العدد 2338 - الخميس 29 يناير 2009م الموافق 02 صفر 1430هـ

بطلات الدراما المصرية «ملائكة»

تحرص نجمات الدراما التلفزيونية على الظهور في صورة «ملائكية» ويتخذن من «المثالية» شعارا لهن، حيث يقبلن على تقديم الأدوار المحبة للخير التي تتصارع مع قوى الشر من أجل إرساء مبادئ العدالة. ويبدو أن حب الناس لهذه الشخصيات الطيبة جعل بطلات الدراما يحرصن على الظهور في هذه الصورة، إذ تقول الفنانة سميرة أحمد: «أعرف أنني مثالية للغاية وأنا أحب لعب هذه النوعية من الأدوار، وهي ليست بعيدة عن شخصيتي الحقيقية».

وعن دورها في المسلسل التلفزيوني «جدار القلب» تقول: «جسدت فيه شخصية د. كريمة المسئولة عن قسم المتهمين الجنائيين بمستشفى الأمراض العقلية بالعباسية، وهي سيدة متزنة في حياتها ولديها ولد وبنت، ربتهما على المثل العليا، وتؤدي عملها بكفاءة والجميع يشهد لها بالشرف والأمانة، وفي أحد الأيام تحول إليها حالة لرجل أعمال متهم بقتل زوجته فتحاول أن تصل إلى الحقيقة وهل هذا الرجل مريض فعلا أم أنه يتحايل على القانون بادعاء الجنون؟ وهنا تصطدم كريمة بسطوة رأس المال، فيحاول محامي المريض استمالتها بأية طريقة ويعرض عليها رشوة، إلا أنه يفشل في ذلك، فيلجأ إلى توريط أخيها في قضية اختلاس لكنها تصر على موقفها وتتمسك بمبادئها التي تربت عليها».

وتضيف سميرة:» لقد وافقت على هذا المسلسل تحديدا على رغم أنه دائما ما تأتيني سيناريوهات كثيرة أدواري فيها طيبة وخيرة، لكن موضوعاتها لم تنل إعجابي بعكس (جدار القلب)، فعندما بدأت قراءة السيناريو انجذبت إليه بشدة لأنه لامس وترا حساسا بداخلي، فهو يناقش هموم المواطن المصري والعربي».

وعن تعلق الجمهور بالأدوار المثالية تشير سميرة إلى أن هذا أمر طبيعي لأن الخير دائما يرتبط بالحب وليس منطقيا أن يتفاعل المشاهد مع الشخصيات الشريرة الهادفة إلى تدمير المجتمع.

وتعتبر الفنانة ميرفت أمين نفسها «امرأة لهذا الزمان» في المسلسل الذي يحمل هذا الاسم، وكان من الطبيعي أن تظهر هي الأخرى مثالية ومكافحة، حيث تجسد شخصية «دينا صابر» المرأة التي تساعد زوجها على توفير كلف المعيشة لذلك توافق على العمل ليلا بأحد الفنادق، وأثناء عودتها إلى المنزل يقع حادث متعمد من ابن أحد أصحاب النفوذ الأقوياء فتكون هي الشاهد الرئيسي على القضية التي تدين الشاب الثري، وعلى إثر ذلك تتعرض لضغوط من والد المتهم لإرغامها على الشهادة لمصلحة ابنه، إلا أنها ترفض وتدافع عن الحقيقة مما يجعلها تقع في مشكلات عدة وتدبر لها المكائد ويحاول الفاسدون تدمير حياتها.

طبقة الكادحين

تؤكد ميرفت أمين أنها أحبت هذا الدور لأنه يعبر بصدق عن شريحة مظلومة في المجتمع المصري، وهي طبقة الكادحين الذين يعانون من ظلم الأثرياء المحتكرين لموارد الدولة وأبنائهم المدللين، «كما أن شخصيتي مأخوذة من قلب البيئة المصرية التي تربي أبناءها على حب الخير»، وأضافت: «لكنني أرفض المثالية المفرطة الخالية من العيوب لأننا كوننا بشرا لسنا منزهين عن الخطأ، والصورة الملائكية تؤثر أحيانا بالسلب في نفوس المشاهدين».

وتتفق الفنانة نهال عنبر مع الرأي السابق فتقول عن شخصية «د. نوال» في مسلسل «يتربي في عزو»: «اتسمت هذه الشخصية بالمثالية وأنا أحب أن يشاهدني الجمهور نموذجية ومثالية».

وتقول صفاء أبو السعود «المهمومة» بالدفاع عن قضايا النيل والعاشقة لعمل الخير في مسلسل «النهر والتماسيح» الذي تقوم ببطولته: إن المسلسل يتطرق إلى قضية مصرية ومصيرية خاصة بنهر النيل الذي ليس هو شريان الحياة فقط، ولكنه يمثل العمق الإفريقي، وهناك رسالة من خلال هذا العمل لأن هناك مخاطر تهدد النيل وهي متمثلة في التلوث وأيضا محاولات «إسرائيل» المستمرة للسيطرة على حوض النيل وتدخلها في أثيوبيا وأريتريا وكذلك محاولات فصل شمال السودان عن جنوبه.

وتضيف صفاء: «ألعب دور د. منيرة عبدالمحسن أستاذة القانون الدولي ورئيسة جمعية شريان الحياة التي تتبنى قضايا الدفاع عن النيل وتتصارع مع قوى الشر، لأنها ترفض التنازل عن مبادئها». وتؤكد أنها لم تقصد العودة إلى الشاشة الصغيرة بعد غياب طويل بشخصية مثالية بحثا عن كسب ود وتعاطف المشاهد، وتقول: «إن المثالية نمط واقعي في حياتنا ومن الطبيعي أن يكون هناك خير وشر، وأنا وافقت على تجسيد شخصية مثيرة لأنها تشبهني في أمور كثيرة مثل العطاء وحب الخير للآخرين».

وتقول معالي زايد من خلال شخصية «هانم» التي تجسدها في سباعية «قصص بوليسية»: «هي امرأة متوسطة الحال تربي ابناها على الفضيلة والأخلاق الرفيعة، وفي الوقت نفسه تعمل مديرة لأحد المتاحف الذي يوجد بداخله لوحة (زهرة الخشاش) النادرة وهي مطمع لأحد رجال الأعمال المهتمين باقتناء الآثار والتحف النفيسة، حيث يعرض على (هانم) رشوة ولكنها ترفضها وتستمر في الدفاع عن الحق وترفض الفساد والظلم، على رغم الضغوط التي تتعرض لها»، وتقول معالي: «أهوى لعب الأدوار المثالية وأتمنى أن أقدم كل فترة نماذج طيبة من واقع المجتمع، وإننا شعب طيب نتعاطف مع الخير ويجلس المشاهد في حالة تركيز شديد مدافعا عن المثالية ومساندا لكل إنسان خير».

العدد 2338 - الخميس 29 يناير 2009م الموافق 02 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً