أبلغت مصادر «رويترز» هذا الأسبوع أن شركات تكرير النفط الأميركية تحاول إقناع العراق بالتخلي عن استخدام خام غرب تكساس الوسيط كأساس لتسعير شحناته من النفط إلى الولايات المتحدة واستخدام مؤشر للخام عالي الكبريت.
ومن شأن هذا التحول الذي قالت أربعة مصادر لـ «رويترز» إن مؤسسة تسويق النفط العراقية (سومو) قد تقوم به خلال أشهر قليلة أن يؤدي إلى تسعير نحو 20 في المئة من واردات النفط الأميركية على أساس مؤشر «أرغوس» للخامات عالية الكبريت وذلك بعد أن اتخذت السعودية والكويت الخطوة نفسها في الفترة الأخيرة.
وأظهرت بيانات حكومية أن الواردات الأميركية من السعودية والكويت والعراق بلغت 1.7 مليون برميل، أو ما يعادل 19 في المئة من إجمالي واردات الخام الأميركية في سبتمبر/ أيلول والتي بلغت 9.2 ملايين برميل.
وقال مصدر قريب من المحادثات «(سومو) قالت إنها لا يمكنها التغيير قبل فبراير/ شباط على أقرب تقدير، ولكن من المتوقع على نطاق واسع أن تتحول إلى مؤشر (أرغوس) قريبا».
وقد يساعد تغيير الخام القياسي الذي يجري على أساسه تسعير النفط أن يخلق أسواقا جديدة للمشتقات تعتمد على الخامات عالية الكبريت في خليج المكسيك الأميركي.
ومؤشر «أرغوس» هو مؤشر لثلاثة خامات عالية الكبريت تستخرج من البحر قبالة سواحل الولايات المتحدة.
وبتبني مؤشر «أرغوس» تبتعد الدول المصدرة عن تسعير خامها المتجه إلى الولايات المتحدة على أساس خام غرب تكساس الوسيط القياسي الذي ظل المؤشر الرئيسي لأسواق الخام الأميركية طوال عقود. ويرتبط مؤشر «أرغوس» جزئيا بمؤشر غرب تكساس الوسيط؛ إذ يستخدمه كأساس لتقييم الخام عالي الكبريت.
وقالت المصادر، إن «سومو» - على عكس المصدرين الآخرين - لم تبلغ المشترين الأميركيين رسميا نيتها التحول إلى مؤشر «أرغوس» في التسعير ولكن المشترين يتوقعون أن يحدث ذلك قريبا. وأضافت المصادر أن تغيير أسلوب التسعير قد يتطلب بضعة أشهر؛ إذ تدرس «سومو» حركة مؤشر «أرغوس» وتناقش شروطا مثل فروق الشحن مع زبائنها الأميركيين.
وشحن العراق 428 ألف برميل يوميا إلى الولايات المتحدة وهو ما يضعه في المركز الثامن بين الدول المصدرة للولايات المتحدة.
وزادت شعبية الخامات عالية الكبريت مثل التي يضمها مؤشر «أرغوس» - «مارز» و»بوسيدون» و»جنوب غرين كانيون» - بين شركات التكرير الأميركية في السنوات الأخيرة، وخاصة في ساحل الخليج وهو أحد مناطق التكرير الرئيسية نتيجة انخفاض أسعارها عادة مقارنة مع النفط منخفض الكبريت.
وغالبا ما تشحن دول الخليج العربية المصدرة خامات متوسطة الكبريت للولايات المتحدة ولكنها تسعر شحناتها منذ سنوات عند سعر تفاضلي لخام غرب تكساس الوسيط ونقطة تسليمه الرئيسية هي كوشينغ بأوكلاهوما.
ونتيجة التقلبات غير المعتادة في أسعار خام غرب تكساس الوسيط هذا العام أصبحت شركات التكرير الأميركية لا تستطيع التنبؤ بكلفة شحنات دول الخليج العربية إلى الولايات المتحدة.
وفي مناسبات عديدة، جرى تداول خامات مؤشر «أرغوس» بعلاوة سعرية نادرة على سعر خام غرب تكساس الوسيط قبل أن تعود لتخفيضات كبيرة مرة أخرى. وأزعجت تلك التقلبات السعرية كلا من الدول المصدرة للخام وزبائنها على حد سواء.
والاعتماد على مؤشر «أرجوس» لتسعير الخام قد يجعل الواردات المنقولة بحرا إلى ساحل الخليج الأميركي أقل عرضة للتأثر بتقلبات الأسعار التي تنتج عن اختناقات إقليمية في كوشينغ. وتحفز الشعبية المتزايدة للخام عالي الكبريت - وتكريره أصعب من تكرير النفط منخفض الكبريت - عقود الخام عالي الكبريت الجديدة.
وبدأ تداول بعض هذه العقود هذا الشهر والشهر الماضي في بورصات مثل نايمكس وإنتركونتيننتال وشمل التداول عدة عقود جرى تسعيرها مقابل مؤشر «أرغوس».
وقالت المصادر، إنه على رغم تحول «أرغوس» السريع إلى مرجعية مهمة لواردات الخام الأميركية فمن المستبعد أن تتحول دول أخرى معظم صادراتها النفطية للولايات المتحدة من الخام عالي الكبريت مثل المكسيك وفنزويلا إلى استخدام المؤشر في القريب.
وأضافت أن شركات النفط الحكومية في تلك الدول تشعر بارتياح مع أساليب تسعير صادراتها في الوقت الحالي. وقالت شركة بيمكس المكسيكية، إنه ليس لديها النية للتحول إلى مؤشر «أرغوس».
العدد 2666 - الأربعاء 23 ديسمبر 2009م الموافق 06 محرم 1431هـ