في صندوق البريد الإلكتروني رسالة تحمل أنباء مثيرة تقول: «وكالة الاستخبارات الأميركية (السي آي إيه) هي التي حاكت هجوم الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول العام 2001، وان أميرة ويلز الجميلة ديانا التي أمضت أيامها الأخيرة بصحبة صديقها العربي عماد الفايد، قتلت نتيجة خطة دبرتها الاستخبارات البريطانية، وان سفينة التيتانيك لم تغرق كما أن الزعيم النازي أدولف هتلر لم ينتحر بعد استسلام ألمانيا النازية بل نجح بالفرار وعاش حياة طويلة». أصبحت شبكة الإنترنت بحرا مليئا بالنظريات المثيرة والتي لا يواجه المسئولون عنها مشكلات في نشرها لتسبح في بحر المعلومات الكوني الذي توفره شبكة الإنترنت. خلافا لما كان يجري في العقود الغابرة إذ يحصل الرأي العام على معلومات عبر القنوات الرسمية فإن النوافذ التي لا يحصى عددها التي توفرها شبكة المعلومات الكونية تفيض ببحر هائل من المعلومات والتي تزداد كل يوم من دون وجود فرصة واقعية في وقف انتشارها أو حظرها. ولعبت حوادث الحادي عشر من سبتمبر العام 2001 دورا حاسما في انفجار مناقشات في أنحاء العالم حول الجهات المسئولة عن الهجوم وحامت الشكوك بأن تكون أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية ضالعة في هذا الهجوم أو أنها على الأقل كانت على علم بوقوعه ولم يصدر عنها تحذير منعا لوقوع الكارثة التي أدت إلى وقوع حربين حتى اليوم.
بعد أيام قليلة على انفجار العربة الفضائية الأميركية (كولومبيا) ظهرت عبر شبكة المعلومات مجموعة من الصور التي تظهر فيها العربة وقد تحولت إلى كتلة من النار والدخان ثم بدأت تتناثر. وكانت موظفة بوزارة العدل الأميركية حصلت على هذه الصور من قمر اصطناعي إسرائيلي ومررت مجموعة الصور إلى أحد الأشخاص الذي عرضها عبر الإنترنت. لكن فرانك تسيمان الخبير المختص بشبكة الإنترنت في الجامعة التقنية بمدينة برلين يسخر من هذه الصور ويقول إنها مشاهد من أحد الأفلام. ويشير تسيمان إلى نفسه بأنه أحد ألد أعداء الأخبار والصور المزيفة التي تملأ الشبكة الإلكترونية. بعد وقت قصير على انهيار مركز التجارة العالمي في نيويورك والبرج الملحق به ظهرت على الشبكة صورة سائح على سطح مركز التجارة العالمي يضحك للكاميرا بينما الطائرة المهاجمة تشارف على الارتطام بالمبنى وقامت مجموعة كبيرة من صحف العالم بنشرها على أنها آخر صورة التقطت قبل انهيار مركز التجارة العالمي. وتم تقديم البرهان لاحقا على أن هذه الصورة ليست حقيقية. ويعود انتشار الصور المزيفة إلى التقنية العصرية التي تضع بأيدي الكثيرين فرصة للتلاعب بالصور فمن يلهث لالتقاط صورة له مع مغنية عالمية أو سياسي شهير بوسعه الحصول على ما يريد من عملية مونتاج بارعة تجعل من الصعب التمييز بين الحقيقة والخيال.
وحازت المعلومات المتعلقة بحوادث 11 سبتمبر العام 2001 المنشورة في الشبكة على اهتمام واسع وبالنسبة إلى كثير من الأشخاص هي مؤامرة أحد أبرز أطرافها وكالة الاستخبارات الأميركية (السي آي إيه). هذه (المؤامرة) مثار مناقشات تجري منذ عامين في غرف الحوار، والسؤال المشترك: هل السي آي إيه وراء الهجوم؟ ويحصل الباحث على نصيب وافر من النظريات والمعلومات بصورة أدلة. جمع تسيمان مئة دليل وقال إن حوادث 11 سبتمبر هي قمة ما تم التوصل إليه عبر الإنترنت إلى اختلاق المعلومات. وهذا ينطبق أيضا على سبب انتشار مرض الديوك الذي عصف بآسيا حديثا ووصل إلى كندا كذلك مرض الإيدز. كما تم نبش الماضي، فالنظريات العالمية تؤمن أن وراء كل وفاة كل شهير... مؤامرة. الأميرة ديانا والرئيس جون اف كنيدي والسياسي الألماني يورجين موليمان وابن جلدته أوفه بارشل والمغنية آلياه كما هبوط أول رجل على سطح القمر ليس حقيقة وإنما عملية ضحك على ذقون البشر تمت في الصحراء الأميركية.
توصف الرسائل الإلكترونية التي ترسل إلى عدد كبير من الأشخاص حول العالم بأنها غير ضارة لكنها تقود إلى الحيرة وأحيانا تثير الأعصاب. يقول تسيمان إن شبكة الإنترنت تحولت إلى كتل هائلة من المؤامرات. قبل اكتشاف الشبكة كان من الصعب توزيع المعلومات على جمهور عريض بالسرعة التي تعمل بها تقنية المعلومات العصرية. ويكفي اليوم إرسال رسالة إلكترونية إلى أحد العناوين وينتشر مضمونها على الملأ. لكن بعض الجهود التي يقوم بها كتاب وصحافيون وباحثون فيها أيضا شيء من الحقيقة. فحين تخفي الحكومات معلومات عن كثير من القضايا لأسباب تتعلق بالأمن أو خوفا على افتضاح أمر مسئولين سياسيين كبار، تمنح شبكة الإنترنت فرصة مواتية لنشر آراء مناهضة والكشف أحيانا عن معلومات تسبب الحرج لهذه الحكومات. مثلما استغلت قوى المعارضة الشبكة فقد استغلها أيضا أشخاص لديهم معلومات قيمة عن عدد من القضايا التي شغلت الرأي العام العالمي. ويلعب دور الحكومات وأجهزة الاستخبارات في طمس الحقائق أو التلاعب بها في استسلام الباحثين لشبكة الإنترنت إذ يحصل هؤلاء على إجابات عن الأسئلة التي تراودهم. ويرى البروفيسور بيرند شيفر من جامعة ميونيخ أن المعلومات التي تنشرها شبكة الإنترنت لها ميزة وهي أن فيها شيئا من الحقيقة الضائعة. ويجد شيفر السبب في إطلاق العنان لهذا العدد الكبير من النظريات، كون بعض الحوادث التي شدت اهتمام العالم لم تنشر بشأنها معلومات صريحة. منها اغتيال جون اف كنيدي وداعية حقوق الإنسان الأميركي مارتن لوثر كينغ.
وفيما يأتي عدد من القضايا المحببة عند هواة نشر المعلومات في شبكة الإنترنت:
- 11 سبتمبر العام 2001: تتحمل الاستخبارات الأميركية مسئولية الهجوم والسبب أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش كانت بحاجة إلى مثل هذا الاعتداء لتتخذه ذريعة لشن الحروب وفرض هيمنة أميركا على العالم. إن الأدلة التي يجدها المرء في شبكة الإنترنت ليس لها حصر وفي مقدمتها: عدم العثور خارج مقر وزارة الدفاع الأميركية على ركام طائرة قيل إنها أغارت على الوزارة بل تم إطلاق صاروخ من داخل الولايات المتحدة.
- هبوط أول رجل على سطح القمر: لم يحصل أن وطأت قدم بشرية أرض القمر. إن ما خيل للعالم أنه هبوط رجل على سطح الفضاء في العام 1969 ليس سوى مشهد فيلم تم تصويره داخل استديو. وقد كان هدف الولايات المتحدة الأميركية حسم المنافسة على الوصول إلى القمر لصالحها. لا يرى المرء في هذه الصور أثرا لنجوم في السماء كما أن العلم الأميركي لا يتحرك على رغم الريح.
- انفجار عربة الفضاء كولومبيا: نفذت الولايات المتحدة و«إسرائيل» مسرحية الانفجار بتاريخ الأول من فبراير/ شباط العام 2003 لصرف النظر عن الحوادث التي كانت تعصف بمنطقة الشرق الأوسط. البعض الآخر يحمل فصائل فلسطينية متطرفة مسئولية الانفجار، ويقول هؤلاء إن الدافع لذلك الانتقام من رائد الفضاء الإسرائيلي إيلان رامون الذي قام قبل العملية بغارات جوية على مناطق فلسطينية. كما هناك دليل آخر وهو أن ركام العربة سقط على منطقة داخل الولايات المتحدة اسمها: فلسطين.
- مقتل السياسي الألماني يورجين موليمان: بالنسبة إلى الادعاء العام أقدم وزير الاقتصاد السابق ورئيس الجمعية العربية الألمانية موليمان على الانتحار. لكن عبر الشبكة الإلكترونية يطالع المرء رأيا آخر. يتهم الرأي الموساد الإسرائيلي باغتيال موليمان والدليل على ذلك أن موليمان ذكر في كتابه الأخير أن الموساد يسعى إلى القضاء عليه.
- غرق السفينة تيتانيك: تشيع شبكة الإنترنت أن هذه السفينة التي غرقت في العام 1913 وتم تصوير قصتها في فيلم سينمائي عالمي، لم تغرق وهي في الحقيقة السفينة نفسها التي قيل إنها السفينة الشقيقة أولمبيك. السبب أن أولمبيك تعرضت قبل عام إلى خلل كبير وكان يصعب إصلاحها لأن الشركة المالكة لم تكن تملك المال الكافي. لهذا السبب تم استبدال أسماء السفينتين الشقيقتين، وفي العام 1913 عمدت الشركة إلى إغراق سفينة أولمبيك والإيهام بأنها سفينة تيتانيك. وتمت العملية بصورة سريعة، ما حال دون إنقاذ العدد الأكبر من الركاب الذين كانوا على متنها وهكذا تمت في ذلك الوقت أكبر جريمة احتيال على شركة التأمين.
- غرق السفينة أستونيا: لم تغرق سفينة الركاب التي كانت تعمل على الخط البحري بين أستونيا والسويد في سبتمبر العام 1994 نتيجة خطأ فني وإنما نتيجة عملية تفجير. الدليل على ذلك تتضمنه أقوال بعض الذين نجوا إذ قالوا إنهم سمعوا عدة انفجارات. تخفي سلطات أستونيا والسويد معلومات تؤكد هذا الرأي خشية أن يكون المسئول في واحد من هذين البلدين.
- الأنثراكس: تخفي السلطات الأميركية معلومات عن المواطنين الأميركيين الذين أثاروا الذعر داخل الولايات المتحدة من خلال إرسال رسائل ملوثة بمادة أنثراكس. السبب أن هؤلاء الأشخاص لديهم معلومات مهمة من شأنها إحراج مسئولين كبار في حال الكشف عنها، وقد عمل هؤلاء قبل اعتقالهم في إنتاج أسلحة جرثومية في مختبرات داخل الولايات المتحدة.
- موت الأميرة ديانا: تجمع المعلومات المنشورة عن مقتل أميرة ويلز وصديقها عماد الفايد في 31 أغسطس/ آب العام 1997 على أنهما تعرضا للتصفية على يد الاستخبارات البريطانية. فقد كانت رغبة العائلة الملكية في بريطانيا منعهما من الزواج وأن يخضع ولي العهد لنفوذهما. الدليل على ذلك فقدان الحارس الشخصي لديانا ذاكرته كي لا يكشف عن معلومات مهمة وكذلك وقف عمل كاميرات المراقبة قبل وقت قصير على وقوع الحادث.
- مقتل السياسي الألماني أوفه بارشل: وجد الرئيس السابق لحكومة ولاية شليزفيج هولشتاين ميتا في حمام بغرفة فندق بوريفاج بمدينة جنيف في العام 1987. وتوفي نتيجة تناوله شرابا ملوثا بأدوية قوية المفعول أدت إلى توقف نبضات القلب. السبب أن بارشل كان على وشك الإفصاح عن معلومات تتعلق بمبيعات أسلحة بصورة غير مشروعة لإيران وغيرها. البعض يعتقد أن الموساد الإسرائيلي ضالع في القضية.
- مقتل الرئيس الأميركي جون اف كنيدي: هناك نظريات كثيرة تتحدث عن خلفية اغتيال كنيدي وغالبيتها يعتقد أن الرجل الذي قيل رسميا إنه الذي أطلق الرصاصات القاتلة على كنيدي، لي هارفي أوسفالد، كان مجرد كبش فداء في القضية وان الرصاصات القاتلة صدرت عن عدد من القتلة المحترفين. سبب اغتيال كنيدي رفضه شن حرب ضد فيتنام وكذلك انتقاما لفشل غزو كوبا. وفقا لنظريات أخرى يتفق مضمونها أيضا مع اغتيال مارتن لوثر كينغ والممثلة مارلين مونرو التي كانت على علاقة حميمة بالرئيس كنيدي.
- موت البابا يوحنا بول الأول: توفي البابا يوحنا بول الأول في سبتمبر العام 1978، وكان مر شهر واحد فقط على تسلمه منصبه. السائد رسميا أنه توفي نتيجة أزمة قلبية، لكن يعتقد أنه مات مسموما.
- أدولف هتلر: توفي الزعيم النازي في العام 1945 بإطلاق النار بمسدسه بعد أن أطلق رصاصة قاتلة على رأس عشيقته إيفا براون. أي انتحر وأوعز إلى جنوده كي يحرقوا الجثتين وذلك قبل وقت قصير على غزو الجيش الأحمر العاصمة الألمانية برلين. هناك من يشيع أن هتلر وإيفا براون فرا إلى قاعدة في القطب الجنوبي وعاشا سنوات طويلة. وفي العام 1947 قام الأميركيون بعملية عسكرية لتدمير هذه القاعدة لكنها باءت بالفشل
العدد 453 - الثلثاء 02 ديسمبر 2003م الموافق 07 شوال 1424هـ