العدد 448 - الخميس 27 نوفمبر 2003م الموافق 02 شوال 1424هـ

قمة 5+5

سمير صبح comments [at] alwasatnews.com

.

في الوقت الذي تسعى دول المغرب العربي لترتيب أولوياتها التي ستعرضها على الأوروبيين في قمة 5 + 5 بعد نحو اسبوع في تونس بشكل موحد للمرة الأولى. أعلنت الادارة الأميركية عن جولة سيقوم بها وزير خارجيتها، كولن باول، لكل من الجزائر وتونس والمغرب. الملفت في الموضوع كون هذا التحرك يأتي عشية قمة رؤساء الدول هذه.

واذا كانت بعض المصادر المغاربية، روجت معلومات مفادها ان المسئول الأميركي سيعرض على محاوريه امكان نشر قواتهم في العراق - الأمر المستحيل بحسب ما أكد لـ «الوسط» أحد وزراء هذه الدول مساء الثلثاء، إلا أن هذا القرار يجب أن يصدر عن تفاهم عربي شامل، إلا أن حقيقة الأمر تتلخص بتوجيه رسائل للمعنيين كافة، بما فيهم الأوربيون، بأن الولايات المتحدة جادة الى أبعد الحدود في تعزيز مواقعها الجغراسياسية والاقتصادية في منطقة شمال افريقيا وبأنها على استعداد كذلك بتفهم احتياجات دولها بشكل أكبر من السابق. في هذا الاطار، ذكرت مراجع رفيعة المستوى، بأن باول سيعرض على كل من الجزائر وتونس اقامة منطقتين للتجارة الحرة مع كل من الجزائر وتونس، ذلك على غرار تلك التي سيوقع على انشائها مع المغرب بعد اسابيع.

وتذكر المصادر الأميركية مند نحو من اسبوع وبشكل مكثف بأهمية دور المكتب الذي افتتحته واشنطن بسفارتها بتونس كرأس حربة للتعاون الاقتصادي ونشر الاصلاحات الديمقراطية وتشجيعها ليس في منطقة شمال افريقيا فحسب، بل في «الشرق الأوسط» أيضا، ما يعني جعل هذه المنطقة محورا أساسيا للاستراتيجية الأميركية ازاء العالم العربي.

ولا تتردد الدوائر المرتبطة بالولايات المتحدة داخل كل من المغرب وتونس بالاشارة الى تصميم واشنطن بالذهاب أبعد ما يمكن في العملية التنافسية مع الاتحاد الأوروبي، كذلك استعداداها لتغيير خططها السابقة بحيث تتماشى مع طبيعة المرحلة الجديدة التي تضمن الاختراقات السياسية والاقتصادية والاعلامية التي تعمل عليها أميركا منذ سنوات ليس فقط في المغرب بل أيضا في القارة السمراء. وتشير هذه الدوائر على سبيل المثال لا الحصر لنجاح تجربة اذاعة «سوا» المسموعة التي رفضت لها السلطات المغربية البث من أراضيها والتي ستستكمل انتشارها بعد اعطاء تونس والجزائر موافقتهما قريبا وهذه النقطة على ما يبدو موجودة على جدول أعمال زيارة باول الحالية.

وفي سياق التنافس الذي قطع شوطا مهما بغض النظر عن التقليل من حدته في هذه المرحلة من قبل الأميركيين، إلا أن الضغوط التي تمارس من الأطراف المعنية على مسئولي الدول المغاربية التي وصلت جوانب منها حد الابتزاز، كما هو حاصل في نزاع الصحراء المغربية أو التهديد بفتح ملفات حقوق الانسان، والاستثمارات الخارجية المباشرة، أو اعادة النظر بحجم الصادرات، تؤكد أن المنطقة التي أصبحت مركز جذب لمصالح أميركا والاتحاد الأوروبي، يمكن أن تدخل افريقيا في عين العاصفة اذا لم يتم تهدئة اللعبة من قبل القطبين

العدد 448 - الخميس 27 نوفمبر 2003م الموافق 02 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً