إن البحث عن مصادر دخل جديدة للبلاد ليس بالمستحيل لو أن الدولة والمؤسسات الخاصة درست بشكل جاد ما يتناسب واستعدادات البلاد لاستقطاب أنواع من المستثمرين والاستثمار فيما هو مفيد ومضمون... على أن يكون همّ المسئولين تقليص رقعة البطالة من دون النظر إلى مقدار ما (يَوُرُّهم) من هذا الدخل.
إن البلاد لم يضيعها خلال المرحلة السابقة ولم يهرّب المستثمرين إلا الطمع وتقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.
وإذا صح الرقم الذي نشر من أن مواطني الخليج أنفقوا نحو 27 بليون دولار على السياحة العلاجية فقط في سنة 2000، فإن التوجه إلى هذا النوع من الاستثمار في البحرين أمر صحيح وعلى المسئولين الاستمرار فيه وتقديم كل التسهيلات المطلوبة والممكنة من دون وضع أية معوقات أمام هذا التوجه.
إن البحرين باعتراف الكثيرين مكان مناسب ومحبب لدى الخليجيين وربما حتى عند غير الخليجيين، وعلى الجمعيات ألا تثير المخاوف من خلال بياناتها وندواتها لأن ذلك لن يصب في صالح الاستقرار وبالتالي لن يهيئ الجو المناسب لجذب السائح الخليجي لوضع حد لطابور العاطلين الذي يكبر مع نهاية كل عام دراسي.
إن السياحة العلاجية واحدة من هذا النوع من السياحة المناسبة لهذه البلاد وإن حماس الذين أقاموا معرض السفر والسياحة العلاجية في البحرين كان في مكانه ومن حق المقيمين على هذا المعرض أن يكونوا محل تقديرنا وتشجيعنا لهم.
ولا بد من تهيئة كل الأجواء المناسبة لخلق سياحة علاجية حقيقية ناجحة، لكن السياحة العلاجية الناجحة بحاجة إلى بعض المغريات المهمة التي تلفت نظر هذا السائح وأهمها أن يكون البلد مستقرا وأن تكون مصاريف العلاج معقولة ومناسبة مقارنة بدول غير بعيدة عن الخليج. كذلك فإن التعاقد مع أطباء لهم شهرتهم على المستوى العالمي سيكون آلية من آليات الإغراء وكذلك خفض أسعار الفنادق إلى جانب خلق مراكز سياحية ومطاعم مغرية وكل ما يقترحه العارفون بهذه الأمور.
إن ايجاد سياحة دراسية وثقافية أيضا من بين الأشكال السياحية التي ستكون مغرية للغاية وخصوصا بعد فتح مجموعة من الجامعات في بلادنا.
إن الخروج من الأزمات ليس مستحيلا وخصوصا إذا ما قرر المسئولون ذلك
العدد 452 - الإثنين 01 ديسمبر 2003م الموافق 06 شوال 1424هـ