العدد 447 - الأربعاء 26 نوفمبر 2003م الموافق 01 شوال 1424هـ

الحكيم: المرجعية متحفظة على «نقل السلطة»

سترو يجد صعوبة في تحديد موعد خروج الاحتلال

طالب رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق السيدعبدالعزيز الحكيم، أمس مجلس الحكم الانتقالي في العراق بإدخال تعديلات على بعض بنود الاتفاق المبرم بين الحكومة العراقية المؤقتة والتحالف بشأن نقل السلطة.

وصرح الحكيم في مؤتمر صحافي في النجف «ستحصل مشكلات حقيقية إذا لم تؤخذ التحفظات الأساسية التي أبديناها في الاعتبار». وأوضح أنه التقى أمس اثنين من كبار المراجع وهما السيدعلي السيستاني والسيدمحمد سعيد الحكيم وأنهما «يشاطرانه التحفظات نفسها».

في حين أكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في زيارة مفاجئة لبغداد أن قوات التحالف ستبقى في الأراضي العراقية وفق الاتفاق القائم مع السلطات العراقية وطالما رغبت غالبية الشعب في ذلك، غير أنه استبعد وضع موعد محدد لذلك قائلا إن «هناك مهمات ينبغي لهذه القوات أن تؤديها».

ميدانيا، أكد متحدث عسكري أميركي أمس أنباء اعتقال القوات الأميركية زوجة نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي السابق عزة إبراهيم وابنته.


عبدالعزيز الحكيم يحذر من «تحفظات أساسية» في اتفاق نقل السلطة

اعتقال زوجة عزة إبراهيم وابنته وزيارة مفاجئة لسترو

عواصم - وكالات

أكد الجيش الأميركي أمس انه ألقى القبض على إحدى زوجتي وابنة نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في نظام صدام حسين؛ عزة إبراهيم الدوري، والمتهم بالوقوف وراء سلسلة من الهجمات على قوات التحالف، في وقت قام فيه وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بزيارة مفاجئة إلى العراق الذي تمزقه الحرب وأعرب عن أمله بتراجع وتيرة العنف مع عودة السلطة إلى العراقيين.

وأعلن متحدث باسم فرقة المشاة الرابعة الاميركية الكولونيل بيل ماكدونالد في مدينة تكريت أمس ان القوات الاميركية اعتقلت إحدى زوجتي وابنة عزة ابراهيم وابن طبيبه الخاص في مدينة سامراء شمال بغداد. وأضاف ان «جنود قوة الحصان الحديد حصلوا على معلومات تتحدث عن اختباء احدى زوجتي عزة ابراهيم وأنصار له في سامراء». وتابع ان الجنود الاميركيين «شنوا هجوما على المبنى واعتقلوا ثلاثة أشخاص هم زوجة الدوري وابنته وابن طبيبه الخاص».

وأكد المتحدث ان هؤلاء الاشخاص معتقلون ويجري استجوابهم، موضحا «ليست هناك مؤشرات على وجود الدوري في المنطقة». وتعرض الولايات المتحدة مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القاء القبض عليه عزة إبراهيم. ولعب عزة ابراهيم (61 عاما) دورا رئيسيا في تبني النظام السابق الخطاب الإسلامي خلال التسعينات. ويتهمه التحالف بلعب دور رئيسي في الهجمات المستمرة على قواته. من ناحية أخرى، أعرب وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أمس غداة وصوله المفاجئ إلى العاصمة العراقية في زيارة غير معلنة لأسباب أمنية، عن اقتناعه بان العنف سيتراجع مع نقل السلطة الى العراقيين. وقال سترو في مؤتمر صحافي في بغداد «طبعا، الكل يدرك وجود مشكلات أمنية (...) وانا شخصيا لم اقلل ابدا من أهميتها».

وتابع يقول «لكن ما يقال لي وما انا مقتنع به هو أن حياة عدد كبير من الأشخاص في العراق تحسنت بشكل كبير في ما يتعلق بمستوى المعيشة، وستتحسن أكثر عندما نسيطر على الوضع الامني». وأضاف وزير الخارجية البريطاني أن «إحدى الوسائل الأساسية لضمان ذلك هو العمل على نقل السلطة بأسرع وقت ممكن» إلى العراقيين. إلا أن سترو اقر بان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يجب ان يسيطر على المقاومة المسلحة بعد سبعة اشهر من احتلاله العراق. وقال سترو الذي تعتبر بلاده الحليف الأكبر للولايات المتحدة في الملف العراقي «إن الهدف الرئيسي لزيارتي مساء أمس وهذا الصباح إلى بغداد هو التحدث مع أعضاء مجلس الحكم الانتقالي العراقي بشأن عملية نقل السلطة». وأضاف «لا يمكنني تحديد موعد انسحاب تام للقوات البريطانية. ما يمكنني قوله، وأنا متأكد من التحدث باسم الاميركيين وقوات التحالف الأخرى، هو أننا سنبقى طالما رغب بذلك الشعب والحكومة في العراق وكان لدينا عمل نقوم به». وفي 15 نوفمبر/ تشرين الثاني، أعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تخليه عن إصراره السابق على إجراء انتخابات في ظل دستور جديد تتم الموافقة عليه من خلال استفتاء. وأعلن انه سيسلم السيادة إلى إدارة عراقية مؤقتة بحلول يونيو/ حزيران من العام المقبل.

من جهة أخرى، طالب المرجع الشيعي في العراق آية الله السيدعلي السيستاني، ورئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق السيدعبدالعزيز الحكيم، بـ «إعادة النظر» في الاتفاق المبرم بين التحالف ومجلس الحكم بشأن نقل السلطة إلى العراقيين. وقال عبدالعزيز الحكيم أمس الأول إن «آية الله السيستاني أبدى تحفظات على هذه الوثيقة وقال إنها لا تعطي اي دور للشعب العراقي لذلك يتعين إعادة النظر فيها».

كما طالب الحكيم أمس مجلس الحكم بإدخال تعديلات على بعض بنود هذا الاتفاق. وصرح الحكيم في مؤتمر صحافي عقده في النجف «ستحصل مشكلات حقيقية إذا لم تؤخذ التحفظات التي أبديناها في الاعتبار». وأوضح انه التقى الاثنين من كبار علماء الدين الشيعة هما السيدالسيستاني والسيدمحمد سعيد الحكيم وانهما «يشاطرانه التحفظات نفسها». على صعيد آخر دعا رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان العراقيين إلى نسيان الماضي والعمل بيد واحدة لتجاوز «هذه المرحلة الصعبة التي تمر بهم».

وقال زايد خلال استقباله أمس وفدا من مجلس الحكم انه أوصى الاميركيين «بأن يتعاملوا برفق مع الشعب العراقي وأن يعملوا على نقل السلطة إلى الشعب العراقي في أسرع وقت ممكن وإنهاء الاحتلال». وضم الوفد العراقي عضوي المجلس الانتقالي إبراهيم الجعفري وعدنان الباجه جي. وأكد زايد في تصريحاته التي بثتها وكالة أنباء الإمارات «وقوف بلاده إلى جانب العراق». وقال إن العرب «سيكونون سندا لأشقائهم ولن يتخلوا عنهم».

ميدانيا، واصلت القوات الاميركية هجماتها على مخابئ المسلحين العراقيين إذ قام حوالي 100 من الجنود من الفرقة المجوقلة الـ 82 بعملية تفتيش واسعة جنوب العاصمة. ووصف الجيش الاميركي هذه العملية بأنها جزء من عملية «المطرقة الحديد» التي بدأها الجيش الاميركي في وقت سابق من هذا الشهر. وشارك نحو مئة من جنود المشاة المدعومين بعناصر من الدفاع المدني العراقي وآليات «هامفي» و«برادلي» في هذه العملية التي تجري على بعد 10 كلم جنوب بغداد على الطريق السريع إلى النجف. من ناحية ثانية أصيب عدد من الجنود الاميركيين جراء انفجار عبوة ناسفة عند المدخل الشرقي لمدينة الرمادي. وذكرت قناة «الجزيرة» أمس ان الانفجار أدى إلى تعطل سيارة عسكرية أميركية من نوع «هامر» فيما أغلقت القوات الاميركية الطريق العامة المؤدية إلى المدينة ونفذت عمليات تفتيش بحثا عن عبوات أخرى. في حين عثرت دورية اميركية وعناصر من الشرطة العراقية في منتصف ليل أمس على قاعدة معدة لإطلاق صواريخ محلية الصنع في منطقة الدورة جنوب غرب بغداد.


غارنر: عدم الثقة في العراقيين وراء عرقلة استعادة البلد لعافيته

واشنطن - أ ش أ

قال الجنرال الاميركي الذي كان يتولى ادارة العراق عقب الإطاحة بصدام حسين، غاي غارنر ان عمليات اعادة اعمار البلاد كان بالإمكان أن تمر بوتيرة مرنة لو ان الولايات المتحدة وضعت قدرا أكبر من الثقة في الشعب العراقي. ونقل راديو «لندن» أمس (الأربعاء)عن غارنر قوله ان الكثير من الاخطاء هي التي تقف وراء عرقلة استعادة العراق لعافيته بعد الحرب. وأضاف انه كان يتعين نشر عدد أكبر من الجنود في بغداد وإقامة تواصل أفضل مع العراقيين وأيضا كان يلزم إرسال مولدات طاقة ضخمة الى البلاد لإعادة تشغيل الكهرباء على وجه السرعة.

وأشار إلى انه كان يلزم تشغيل أفراد الجيش العراقي في جهود إعادة اعمار البلاد بدلا من تسريحهم. وقال انه كان يتعين كذلك على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ان يقيم حكومة هناك في وقت أسرع. يذكر ان الجنرال غارنر كان يتولى منصب رئيس الإدارة الاجنبية في العراق واستبدل بالحاكم المدني الحالي بول بريمر وذلك بعد مضى أقل من شهر على توليه منصبه

العدد 447 - الأربعاء 26 نوفمبر 2003م الموافق 01 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً