يقال إن أحد الدجالين أشيع عنه أنه يعرف قراءة المستقبل بشكل غير عادي وأنه يبدأ بالحديث عن ماضي الشخص وأوضاعه التي يعيشها حاليا ليجعل من أمامه يثق في قراءته لمستقبله.
هذا الدجال كان قد اتفق مع بعض الأشخاص على أن يأتوا بمعلومات عن كل من يريد موعدا لقراءة فنجانه، فيذكر له أولا المعلومات التي يعرفها عنه ثم يبدأ بالحديث عن مستقبله... باختصار جمع أموالا طائلة بهذه اللعبة.
هذا الدجال يذكرني بالإدارة الاميركية وما أثار شكوك الكثيرين حكاية تفجير مجمع (المحيا) السكني بالرياض الذي ذهب ضحيته أكثر من عشرين قتيلا وعشرات من الجرحى كلهم كانوا من العرب، فقد طلبت الإدارة الاميركية ومعها تابعتها بريطانيا من مواطنيهما مغادرة المملكة العربية السعودية لأن لديهما معلومات بأن الإرهابيين سيقومون بهجمات جديدة على مجمعات سكنية، وقام قارئ الفنجان الاميركي جورج بوش بإعطاء أوامره لإغلاق السفارة الاميركية وقنصلياتها التابعة لها بالمملكة مؤكدا بما لا يدع المجال للشك أن هجمات لابد ستحدث قريبا، فالخطوط المتشابكة التي في قعر الفنجان تكشف له ذلك.
وبالفعل صدق حدس قارئ الفنجان الاميركي خلال أقل من أسبوعين، فإذا بمجمع سكني يتم تفجيره وكل ضحاياه من العرب هذه المرة.
ويعود قارئ الفنجان الأميركي ليثبت مرة أخرى أنه يعلم الغيب فيأمر بإعادة فتح السفارة والقنصليات من جديد وعدم ممانعته لعودة بقية العاملين الاميركان إلى نشاطهم إذ إن عملية التفجير قد انتهت وكشف قارئ الفنجان الاميركي عن صدقية نبوءته عندما حدث التفجير.
آمنا أن إدارة بوش عرفت أن هجمات ستحدث لكن كيف عرفت أن الخطر قد زال رغم الصراع المتواصل بين أجهزة الأمن السعودية والإسلاميين من مواطنيهم حتى الآن؟
لماذا استهدف الإسلاميون هذه المرة مجمعا سكنيا يسكنه مئات العرب مع وجود مجمعات سكنية للاميركان؟
ألا يثير ما حدث شكوك كل عاقل يتمعن في الموضوع ليرى الفارق بين قارئ الفنجان الأول وقارئ الفنجان الاميركي وأوجه الشبه بينهما؟
العدد 445 - الإثنين 24 نوفمبر 2003م الموافق 29 رمضان 1424هـ