العدد 448 - الخميس 27 نوفمبر 2003م الموافق 02 شوال 1424هـ

المتطرفون اليهود عنوان الأزمة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

لطالما كان هناك اتصال وثيق بين جذور اللغة العربية ولغة اليهود (العبرية) فقد نقلت بعض موسوعات التاريخ أثر اليهود الكبير في اللغة العربية، اذ أدخلوا فيها الكثير من المصطلحات الدينية وحتى بعض الكلمات التي لم يعرفها العرب من قبل.

واذا نظرنا إلى اثر اليهود في شبه الجزيرة العربية وتاريخهم الممتد وتحديدا في عهد النبوة فهناك فترة «صحيفة المدينة» لمدة سنة، والتي تعد واحدة من أقدم الاتفاقات السلمية التي جمعت اليهود والمسلمين، فقد اتفقوا - بناء على بنود «صحيفة المدينة» التي كانت ايضا تعد بمثابة دستور قائم لبدايات الدولة الإسلامية - على العيش بسلام والدفاع عن بعضهم الآخر في المدينة، علما بان اعدادا كبيرة من اليهود - الذين نزحوا من الشام عندما وطأت اقدام الروم وقمعتهم - اتجهوا إلى الحجاز وتحديدا إلى يثرب التي سميت فيما بعد المدينة المنورة، فقد قطن فيها أصحاب الثروات والعز من يهود «بني النضير» و«بني قريظة» وكان يطلق عليهم اسم «الكاهنان» نسبة الى جدهم الذي كان يقال له «الكاهن».

غير ان يهود المدينة تحالفوا مع مشركي مكة وكسروا اتفاق «صحيفة المدينة» ما أدى الى اخراجهم من المدينة أولا ومن الجزيرة العربية لاحقا غير ان فترة اليهود الذهبية عادت مع المسلمين لاحقا وخصوصا في أيام الحروب الصليبية بل ان الطبيب الخاص لصلاح الدين الأيوبي كان يهوديا فاليهود كانوا يحفظون الأموال للمسلمين لأن المسلمين كانوا يتحرجون من الربا فاليهود كانوا امناء للمال للمسلمين، ما طور مهنة الصرافة لدى اليهود لاحقا.

بينما تم اكرام اليهود الذين تم اخراجهم من اسبانيا في فترة الدولة العثمانية فقد حصلوا على امتيازات كثيرة وبقوا مع المسلمين بأحسن حال حتى نهاية القرن التاسع عشر، غير انه وفي العام 1897 تأسست الحركة الصهيونية وهي التي جذبت اليهود المتطرفين، ضمن اجندة عنصرية مضادة لكل ما هو غير يهودي كردة فعل على اضطهاد الأوروبيين لهم وحال الشتات التي عانوا منها قرونا.

فكانت النتيجة ان تم تحالف الحركة الصهونية مع بريطانيا وأميركا لاحقا وخلق كيان مصطنع يخص الحركة الصهيونية لا الديانة اليهودية وهو ما يعرف اليوم بـ «إسرائيل» بهدف التنكيل بالفلسطينيين والمسلمين الذين لم يعاملوا اليهود كما تعاملهم الدولة الاسرائيلية التي تمارس وتطبق كل أنواع العنصرية والظلم بحق الفلسطيني ضاربة مبادئ الانسانية عرض الحائط ومتجاهلة مبادئ الدين اليهودي ومتناسية تاريخ السلم مع دول الاسلام المختلفة... فإن كان السلام لايزال غائبا في الشرق الأوسط فهو بسبب فئة المتطرفين اليهود... فالتطرف اليوم اصبح سمة حتى عند المسلمين وهو فكر واسلوب يحط من تعايش الشعوب بسلام... كما ان العيش بسلام لا يتم عبر خلق دولة لا وجود لها الا في مخيلة بعض المتطرفين وسحق شعب بأكمله لتحقيق تلك الاوهام المتطرفة

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 448 - الخميس 27 نوفمبر 2003م الموافق 02 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً