بمناسبة تدشين مشروع الملك حمد للمحافظات الصحية عقد وزير الصحة خليل إبراهيم حسن مؤتمرا صحافيا صباح أمس قال فيه: «ان النظرة المستقبلية لتحقيق نظام صحي متكامل ورحلتنا للوصول إلى هذا الهدف، تعتمد على القناعة والإيمان بمبدأ العمل الجماعي الذي يفوق في نتائجه مجموع عمل كل فرد على حدة، وعلى مبدأ الشراكة من أجل بناء شبكة الرعاية الصحية، بحيث تصبح لدينا القوة التي تمكننا من التأثير على مجتمعاتنا وعلى أنماط حياتنا. وأشار إلى أن فلسفة وزارة الصحة والهدف الأول للخطة الصحية الوطنية ينطلقان من رؤية مستقبلية تسعى إلى إيجاد جهاز صحي فعال وأكثر استجابة وبكفاءة ونوعية عالية لخلق نظام يعتمد على الشفافية في تقديم خدمات يسهل للمستفيدين الحقيقيين الوصول إليها والاستفادة منها على رغم اختلاف منافذها.
ويعد مشروع «الملك حمد للمحافظات الصحية الإلكترونية». من أهم المشروعات التي سيكون لها مردود كبير على الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية المقدمة إلى جميع القاطنين في مملكة البحرين وصناعة الصحة التي تشمل السياحة العلاجية والسياحة في التعليم الصحي والصناعة الدوائية... إذ يندرج هذا المشروع ضمن حركة التحديث الشامل الذي تريده البلاد وأجيالها القادمة. وتبدو مؤازرة جلالة الملك ومساندته لجميع المشروعات واضحة وجلية وهو ما ينعكس بدوره بشكل مباشر على تطور وتحسن حياتنا اليومية.
ويعتبر مشروع المحافظات الصحية توظيفا لاستراتيجية تقنية المعلومات الصحية التي تمثل حلقة وصل قوية بين الاستراتيجية الصحية وتوفير الخدمات الصحية، وتساند بدورها نوعية وقيمة الإنتاج للجهات المشاركة في تقديم الخدمات الصحية.
وبهذا المشروع ستتوجه مملكة البحرين إلى أن تصبحا نموذجا ومركزا مهما ورائدا في المنطقة لتطبيق نظم المعلومات الصحية، إذ تستند استراتيجية نظم المعلومات الصحية للوزارة إلى الأفكار المبتكرة التي تدعم السياحة العلاجية والضمان الصحي وتخفيض الكلفة. ويشار إلى ان تطبيق هذه الاستراتيجية سيكون له تأثير بارز في أن تتبوأ مملكة البحرين المركز الرائد في المنطقة في مجال المعلومات والتقنيات والاستشارات والتعليم الطبي والمعدات والأجهزة الطبية بالإضافة إلى إدارة ومراقبة الأدوية.
وستشمل هذه الاستراتيجية جميع المستشفيات والمراكز الصحية والإدارات والمرافق الصحية العامة والخاصة، ما سيؤثر إيجابيا على الخدمات الصحية المتوافرة في المحافظات الخمس ويؤدي إلى تطور الخدمات الصحية المقدمة لكل فرد على أرض المملكة.
وتؤكد الخطة الصحية الاستراتيجية المستقبلية لوزارة الصحة توفير الخدمات الصحية للمواطنين بكفاءة عالية... ويمكن تلخيص الأهداف الرئيسية للاستراتيجية فيما يأتي: المحافظة على صحة المواطنين الجسمية والعقلية والنفسية والروحية والاجتماعية بالعمل على توفير الصحة الوقائية والفحص الدوري لتشخيص الامراض مبكرا وعلاجها قبل بدء المضاعفات.
- الارتقاء بموقع مملكة البحرين في مجال تقنية المعلومات.
- تعزيز وتكاتف الجهود لتحقيق الإنجازات.
- إنشاء قاعدة للبيانات الأساسية ونظام للمعلومات في المحافظات.
- إعداد الإحصاءات والخرائط عن المشكلات الصحية في المحافظات.
- إعداد الإحصاءات والخرائط عن الأحوال البيئية.
- إنشاء شبكات التواصل بين المحافظات الخمس في المملكة.
- تبادل المعلومات التكنولوجية والمواد التقنية المتعلقة بالأوضاع الصحية والبيئية في المحافظات.
- ربط مراكز المعلومات الصحية في المحافظات بالشبكة الإلكترونية لوزارة الصحة للمساهمة في عملية التخطيط الصحي المبني على القرائن العلمية، ولتيسير تقديم الخدمات الصحية المتكاملة.
- تسهيل إجراء مختلف المسوحات الصحية الخاصة بتقييم الأوضاع الصحية والبيئية في المحافظات.
- سيساهم المشروع في تعزيز المكاسب الصحية من خلال تفعيل برامج الوقاية من الأمراض المزمنة، كبرنامج الفحص الدوري للمواطنين، وبرنامج الاكتشاف المبكر للأمراض، وتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية قبل ظهور المضاعفات.
- التنسيق بين الدوائر الحكومية والمجتمع، وتكثيف جهودهم باتجاه تحقيق الصحة للجميع.
وقد أشار مدير إدارة المعلومات الصحية بوزارة الصحة أحمد الحجيري إلى أن الإدارة ستحمل على عاتقها المسئولية الكاملة لتوفير البنية التحتية المناسبة لتقنية المعلومات للرعاية الصحية لتحقيق الأهداف السامية لحكومة مملكة البحرين.
ولتحقيق هذه الأهداف فان وزارة الصحة ستقوم بتنفيذ خطـة عمـل على النحــو الآتي: - تقييم البنية التحتية لتقنية المعلومات الخاصة بالرعاية الصحية وتحقيق بناء شبكة اتصالات شاملة بين جميع المراكز الصحية والمستشفيات بالمحافظات. تطوير خطة استراتيجية للبنية التحتية لنظم المعلومات والاتصالات المستقبلية.
- البدء في عملية اختيار البرمجيات لتمكين إدارة المعلومات الصحية من اتخاذ القرارات المناسبة في المستقبل.
وأضاف أحمد الحجيري أن آليات المشروع والاتجاهات والتطورات في تقنية المعلومات وتأثيرها على المجتمع البحريني، تعتمد أساسا على ربط أفراد المجتمع بجميع أطراف الرعاية الصحية من ممولين وواضعي القوانين وشركات التأمين، بواسطة شبكة افتراضية للوصول إلى الأهداف المرجـوة لوزارة الصحـة، وهو ما يتطلب ربط جميع المستشفيات والمراكز الصحية في جميع المحافظات بهذه الشبكة الموحــدة.
ومن هنا فقد انطلقت الرؤية المستقبلية «e-health» من مبدأ توفير المعلومات الدقيقة للأشخاص المعنيين في الوقت المناسب، بما يسهم في تطوير الموارد البشرية والخدماتية في الوزارة لضمان أفضل النتائج الصحية وبكلفة مناسبة.
وقد بدأت وزارة الصحة بوضع الخطـة الاستراتيجية لتقنية المعلومات، وتحديد المتطلبات اللازمـة لتنفيذ هذه الخطـة... وتم اتخاذ ما يلزم لإصـدار مناقصة لاختيار شركــة معلومات لتنفيذ هذه الخطــة، ويشار هنا إلى أن إصدار هذه المناقصة قد حظي بالدعـم اللامحدود من جميع الجهات المعنية في المملكـة وخصوصا وزارة المالية والاقتصاد الوطني والجهاز المركزي للمعلومات، وديوان الخدمـــة المدنيـة.
كما صرح رئيس الفريق الفني للمشروع إبراهيم النواخذة بأنه بناء على توجيهات من مجلس الوزراء وللحصول على أفضل الأنظمة المعلوماتية لتحقيق الإنجاز الأمثل لأهداف وزارة الصحــة فقد تم أخذ ما يأتي في الاعتبار: اتجاهات الحكومـة لخصخصة بعض القطاعات الخدماتية بالمملكة.
- العمل على استغلال الموارد المتاحـة مثل شبكة المعلومات الحكومية وأنظمـة المعلومات في بعض وزارات الدولة مثل نظام FMIS بوزارة المالية، ونظام HORIگON في ديوان الخدمة المدنية.
- أسس وقواعد إدارة التغيير (اللامركزية وإدارة الأداء) وكان عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد بعث بخطاب سامٍ إلى وزير الصحة أكد فيه دعم ومساندة جلالته لـ «مشروع الملك حمد للمحافظات الصحية الإلكترونية» والذي سيكون له مردود إيجابي واضح على الرعاية الصحية المقدمة إلى المواطنين، كما سيسهم في تيسير اتخاذ القرارات على مستوى محافظات المملكة
العدد 457 - السبت 06 ديسمبر 2003م الموافق 11 شوال 1424هـ