هل لديك كرسي في مكتبك؟ هل تجيد فن الجلوس على هذا الكرسي؟ بودي ان اسألك سؤالا؟ ما نوع الكرسي الذي تتربع عليه؟ اهو بلاستيك... ام من البلايود ام من الخشب الخاشباش؟ ام انك تجلس على كرسي ليس لك... ام ان كرسيك نصف هزاز... ام انه على شكل الارجوحة.؟ لا تستغرب ذلك فالجلوس على الكراسي له فن وذوق وادب... الجلوس على الكراسي له «نشوة»... هل جريت الجلوس على الكرسي الهزاز.
تخيل انك تجلس على كرسي هزاز وفي مكتب خاص ولديك سكرتير ويفضل ان تكون سكرتيرة... لانها أفضل من الرجل في ترتيب المواعيد كافة بجانب نعومة اصابعها في تبيض القرارات الادارية وخصوصا التعسفية... ناهيك عن الشعور بالامان بجانب هذه الطيبة والتي عن طريقها تستطيع توزيع من تريد توزيعه والترحيب بمن تريد ان ترحب به.
وعن طريق زمرة تختارها ليكونون عونا لك في السراء والضراء زمرة لا تشم الا المبيدات الحشرية وتستطيع ان تقدم لك كل الخدمات من دون عناء وتمطر شخصك الكريم بوابل مما تحب ان تسمع ولا تسألك عن حوافز ولا زيادات ولا اجازات ولا ترقيات، وكذلك تعرف متى وكيف واين تتحدث الى شخصك الكريم ويصلها كل شيء قبل ان تحرك لسانها داخل فمها.
هذه الزمرة من اصحاب الكراسي الهزازة تعرف متى يغضب شخصك الكريم ومتى تسمعك النكتة ومتى تصمت صمت أهل القبور، وتعرف من يزعجك من العاملين في مؤسستك التي تعتقد انها وراثة متحولة اليك من ابوك وجدك.
هذه الزمرة التي حولتك من حمل وديع الى قرش (يريور) ترفع هذا وتظلم هذا وتقرب هذا وتهمش ذاك، وكذلك جعلت منك بهلوانا في الوقت الذي تتكون فيه عضلاتك من نفيش هذه النبتة الشيطانية التي اغرتك كثيرا وغرتك كثيرا والتي تشحنك دائما باخبار غير سعيدة ما يدفعك الى التصرف بكل عشوائية وهمجية في الوقت الذي تبتسم فيه هذه الفئة وشخصك الكريم في قمة انفعالاتك.
ولكن هل جرب الوجه الآخر للعملة؟ هل جربت حين تتجرع ما يتجرعه الآخرون على يديك؟ هل ذقت مرارة الكأس الذي كنت تسقيه الآخرين من دون ادنى شفقة ولا رحمة هل سألت نفسك عن الطريقة التي غاب بها من سبقك بالجلوس فوق هذا الكرسي؟ هل تخيلت نفسك انت تغادر ذلك الكرسي ليتسلمه غيرك من بعدك.
اتدري لماذا؟م لانك بتصرفاتك وسلوكك قد آذيت العباد وتسببت في خسائر كثيرة لهذه المؤسسة في مالها وسمعتها فهنيئا لك حين تمتد رقبة الرافعة لتقتلعك من هذا الكرسي لترميك خارج اسوار هذه المؤسسة ورصيدك غضب رب العباد ممزوج بفرح من اذيتهم من الناس. أتدري يا من غادرت ذلك الكرسي الى خارج سور هذه المؤسسة، اتدري ان اول من يضحك عليك ويتشمت بك هم زمرتك التي تسلقت على اكتاف الغير ودفعت بك الى خارج الاسوار فهل نعتبر؟!
صالح العم
العدد 452 - الإثنين 01 ديسمبر 2003م الموافق 06 شوال 1424هـ