العدد 457 - السبت 06 ديسمبر 2003م الموافق 11 شوال 1424هـ

انطوان بارا: عرفته خليطا من تواضع العلماء وزهد الحكماء

الفعاليات البحرينية تقيم الحفل المركزي لذكرى الشيرازي

أقامت مجموعة من الفعاليات والأطر البحرينية الحفل المركزي للذكرى الثانية لرحيل الإمام السيدمحمد الحسيني الشيرازي مساء أمس الأول بقاعة جمعية المهندسين في الجفير. ورعى الحفل الذي أقيم تحت شعار «الإمام الشيرازي الغائب الحاضر في ضمير العراق الجديد» نجل الإمام الشيرازي الراحل العلامة السيدجعفر الحسيني الشيرازي. كما رعت تنظيمه ممثلية المرجع الشيرازي وممثلية المرجع المدرّسي في مملكة البحرين وجمعيتي الرسالة الإسلامية وأهل البيت (ع) وفعاليات وأطر بحرينية أخرى.

وفي كلمته أمام حضور جماهيري من المملكة ومن المنطقة الشرقية في السعودية تحدث العلامة الشيرازي عن اعتماد العمل المؤسسي لتحقيق الأهداف الكبرى في مسيرة الإمام الراحل. وقال الإبن الثالث للإمام الشيرازي إن «الإمام كان يؤمن بأن الإسلام يختزن قوة روحية جبارة تمتد من عصر الرسول الأعظم (ص)، وإلى الآن عبر القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت (ع)، ولابد أن نسعى لتحويل تلك القوة إلى الفعل من خلال العمل المؤسسي المستمر». وأشار الشيرازي إلى أن الراحل استطاع خلال أعوام عمره التي لم تمتد طويلا أن «يؤسس مئات المشروعات والمؤسسات وصناديق الاقراض والحسينيات والمكتبات، وأن يوجه ويحرض الآخرين في سبيل ذلك». وخلص الشيرازي إلى أن عالم الحرية والرفاه والسلام واللاعنف - وهي الأسس التي تقوم عليها الدولة الإسلامية العالمية التي عمل من أجلها الراحل - لا يقوم إلا من خلال المؤسسات. داعيا إلى تحويل الحسينيات إلى مؤسسات حقيقية فاعلة.

كما شارك في الحفل الباحث والإعلامي السوري أنطوان بارا الذي حرضه الإمام الراحل أيام إقامته في الكويت على تأليف كتاب «الإمام الحسين في الفكر المسيحي». وشدد بارا على سمة التحريض في سلوك الراحل بقوله «فعلا كان المرحوم الشيرازي محرضا على الخير»، وأضاف «شجعني على تأليف كتاب الإمام الحسين في الفكر المسيحي، ولولاه لما استطعت تأليفه». وذكر الباحث السوري أنه ناقش مع المرحوم الشيرازي بعض الملاحظات في سيرة الإمام الحسين عليه السلام. وأشار إلى أن الشيرازي اقترح عليه تأليف كتاب في هذا الشأن، ومده بالكتب والمراجع اللازمة. وفي معرض حديثه عن سيرة الإمام الشيرازي وأخلاقه قال بارا: «لقد عرفته خليطا من تواضع العلماء وزهد الحكماء وجهاد العظماء». وأضاف «لقد وظف حياته ووقته لعظائم الأمور والتعاليم السمحة التي تعلمها من سيد السماحة الإمام الحسين عليها السلام». وأكد الباحث السوري أن الراحل «خلف من وراءه تراثا علميا ممزوجا بآليات عمل وتجارب غنية». وعليه يجب «ترجمة مؤلفات الإمام وأفكاره إلى واقع معاش واتخاذ مسيرته عبرة وعامل تحفيز للأمة».

أما آية الله السيدهادي المدرّسي الذي شارك في الحفل عبر الأثير من طهران فركز في كلمته على مرجعية الشيرازي النهضوية. وقال المدرسي: لقد طلب مني أحد الصحافيين أن أختصر رؤيتي لمسيرة الإمام الشيرازي في ثلاث كلمات، فقلت له بوجيز العبارة: «لقد كان مرجعا ناهضا». وأضاف «الإمام الشيرازي عمل في حياته عمل الأنبياء والأولياء إذ سعى لإصلاح حياة الناس وبعث الثقة في أنفسهم ولذلك فإن المشروعات الذي أقامها هنا وهناك مثلت مساعيه الحثيثة للنهضة». وتلت كلمت آية الله المدرّسي قصيدة رثاء للشاعر عدنان الحلواجي وفقرة فلمية من إنتاج محطة الأنوار. يذكر أن السيد محمد الحسيني الشيرازي الذي توفي في ديسمبر/ كانون الأول العام 2001 ودفن في قم المقدسة، يعد أكثر الفقهاء المعاصرين تأليفا إذ تجاوزت مؤلفاته الألف ومئتي كتاب في الفقه والثقافة والأدب وعلوم أخرى، ولقبه رئيس اتحاد المؤلفين العرب أسعد طه بسلطان المؤلفين ودعا إلى إدخال اسمه في موسوعة غينز للأرقام القياسية

العدد 457 - السبت 06 ديسمبر 2003م الموافق 11 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً