العدد 448 - الخميس 27 نوفمبر 2003م الموافق 02 شوال 1424هـ

حتى لا تقع الكارثة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لكي نصل الى الحقيقة بلا انتقائية يجب أن نكون صريحين في مواقفنا، وأن نكون واقعيين، وأن نمتلك جرأة النقد حتى لأقرب الناس لأن نقد الصديق يعني حبه لتوصيل اخوانه الى مواقع القوة بلا مجاملات وبلا رتوش.

ولا أظن أن هناك في المجتمع من يختلف معي في أن تكريس العائلة في أية ادارة أو مجلس أو وزارة يخدم أحدا. وهو في نهاية المطاف يخلق حساسيات في الوسط الموجود قد ينفجر كلغم في نهاية المطاف.

تقلد العائلة المناصب في موقع واحد أمر يرفضوه الكثيرون في المجتمع بل ويرفضه ذوق الشارع، ومازالت المؤسسات الدولية تركز كثيرا عند مراقبتها الحكومات على ضرورة الحد من ذلك وكذلك المراكز الحقوقية والمنظمات التي تدعو الى الشفافية. على مستوى الوزارات المحلية كثيرا ما انتقدت الصحافة تكريس المناصب العائلية. وكنت قد كتبت سابقا منتقدا بعض وزاراتنا التي تكثر فيها العوائل ورحت معلقا: بأن بعض الوزارات كثرت فيها المناصب العائلية الى درجة أن لو حدثت وفاة لأحد أفراد العائلة لا سمح الله فإن الوزارة قد تتوقف عن العمل بسبب انشغال العائلة بمراسم العزاء.

وقمنا في الصحافة بانتقاد وزارات متعددة لكثرة العوائل فيها الى درجة أن هناك من زعل على الطرح، وهناك من المسئولين الكبار من استشاط غضبا وبانت نواجذه بسبب هذا الطرح وعلى رغم ذلك مازلنا ننتقد مثل ذلك، وحتى على المستوى الشعبي وفي المؤسسات المدنية والدينية الأهلية، فإن الذوق العام يرفض تكريس المنصب العائلي.

ووجدنا كيف ذهب الناس ناصحين في أكثر من قرية وخصوصا في فترة انتخابات المآتم بألا يتقدم أكثر من مترشح من عائلة واحدة. ليس كرها في العائلة وانما حفاظا على الذوق العام الذي تشبع سنين طويلة من هذه المشاهد المأسوية لدى الأنظمة، وثانيا حتى يقطعوا الطريق على أية اشكاليات قادمة.

ما طرحته مقدمة للدخول في الانتخابات المقبلة لمجلس ادارة «الوفاق»، والتي يهمنا كثيرا وصولها الى مواقع القوة والتأثير وذلك باعتبارها جمعية اسلامية وطنية تتميز بصدق ادائها واخلاص نيتها في العمل الاسلامي والوطني.

الاشكالية - التي أحب طرحها والتي بدأت تتفاعل في أوساط مختلفة في الوسط الشعبي ووسط أعضاء في «جمعية الوفاق» أيضا - هي خوف تسلل المنصب العائلي إلى الجمعية وخصوصا بعد ترشح ثلاثة أفراد من عائلة واحدة واحتمال دخول عنصر رابع من العائلة ذاتها فالانتخابات عادة ما تكون مليئة بالمفاجآت. طبعا لا نطرح ذلك من منطلق شوفيني أو عنصري أبدا، ولكن يجب أن ننتبه الى أن هذه النقطة قد تؤخذ على الجمعية لو تكرست عائلة واحدة حتى لو سلمت النيات فالناس والجمهور والصحافة والمراكز الحقوقية سيواجهون الجمعية بهذا السؤال: كيف وقعتم في الاشكالية التي طالما حذرتم منها؟ اذا ينبغي تصحيح هذا الخلل. نقول ذلك خوفا من المساس بالجمعية لأنها تمثل للكثيرين بارقة الأمل، ومن حقنا كمحبين لها أن نصدقها القول وأن نقدم النصيحة حتى للمترشحين. بالأمس تم سؤال الأخ جلال فيروز عبر صحيفة محلية عن «مدى امكان دخول عقيلته شعلة شكيب انتخابات مجلس ادارة الوفاق فأجاب: إنها لم ترتئي خولها الانتخابات» أعتقد أن دخول شكيب لاشك سيفتح جدلا واسعا في جميع الأوساط بشأن الاشكال الذي تم طرحه، وخصوصا بعد ترشح جلال فيروز وجواد فيروز وفاطمة فيروز واحتمال ترشح شعلة فيروز (شكيب)، ولاشك أن ذلك سيفتح سيلا من الأسئلة لمجلس الادارة الجديد. طبعا ما تم طرحه وانتقاده موجود في أكثر من وسط. وفي العمل السياسي يجب أن نكون واقعيين وأن نراجع أنفسنا وأن نبتعد عما نندد به حتى لا نقع في اشكال التناقض، يجب أن نمتلك شجاعة نقد ادائنا كما نمتلك شجاعة نقد أداء الآخرين

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 448 - الخميس 27 نوفمبر 2003م الموافق 02 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً