قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية إن وفدا يضم مهندسين مصريين توجّه إلى أميركا للتدرب على التقنيات المستخدمة لكشف وتدمير الأنفاق على الحدود مع المكسيك حيث يتم تهريب المخدرات والمهاجرين.
الصحيفة كشفت أن الزيارة تأتي وفق مذكّرة التفاهم التي وقّعتها كونداليزا-ليفني آخر يوم بحرب غزة، بينما أعلنت مصر أنها لا تعترف بهذا الاتفاق!
الصحيفة الصهيونية أكّدت أيضا إرسال مهندسين عسكريين أميركيين إلى سيناء، مزوّدين بمعدات للكشف عن الأنفاق، بينما أعلنت مصر معارضتها لوجود أي أجانب على ترابها لأنه انتقاص لسيادتها!
الأنفاق التي استخدمت لتموين القطاع المحاصر بالحاجات الأساسية من غذاء ودواء... يدرس الوفد المصري التقنية الأميركية «المتقدمة» بحفر فتحات عميقة وتفجيرها لتدمير الأنفاق القريبة منها، وذلك استكمالا لمهمة الجيش الصهيوني الذي «نجح» في تدمير 300 نفق خلال حرب غزة!
أما صحيفة «الأسبوع» المصرية فنشرت تقريرا يكشف الوجه الآخر من الفضيحة، ففي الوقت الذي انتفض الشعب المصري حزنا على ما حدث في غزة، كان جنود العدو يتزوّدون بأغذية تنتجها إحدى الشركات المصرية بالمنطقة الصناعية في مدينة السادات.
في خطابه أمام مؤتمر الكويت ذُهل العالم من إصرار الرئيس المصري على القول بأنه فتح المعابر من اليوم الأول لحرب غزة، بينما الصحيفة المصرية تصرّ على أن مصر الرسمية رفضت بعناد فتح معبر رفح أمام المعونات لأهالي غزة، بينما كانت الشاحنات المحمّلة بمنتجات الشركة «المطبّعة» تمر من معبر العوجة إلى داخل دولة العدو بسلاسة، لتصل حمولتها الضخمة من المواد الغذائية إلى معسكرات جيش الاحتلال الذي يقتل الأطفال ويهدم المدارس وبيوت الله ويحرق أجساد الأبرياء بأسلحته المحرمة.
الصحيفة توضّح أيضا أن الشركة المصرية كانت تسلّم شحنات الأغذية لجيش الاحتلال عبر شركة «تشانل فوود» الإسرائيلية. هذه الشحنات تضمّ الفاصوليا الخضراء، البازلاء، الفول الأخضر، البامية المجمدة، والفول المدمس! وكل هذه «اللذائذ» توضع في عبوات بلاستيكية مدوّن عليها تاريخ الإنتاج وفترة الصلاحية باللغة العبرية، لتكون جاهزة للتوزيع بمجرد وصولها إلى داخل «إسرائيل».
الملصقات الموضوعة على (الكوارتين) مكتوبة بالعبرية أيضا، حيث تحدّد المنتج، وبلد التصدير، مع إشارة مهمة جدا، لطمأنة المتديّنين اليهود بأن هذا الغذاء مطابق لعقيدتهم، ليطمئنوا من عدم الوقوع في إشكالات شرعية أو يشعروا بتأنيب الضمير!
الصحيفة تذكر تفاصيل الشحنات بالطن والكيلوغرام، مع ذكر أسماء السوّاق المتورطين وأرقام الشاحنات. وتعترف بأنه لدواعٍ كثيرة، انحاز قطاع شعبي لا يستهان به -بحسب تعبيرها- للموقف الرسمي المصري من العدوان على غزة، إلا أن بعض العمال يمارسون عملهم وهم متبرمون، وخصوصا بعد تهديدهم بالتخلي عن خدماتهم بسبب الأزمة المالية العالمية!
آخر التصريحات التي لا تشرّف عربيا قطّ، أن يتفاخر وزير الخارجية في مقابلة مع قناة أوربت التلفزيونية إن بلاده «قوّضت محاولات قطر لترتيب قمة عربية رسمية بشأن غزة»، وينبزها من قناة الجزيرة بقوله: «البعض تصوّر أن محطة فضائية يمكنها إسقاط الدولة المصرية»! إنها مصر في زمن الضياع.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2338 - الخميس 29 يناير 2009م الموافق 02 صفر 1430هـ