العدد 457 - السبت 06 ديسمبر 2003م الموافق 11 شوال 1424هـ

فنجان قهوة في صباح «ديمقراطي»

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

من يقرأ عن سنغافورة لابد أن يصل إلى قناعة بأننا بإمكاننا تحقيق المستحيل لو أننا أتقنا فن اللعبة السياسية... سنغافورة الحديثة تحولت إلى قطعة جميلة من التقنية والنظام لأنها اشترت من الغرب عبقرية التنظيم اما نحن العرب فاننا لم نشتر الا آخر موديلات التصميم من فرنسا واجمل انواع السيارات من ألمانيا وهكذا... لم نشتر منهم غير القيم الاستهلاكية. فجامعاتنا تحولت إلى جامعات محنطة هي الأخرى لم تخدم الطالب العربي مناهجها ضعيفة... كثير من اساتذتها يأتون من خلال قطار فيتامين «واو» فالفساد وصل حتى إلى القطاع التعليمي. لهذا نجد الوزير العربي عادة ما يخاف من الصحافة او الاقتراب من الاعلام لانه باختصار شديد لا يمتلك ثقافة عصرية او لغة جميلة تسعفه لتوضيح الفكرة، فـ «الواو» تعطي منصبا لكنها لا تعطي فكرا، أتعس وزارات الدول العربية هي وزارات التخطيط، هذا إذا وجدت وزارات بهذا الاسم، فغالبيتها ادارات لا تستطيع ان تخطط لنفسها فضلا عن ان تخطط للوزارات الأخرى وهكذا.

لذلك لا نستطيع اليوم في ظل هذا الواقع ان نكون كاليابان، فهي اليوم تبيع العالم عقلا. العالم الغربي يشتري منها عقولا ونحن العرب نشتري من الاثنين فساتين، وأدوات تجميل واقراص لتنشيط الجنس فنخرج من فياجرا سياسية لنسقط في فياجرا جنسية على طريقة المتوكل الذي قال عنه المفكر العراقي هادي علوي انه كان يمتلك بين يديه 4000 جارية نقلا عن المصادر التاريخية. لهذا أصبح واقعنا مأسويا لاننا نرفض الحقيقة ونجامل على حسابها حتى لو اضطررنا كمثقفين إلى ان نجمل القبح فكل مثقف يمشي وهو يجر من خلفه عربة من المديح يوزعها هنا أو هناك.

لقد ضيعنا - نحن دعاة الثقافة وحراس الوعي - هذه المجتمعات. فبعد سنين من طلاسم الكلام وخطابات المثولوجيا مازالت ضائعة تبحث عن البوصلة. اصبحنا لا نفرق بين الالف والنخلة وبين الديمقراطية والفاصولية على حد تعبير نزار.

لا اريد ان امارس عملية جلد الذات ولكن السلطة في مجتمعنا العربي بحاجة إلى ناقدين موضوعيين. اليس عيبا ان تصل سنغافورة وماليزيا إلى ما وصلتا إليه ونحن مازال حديث صحافتنا لم يتجاوز المطالبة بشبكة مجار هنا او بتعبيد شارع هناك؟

علينا ان نرفع السقوف صحافيا وبرلمانيا وهنا لابد ان نشجع أي صوت يرتفع في البرلمان مطالبا بالتصحيح. ما طرحه الآن بعض النواب من تشكيل جديد لتجريم سياسة التمييز خطوة جميلة لابد ان نشجعها ونتمنى منهم ان يبحثوا عن الأرقام والمسميات. ونحن باستطاعتنا ان نمدهم بالارقام والاسماء لكي يصحح هذا الخطأ الكبير. ونتمنى منهم ان يضغطوا باتجاه تسجيل الاراضي الوقفية وبقية الملفات شريطة متابعة الملف لا فقط طرحه اعلاميا.

اما لجنة التجنيس فيؤسفنا جدا تصريح النائب السماهيجي سابقا والامل مازال معقودا على النائب جاسم عبدالعال وبعض من تبقى منهم، فالقرى والمدن البحرينية في انتظار تصريح النائب جاسم ونتمنى ان يضع النقاط على الحروف وهو اهل لذلك.

اشارات:

- شكر يقدم إلى الاستاذ ابراهيم بشمي على خطواته الجيدة والداعمة لقانون الصحافة المؤمل تعديله.

- الشتاء قادم والامطار في ازدياد والله يعين أهالي البيوت الآيلة إلى السقوط ونتمنى ألا تقع كوارث فقد دعونا كثيرا لاستيعاب الفقر.

- مدرسون كثر يريدون ان يعرفوا من وزارة التربية المعايير المتبعة في تأهيل المدرسين الاوائل والمديرين المساعدين، فهل نحتاج إلى مصباح علاء الدين لمعرفة ذلك؟

- لماذا لم تقبل الوزارة شهادة الجامعة العالمية في لندن؟

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 457 - السبت 06 ديسمبر 2003م الموافق 11 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً