكلفة العالية كما كان رده في ندوة الوفاق عندما طالب أهالي سترة باسعاف.
وبودنا لو يطلعنا الوزير على مقدار كلفة المصاريف التي تنفقها وزارة الصحة على المناطق الجديدة كعسكر وغيرها فقط في هذا العام وأيضا كلفة الأدوية على المناطق التي كثر فيها اخواننا العرب من المتجنسين. وكل هذه الاموال هذا انفقت العام. اذن اعتقد ان عدم قبول الوزير بتوفير سيارة اسعاف إلى منطقة سترة بحجة ضعف الموازنة وارتفاع الكلفة غير مبرر. فاذا كان توفير سيارة اسعاف لمنطقة محرومة منذ سنين أصبح يمثل ضربا من المستحيل فكيف سيتم تحقيق القضايا الكثيرة الكبيرة.
يتبع
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 459 - الإثنين 08 ديسمبر 2003م الموافق 13 شوال 1424هـ