العدد 454 - الأربعاء 03 ديسمبر 2003م الموافق 08 شوال 1424هـ

أين دائرة الجمال في دوائر المعامير؟!

قدمت اللجنة الثقافية بنادي المعامير الثقافي والرياضي يوم السبت الموافق 18 أكتوبر/تشرين الأول 2003م مسرحية «دوائر» من تأليف وإخراج الفنان حمزة محمد ضمن فعاليات مسابقة الريف المسرحي 2003م والذي نظمته المحافظة الشمالية ضمن إطار مهرجانها الريفي الأول.

ومن خلال مشاهدتي لهذا العرض المسرحي كانت لي هذه الوقفة الفنية المتواضعة. فأنا أجد أن العرض المسرحي قد نجح إذ إن المؤلف والمخرج حمزة محمد وفق في اختيار قضايا من هموم الشارع البحريني، كما وُفِقَ غالبية الممثلين في تجسيد ومعايشة أدوارهم. وهذه النظرة من أبرز الملامح في عرض مسرحية «دوائر» لنادي المعامير بجانب تألق الممثل حسن حبيب علي دسمال الذي قام بدور الآسيوي، إذ أجاد بإتقان هذه الشخصية، بل وجسدها تجسيدا عاليا جعلنا في شك من أن مؤديها بحريني الجنسية. وفيما عدا هذا الممثل اللافت وجرأة الطرح لا تجد تلك المتعة الفنية، ولا الحسية في هذا العرض.

فمنذ الوهلة الأولى تجد نفسك أمام منظر لم يكلف مصمم الديكور نفسه في ابتكار أو تخيل شكل جمالي معبر عن المسرحية، بل اكتفى بتجسيد عنوان المسرحية بوضع أقراص دائرية خشبية علقها على خلفية المسرح. ثم أضاف قطع اكسسوارات ثقيلة من طاولة وكراسي... فاسحا المجال للممثلين وخطاباتهم المباشرة فقد بدت حركاتهم عشوائية شبه مرتجلة دون أية تكوينات دلالية أو جمالية.

ومن هذه الإشكالية يتبادر السؤال: هل يكفي في المسرح أن نكتفي فقط بجرأة الطرح ونتغافل الجوانب الفنية؟!

ولعلي هنا أستند إلى المسرحي «بر تولد بر يخت»، الذي فرض على المسرحي شروطا أساسية بدأها بضرورة أن يتمتع رجل المسرح بالجرأة على قول الحقيقة... ولكنه أضاف أيضا. «كيف؟، ومتى؟، وأين؟، ولماذا أقول هذه الحقيقة؟!».

وهنا أجد أن المخرج حمزة محمد التزم بمجمل هذه الشروط فبدأ بجرأة الطرح، ولماذا؟ وأين؟ ومتى؟ ولكنه استبعد كليا «كيف»؟

كيف تقول الحقيقة أو المقولة وهي من أساسيات الفنان كاتبا أو ممثلا أو مخرجا أو مصمما للديكور والإضاءة والصوت، فهي أدوات أساسية في علم المسرح مرتبطة بمدى تمكن الفنان من أدواته المسرحية. ومواكبا للتطور في أشكال وأساليب وتقنيات المسرح. ولا أظن أن فنانا مخضرما كحمزة محمد يجهلها أو يفتقدها، ولكنه لسبب أو أكثر لم يستخدمها في هذا العرض. ولكن قد تكون سرعة الإنجاز، إمكانية العرض الفقيرة، الحرص على الكلمة، مستوى الجمهور المتلقي... الخ قد حالت دون تحقيق تلك التقنيات و الأدوات.

وهنا أجد لزاما عليَّ أن أهمس في اذن المؤلف والمخرج حمزة محمد وغيره من الفنانين بأن المسرح أبو الفنون مهما كانت أهمية موضوع العرض وجرأته إلا أن احترام ذوق المشاهد والارتقاء به فنيا لا تقل أهمية عن اختيار الموضوع.

وتبقى مسرحية «دوائر» عرضا مهما، فقد أبرزت مواهب تمثيلية جيدة، ولكنها ستكون أكثر أهمية لو قدمت في ثوب أكثر جمالية وأقل خطابية.

فنان مسرحي وإعلامي بحريني





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً