مطربة لا تتوقف كثيرا عما تحققه من نجاحات في عالم الأضواء والشهرة، كما لا يشغل بالها موقعها أو ترتيبها بين النجمات الأخريات... لا يعنيها الحضور في الساحة بقدر التميز والإجادة فيما تقدمه من أعمال، إنها المطربة اللبنانية جوانا ملاح تخوض مشوارها الفني بثقة وتحد للنفس، تراهن على بساطتها في الأداء ودائما ما تحدوها روح التفاؤل على رغم مسحة الحزن التي تصاحب نظراتها.
قدمت ألبومات لقي معظمها نجاحا كبيرا في البلاد العربية والتف حولها جمهور كبير... حول مسيرتها الفنية التقينا جوانا ملاح وكان معها هذا الحوار:
لماذا فكرت في تقديم أغنية «قربني ليك»، وكيف كانت أجواء تصويرها؟
- الفكرة نبعت من تصويت قمنا بإجرائه على شبكة الإنترنت في مصر والخليج ولبنان، وحازت هذه الأغنية أكبر نسبة في ألبومي، والأغنية من كلمات أمير طعيمة وألحان رياض الهمشري، وتوزيع أحمد إبراهيم، وساعتها قررنا تصويرها بطريقة الفيديو كليب من إخراج كارولين ليبكي. أما عن أجواء التصوير لهذه الأغنية فقد كانت جميلة وعفوية وبسيطة جدا مثل شخصيتي الحقيقية، فأنا لا أحب التصنع أو التكلف، والفكرة كانت جيدة وأشبه بحفلاتي الحقيقية على خشبة المسرح، وقد صاحبني «باند» حقيقي وجمهور، وتم اختيار مسرح المدينة بلبنان موقعا للتصوير، واستغرق التصوير يوما واحدا كنت أشعر خلاله بأنني أحُيي حفلة من حفلاتي ولا أصور فيديو كليب.
هل وضعك نجاح ألبوم «هتفضل في قلبي» في تحد مع النفس؟
- بعد هذا النجاح الكبير للألبوم كان علي أن أوفق في اختياراتي التالية التي يجب أن تكون دقيقة جدا.
وهل شعرت باختلاف كارولين ليبكي في «قربني ليك» عن جاد شويري في «هتفضل في قلبي»؟
- كارولين لفتت نظري كثيرا من خلال كليب «اطلع في» لكارول سماحة الذي أعجبني كثيرا جدا، فهي صاحبة زوايا وكادرات بالكاميرا وألوان وصور مميزة، وقد تعرفت عليها من خلال ميادة الحراكي التي رتبت لي مقابلة معها، وقد عبرت لي عن رغبتها في التعامل معي، وقررنا عمل شيء جديد بعيد كل البعد عن تقليد «هتفضل في قلبي»، وهناك فارق بين كارولين وجاد شويري فكل منهما له فكره الخاص وكلاهما مميزان وقد أخذت منهما معا ما يلزم أن أحصل عليه.
ولمن تقولين «قربني ليك»؟
- أقولها لكل فرد يشعر بي وبأغنياتي من جمهوري الحبيب.
ما معيارك في اختيار أغنياتك؟
- في اختياري للأغاني دائما ما يسبق قلبي عقلي، لأنني من أشد المؤمنين بأهمية الإحساس، ويجب أن أشعر بالأغنية ووقتها تأتيني القدرة على الغناء، فأنا امرأة حساسة للغاية.
ألا تراودك فكرة عمل «دويتو» مع أحد المطربين؟
- أعلن المطرب المحبوب إيهاب توفيق أنه يريد عمل «دويتو» غنائي معي، وهناك فعلا مشروع جديد معه لأنني أحترم فنه، ولكن تفاصيل هذا المشروع لم يكتمل معي ولا أعرف متى سنبدأ، ولكن ما أحب أن أقوله إن هذا العمل سيكون مختلفا عما سبق تقديمه من «دويتو».
وسط نجمات الغناء
هل يشغلك ترتيبك وسط نجمات الغناء؟
- كل ما يهمني في هذا الموضوع أن أقدم فنا جيدا يضيف إلي ويرضي جمهوري، أما مسألة الترتيب هذا فلا أضعها في اعتباري، وكل ما أتمناه أن أنجح في الفن الذي لا تحده حدود أو وطن.
وما الذي تمثله الشهرة بالنسبة إليك؟
- الشهرة هي التي أوصلتني إلى جمهوري الكبير وهي التي أعطتني حب الناس الذي لا يقدر بثمن، وأنا لا أصارع للحصول على النجومية بل كل ما أسعى إليه هو هذا الحب الذي أراه في أعين الناس، وأنا مازلت على هذا المبدأ الذي قررته منذ أول يوم اقتحمت فيه هذا العالم المبهر... والشهرة أخذت مني وقتا وتفكيرا وجهدا وقلقا، ولكن عندما وصلت إلى مرحلة من الخبرة كان لي قرار آخر.
ما هو؟
- قررت ألا أهلك نفسي وأعصابي من الخوف على أي شيء حتى لو كان الفن نفسه.
حدثينا عن الكليب الوطني «لبنان يا لبنان»؟
- كانت حرب لبنان سببا في التفكير في هذا الكليب، وهو كليب وطني قمت بتصويره في أستوديو أغان في دبي، فقد قررنا بعد كتابة الكلمات مباشرة أن أقول بالتسجيل هناك، فهم أصحاب موقف كبير معي ومع لبنان، واستغرق التصوير أسبوعا كاملا وارتديت فيه قميصا كحلي اللون تعبيرا عن حالة الحزن والحداد على شهداء الوطن.
وكيف كان تأثير هذه الحرب عليك باعتبارك فنانة؟
- أقولها بكل صراحة الحرب كسرت قلبي وأصبحت ساعتها كأشلاء متناثرة على أرض لبنان الحبيب، واضطررت أنا ووالدتي للمرة الأولى إلى أن نرحل عن بلدنا إلى دبي.
بعد هذا النجاح والتألق ألا يراودك حلم ارتداء الفستان الأبيض؟
- هو حلم جميل وفكرة جيدة وواردة، لكن مع الشخص المناسب، فأنا «بيتوتية» وأحب جو العائلة، وأعيش شعور الأمومة مع ابنة أختي (فاي) حيث ألعب معها وأشعر معها بأنني طفلة، والأمومة حلمي المنتظر.
وما مواصفات فارس الأحلام؟
- أن يكون حنونا وصادقا في حبه، وأن يكون رجلا بمعنى الكلمة، ناضجا يعرف كيف يحتوي هذه الفنانة المملوءة بالإحساس والمشاعر، وأن يكون كلامه خارجا من القلب وليس من وراء قلبه، وأن تتوافر «كيمياء» من نوع خاص بيننا.
وهل يمكن أن تضحي بالفن من أجل الحبيب؟
- لا يمكن أن أترك الفن الذي ولدت وعشت من أجله لأي سبب من الأسباب مهما كانت مواصفات ذلك الشخص وميزاته التي تعجبني، فمن أراد أن يتزوجني وجب عليه أن يتزوج فني أيضا فنحن شيء واحد.
وما علاقتك بالتمثيل؟
- أسعى لأن أؤكد نجوميتي في الغناء لا التمثيل. والتمثيل لا يشغلني في الوقت الحالي، ولم يأخذ حيزا من تفكيري على رغم إشادة الكثيرين بموهبتي التمثيلية التي ظهرت في كليب «هتفضل في قلبي»، إضافة إلى أن هناك عددا من العروض المصرية سواء كانت أفلاما أو مسلسلات ولم أقبل أي عرض منها مع العلم أن العروض التي رفضتها عرضت على الشاشة وحققت نجاحا كبيرا، ولكني لم أندم على عدم موافقتي عليها، فأنا أؤمن بالنصيب ولا أريد أن أتراجع بتفكيري إلى الوراء.
العدد 2339 - الجمعة 30 يناير 2009م الموافق 03 صفر 1430هـ