في لقاء تلفزيوني مع كادر مسلسل «اليوم الآخر» كتبته وداد الكواري ومثله نخبة من الممثلين القطريين وبعض الفنانين الخليجيين وأخرجه أحمد المقلة، لا أدري هل كان المذيع يحاول أن يضيّق الخناق على ضيوفه من منطلق سياسي أو من منطلق استعراض العضلات. وعلى رغم أني أشك في هذا وذاك إذ إن بعض الخلافات التي حدثت بين القيادات في مرحلة ما انتهت ولم تغير يوما ما من محبة شعوب الخليج لبعضها بعضا على الإطلاق وخصوصا بين الشعبين البحريني والقطري اللذين هما أقرب شعبين خليجيين. فعلاقة المصاهرة عدا عن العوائل المتداخلة والمتشابكة تجعل قدر الشعبين هو الوحدة، وربما يكون الحل الأمثل لأن الفراغ الديمغرافي القطري يمكن أن تملؤه الكثافة السكانية في البحرين... لهذا لم أستوعب السبب في أسئلته وانتقاداته التي لم يكن لها طعم أو لون.
كان من بين النقد الذي وجهه إلى العمل الذي شهد الكثيرون بروعته وقدرة الكاتبة على وضع يدها على الجرح، بل إن إحدى المتصلات طالبت مؤلفة المسلسل بأن تستكمل الجزء الثاني على اعتبار أن الموضوع يستحق إضافة المزيد من الحلقات... المهم أن المعجبين والمعجبات كانوا الغالبية ما يؤكد من دون شك أن العمل يستحق التقدير وأن المنتج عبدالعزيز جاسم نجح في إنتاجه الثاني. والوحيد الذي لم يعجبه العمل هو مقدم البرنامج الذي كان انتقاده يدل على أنه يعيش في المريخ وليس في البحرين. فقد استنكر على الكاتبة أن تتحدث عن أسرة فقيرة في دولة خليجية بحيث تحتاج الى أن تبيع منزلها لتعول نفسها، ولو أن المذيع كان كويتيا أو إماراتيا أو حتى قطريا لربما عذرته لكن أن يكون بحرينيا ويضع رأسه كالنعامة في الرمل ويعتبر الخليج خاليا من الفقر والفقراء فهذه مسألة مستغربة. يبدو أن الأخ لم يمر بقرى البحرين وأزقة المحرق والمنامة، كما يبدو أنه لا يعرف أن الصناديق الخيرية في بلاده وصلت إلى المئات ويبدو أنه لم يطلع على النبأ الذي نشرته الصحف اللندنية والخليجية من أن دولة خليجية مثل المملكة العربية السعودية التي أكرمها الله بسبب موقعها الديني وتحتفظ في باطنها بقرابة ربع احتياطي النفط في العالم وتستقدم الملايين من المسلمين إما للحج أو للعمرة تقدم فيها 40 ألف مواطن بعد إعلان 100 وظيفة شاغرة في إحدى الوزارات... أود لو أسأل مقدم البرنامج: «شنهو الفقر خضر وُلاّ حمر؟»
العدد 456 - الجمعة 05 ديسمبر 2003م الموافق 10 شوال 1424هـ