العدد 455 - الخميس 04 ديسمبر 2003م الموافق 09 شوال 1424هـ

فلنعمل على توثيق الأراضي الوقفية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لقد تكلمنا كثيرا وعبر سلسلة من المقالات عن ضرورة تدخل المجلس النيابي أو المجلس البلدي لتسجيل الأراضي الوقفية، وأن يتعاونوا في ذلك مع الجهات المختصة أو المعنية لهذا الملف وقد ذيلناها بعناوين بارزة ومثيرة إثارة حقيقية لعلها تلفت النظر في ذلك من قبيل «أراضي الوقف لو سجلت ستدر الملايين»... إلخ.

وبدأت بوادر الأمل تنفرج بعد عام من المطالبة بتضافر الجهود «إدارة الأوقاف، المجلس البلدي، الصحافة»، ولكن على رغم ذلك فالملف يحتاج إلى جهود كبيرة وخصوصا للمناطق الأخرى، وأملنا في أن يتدخل الإخوة الأعضاء في البرلمان لحل هذا الملف في بقية مناطق البحرين. فالواجب الشرعي يفرض علينا أن نعمل جميعا على حل ملف الأراضي غير المسجلة، ولقد سررنا بتدخل جلالة الملك في الموضوع، وهذا يعني أن بقية الأراضي في الدراز وسار، والجنبية وجدحفص وبلاد القديم وبقية الأراضي هي في طريقها إن شاء الله إلى الحل وخصوصا مع معرفة الإدارة لغالبية الأراضي، إذ سجلت في سجل السيدعدنان.

إذن يجب علينا جميعا أن نعمل من أجل ذلك، ففي جزيرة النبيه صالح توجد عشرات الأراضي وقضية تسجيلها مسألة في غاية الأهمية، ولكن ينبغي قبل كل شيء أن يتم التركيز على الأراضي الكبيرة ثم الأصغر فالأصغر.

هناك مسألة أيضا في غاية الأهمية وهي وجوب تعاون جميع القرى في رصد الأراضي الوقفية ومحاولة جمع المعلومات عنها، وذلك بتشكيل لجان أهلية متطوعة لرصد الأراضي والسؤال عنها مع مراعاة التدقيق في عملية رصد المعلومات، إذ توجد أراضٍ دُرست لكن مازالت ذاكرة أهل القرى تحتفظ بأسمائها أو بعض عوالمها. نقول ذلك من أجل أن تتم مطابقة المعلومات مع أية معلومات إضافية لدى القسم المعني لجمع المعلومات في إدارة الأوقاف عن الأراضي غير المسجلة أو التي ربما اندثرت. ولعلها أيضا تعمل على تعزيز تكملة مشروع السيدعدنان رحمه الله في تسجيل الأراضي، إن السيد توفي قبل أن تسجل بقية الأراضي.

أعتقد أن تشكيل لجان عملية تطوعية في القرى لجمع المعلومات عن كل ما يتعلق بالأراضي غير المسجلة سيساهم أيضا في حل الملف. فهناك أراضٍ وقفية ذهبت مع الريح هنا أو هناك، فينبغي العمل على جمع المعلومات عنها. مبدئيا، جمع المعلومات ومن ثم يتم تصحيح أو توثيق المعلومة، فهل سيبادر المجلس الوطني بعد أن تحرك المجلس البلدي؟ هذا ما نتمناه.

أقل التقادير توجد في منطقة سار ما يقارب 17 أرضا وقفية للإمام الحسين (ع) غير مسجلة. فإذا عمل الأهالي وتعاونوا مع الإدارة، وأيضا عمل المجلس البلدي للمنطقة الشمالية على تحريك الموضوع مع تحرك أعضاء المجلس النيابي أيضا للمنطقة الشمالية على جمع ورصد المعلومات إضافة إلى تحرك الصحافة في تسليط الضوء على هذا الملف - كما تم سابقا - ستكون هناك نتيجة ملموسة. وهنا نهيب بالإخوة في الصحافة بأن يتعاونوا في ذلك، فهي خدمة وطنية وإسلامية كبرى. طبعا بتسجيل هذه الأراضي بالإمكان استثمارها بما يخدم الوقف وأهالي المنطقة لو استثمرت سكنيا، بل إن عمرانها سيعمل على دفع التنمية العمرانية في البلد وتكون أيضا لصالح الدولة والوقف والمجتمع. فبناء عمارات سكنية مثلا يسكنها أهل المنطقة ويكون ريعها لصالح الوقف سيكون له المردود الإيجابي للجميع.

دعونا نفكر بعقلية فقهية واستثمارية وعمرانية وسنجد أننا بإمكاننا أن نطور من واقعنا إلى ما فيه مصلحة الوضع والوقف أيضا.

إشارات:

بالأمس وقع خطأ بين لفظتين غيّرتا المعنى تماما، فكانت العبارة «تأصيل الايديولوجيا» تحولت إلى «تأجيل الايديولوجيا»، فالعبارة الصحيحة «كيف نستطيع أن نشكل لنا شخصية سياسية ومعنوية ومدنية ترتكز على تأصيل الايديولوجيا مع عدم إلغاء أدوات العصر...».

ألم أقل لكم إن مهنة الصحافة مهنة المتاعب، فحرف واحد يقلب المعنى تماما. وهذا يذكرني بفتنة وقعت في اليمن قبل سنين، فكاتب ألّف كتابا قصصيا للأطفال أسماه «النبي والذئب»... سقطت الواو في المطبعة خطأ فطبع الكتاب «النبي الذئب» فكانت الكارثة.

- سقوط حرف الياء في المطبعة خلق أزمة لمفكر كبير فأصبحت العبارة بدلا من «الأمر الإلهي الغيبي» إلى «الأمر الإلهي الغبي». المغفرة لله والله المستعان

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 455 - الخميس 04 ديسمبر 2003م الموافق 09 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً