العدد 452 - الإثنين 01 ديسمبر 2003م الموافق 06 شوال 1424هـ

خبراء عسكريون أميركيون: الحرب ليست على الإرهاب

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

بدأت التصريحات التي يدلي بها كبار المسئولين الأميركيين وخصوصا الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني بأن العراق اصبح الجبهة المركزية في حرب الولايات المتحدة على ما تسميه «الإرهاب» وأنهم يضربون بقوة «الإرهابيين» في العراق لإلحاق الهزيمة بهم لإبعادهم عن شوارع المدن الأميركية، تثير الشكوك لدى المحللين والخبراء العسكريين الأميركيين الذين يقولون «إن مثل هذه التصريحات تعطي انطباعا بأن من يقومون بعمليات مقاومة ضد الولايات المتحدة و«حلفائها» منظمون دوليا ويتمتعون بقوة وامتداد لشن حرب على السواحل الأميركية». ويقول هؤلاء «إن مثل تلك التصريحات تعطي انطباعا كاذبا عن ماهية رجال المقاومة العراقية والأسباب التي تحملهم على القيام بهجمات قاتلة ضد قوات الاحتلال».

ويقول الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أنتوني كوردسمان، الذي نشر تقريرا تضمن تقييما لجولة استطلاعية قام بها الشهر الماضي في العراق، «إن بياناتهما (بوش وتشيني) سخيفة تقريبا من الناحية العسكرية، فلا يوجد دليل على نشاط من مجموعات إرهابية متطرفة مرتبطة بالقاعدة». ويضيف «إن موقف إدارة بوش وموقف بعض منافسيه الديمقراطيين من مرشحي الانتخابات الرئاسية يعكس اختلافا في الرأي بين السياسيين والجنود في الميدان».

ويقول المسئولون في البيت الأبيض ان هذا الموقف يسيطر على جوهر وصفة الاستعجال بالنسبة للدفاع عن الولايات المتحدة من حرب العصابات التي يقوم بها رجال المقاومة العراقية التي أصبحت حدثا يوميا. وقال مسئول أميركي كبير إن ملاحظات بوش وتشيني تعكس الاعتقاد أن هناك «القاعدة أو أشباه القاعدة» يقفون وراء الهجمات على القوات الأميركية. وأضاف موضحا «إن الرئيس ووزير الدفاع رامسفيلد والجنرال أبي زيد تحدثوا عن مقاتلين أجانب على أرض العراق لنشر الإرهاب».

ولكن كوردسمان ومحللين آخرين يقولون إن المسئولين العسكريين الأميركيين في العراق لديهم فكرة تخالف ذلك، فهم يؤكدون أن الجزء الأكبر من التهديد الذي تواجهه قوات الاحتلال يأتي من العراقيين أنفسهم. واعترف قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال أبي زيد الشهر الماضي بأن معظم عمليات المقاومة هي من تفريخ أعضاء «حزب البعث»، وبعض المجموعات الأخرى الموالية للرئيس العراقي السابق الذين يشنون تلك العمليات لإعادته إلى السلطة. وادعى أبي زيد أن عدد أفراد المقاومة العراقية خمسة آلاف شخص «من الناس المصممين والخطرين». وقال «إن العدو الواضح والأكثر خطرا علينا في الوقت الراهن هم الموالون للنظام السابق والخلايا البعثية التي تعمل في مناطق بغداد بصورة رئيسية كالفلوجة وتكريت والموصل وكركوك، وهم يقومون بعمليات ضدنا باستخدام أجهزة تفجير محسنة ومدافع مورتر وقذائف صاروخية وأسلحة خفيفة في بعض الأحيان». مشيرا إلى أن البعثيين يعملون مع مجموعة صغيرة جيدة التنظيم من المقاتلين الأجانب. غير أن كوردسمان قدر بأن نحو 95 في المئة من عمليات المقاومة يقوم بها موالون للرئيس العراقي.

ويقول المحلل العسكري في معهد بروكينغز مايكل أوهانلون إن الذريعة التي يقدمها بوش وتشيني يلغي الموقف الأصلي للبيت الأبيض من أجل شن الحرب على العراق، مشيرا إلى أن بوش قال في البداية ان ما أسماه بـ «وحشية» النظام العراقي تجاه شعبه وقراره تجاهل قرارات الأمم المتحدة ومتابعته لبرامج «أسلحة الدمار الشامل» هي التي بررت الحرب. وقال أوهانلون إن وصف الإدارة الأميركية لتلك الحرب بأنها جهد للقضاء على من تسميهم «الإرهابيين» قبل وصولهم إلى الولايات المتحدة إنما هو تشويه للقضية التي تدافع عنها. وأضاف «إنها ذريعة ضعيفة، فلا يوجد في العراق الكثير من المقاتلين الأجانب الذين يشكلون تهديدا للسواحل الأميركية ولا أعرف إن كان هذا القول هو دعوة للخوف أو تطمين كاذب».

ويقول كوردسمان «إن البيت الأبيض لم يعد الشعب الأميركي لحرب فرضت علينا لخوضها، ولا لمدتها أو حدثها أو أخطارها. إنها سياسات قصيرة المدى»

العدد 452 - الإثنين 01 ديسمبر 2003م الموافق 06 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً