يعتبر المستثمرون الذهب أحد أهم الخيارات الاستثمارية الآمنة التي يتوجهون إليها في الأوقات الصعبة، وخلال العام 2009، ومع تفاقم تداعيات أزمة الائتمان العالمية، شهدت أسعار المعدن الأصفر ارتفاعات ملحوظة تجاوزت 25 في المئة منذ مطلع السنة مدعومة بضعف الدولار.
وحصد المستثمرون في الذهب عوائد مجزية خلال العام الجاري، وخاصة مطلع العام، عندما كانت الأسعار قرب أدنى مستوياتها؛ إذ قد يكون من اشترى في هذا التوقيت قد نجح في الحصول على عائد يتجاوز 50 في المئة، إذا ما اشترى الذهب عند أدنى مستوى له في 14 يناير/ كانون الثاني الماضي عند 807 دولارات للأونصة، وإذا ما قام ببيعها في 3 ديسمبر/ كانون الأول الجاري عندما بلغ الذهب ذروته قرب 1227 دولارا للأونصة.
لكن بالطبع يصعب الاستثمار بهذا الشكل وإذا ما نظرنا إلى حركة الذهب على مدار السنة تكون الأسعار قد ارتفعت بنحو 25 في المئة مدعومة بشكل رئيس بضعف الدولار الأميركي، وهو ما يؤكده مدير شركة بنكاج غوبتا، بقوله: «ضعف الدولار ساهم في ارتفاع أسعار الذهب هذا العام، لو بقي الدولار قويا وسط الأزمة العالمية لكانت بعض الاستثمارات اتجهت إليه لأنه يعتبر ملاذا آمنا أيضا، لكن الضعف الذي شهدته العملة الأميركية دفع الجميع باتجاه الذهب».
وأبرز الأسباب وراء تراجع الدولار خلال هذا العام هي انخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة إلى قرابة الصفر والمخاوف حيال ازدياد عجز الموازنة إلى تريليوني دولار.
ودفع ضعف الدولار المصارف المركزية إلى زيادة احتياطياتها من الذهب ولاسيما في روسيا والصين والهند؛ إذ من المتوقع أن تقوم المصارف المركزية بشراء 13.8 مليون أونصة من الذهب هذا العام بقيمة 15.5 مليار دولار، وهي أول مرة منذ العام 1988 تقوم فيه المصارف المركزية بزيادة احتياطياتها من الذهب من خلال شراء أكثر مما باعت. وتمتلك المصارف المركزية حول العالم نحو 18 في المئة من الذهب الذي تم تنقيبه.
هل سيواصل الذهب ارتفاعه في العام 2010؟ سؤال يتبادر إلى أذهان الكثير من المتعاملين في المعدن النفيس، وخاصة أولئك الذين اشتروا عند المستويات السعرية المرتفعة، فمن جانبه توقع «غوبتا» أن تتراوح أسعار الذهب خلال العام المقبل بين 1050 دولارا كحد أدنى و1340 دولارا للأونصة كحد أقصى.
هبوط الدولار
يأتي ذلك رغم تراجع حصة الدولار من إحتياطيات العملات العالمية الى نحو 63 في المئة بنهاية الربع الثاني من العام الجاري بحسب صندوق النقد الدولي وهو ادنى مستوى لها في عشر سنوات.
ويبدو أن التوقعات تشير الى إستمرار الضعف بالعملة الأميركية خلال السنة القادمة فيما تشير أغلب التوقعات إلى أن الذهب سيحافظ على موجة الصعود ما يجعله بحسب المحللين إستثمار لا يفنى على المدى الطويل.
العدد 2666 - الأربعاء 23 ديسمبر 2009م الموافق 06 محرم 1431هـ
شكرااااا
شكرااااا
شكرااااا