العدد 445 - الإثنين 24 نوفمبر 2003م الموافق 29 رمضان 1424هـ

الأمة الوسط تحتفل بعيدها السعيد

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

رمضان لم يكن شهر صيام وبركة وحسب، بل كان شهرا جمع الناس في أرجاء الدنيا حول ما يدور في عالمنا الاسلامي، باستثناء ما جرى في ايامه الأخيرة في جورجيا.

بدأنا الشهر مع أخبار فلسطين والعراق وتصاعدت الحوادث في كل مكان، وشهدنا ما جرى في السعودية وتركيا بالاضافة إلى ما كان يجري في فلسطين والعراق.

وفي كل ما جرى كان الناس منشدون إلى بعضهم بعضا... يعلمون ما يجري في كل مكان بفضل ما توفره لنا تكنولوجيا الاتصالات من قنوات فضائية ومواقع الكترونية على شبكة الانترنت.

الاعلام العربي انجز الكثير (بسبب ما جرى من حوادث جسام في منطقتنا) وأصبحت فضائياته تنافس الفضائيات الدولية. بعض البرامج التلفزيونية العربية جذبت الجمهور - مثل مسلسل الحجاج - وربطت الواقع بالتاريخ ومدت انظار الناس إلى المستقبل، متسائلين عما يخبئه لهم وفيما اذا كانوا سيتطورون مع تطور الزمن أو ان أوضاعهم السياسية والمعيشية ستتحسن أم سيستمرون في اجترار الآلام والمآسي.

في الأيام الأخيرة من رمضان انتقلت الأنظار فجأة إلى جورجيا ليشاهد العالم كيف تتم الاطاحة باحد المستبدين الذين عولوا على السند الخارجي للاستمرار في حكمهم الفاسد.

ومع حوادث جورجيا تعود بعض المناظر التي خلدت في الذاكرة. ففي مطلع العام 1989م كانت وسائل الاعلام قد تجمعت في الصين لتغطية اللقاء التاريخي آنذاك بين الرئيس السوفياتي غورباتشوف والقيادة الصينية، واذا بطلاب الصين يخرجون إلى الشوارع وتنقل عدسات الكاميرا كيف تمكن طالب من الوقوف امام رتل من الدبابات وعطل مسيرها في ساحة تينانمن.

ثم تنتقل الذاكرة إلى حرب الخليج الثانية عندما غزا صدام الكويت ولم يخرج إلا بعد وصول نصف مليون عسكري اميركي إلى المنطقة وشاهدنا تدمير العراق ومنطقتنا. وبعد ذلك استمرت الكاميرا تنقل لنا ما يحدث حتى سقوط طاغية العراق وسيطرة الاحتلال الاميركي وثم اشتداد الحوادث ثانية بعد انتشار المقاومة المسلحة. شريط من الذكريات في ختام رمضان يطرح سؤالا يتكرر: هل نحن الأمة الوسط التي ارادها القرآن؟ وهل نحن شهداء على عصرنا؟ أم اننا على هامش التاريخ وان ذكرنا في سياق الحدث لاننا ضحايا تهميشنا في بلداننا وعلى المسرح الدولي؟

الأمة الشاهدة على عصرها هي التي تمتلك كامل كرامتها وتمارس كامل دورها الذي اراده الله لها من استخلاف وعمارة للأرض وتنمية للعلاقات الانسانية والتعارف فيما بين شعوبها... غير اننا مازلنا اقل من ذلك بكثير، بل ان الاميركان وغيرهم يعتقدون ان واجبهم هو تعليمنا المفاهيم الاولية للديمقراطية، وهي نظرة لاتتناسب مع من اراد لهم ربهم لعب دور أمة الوسط الشاهدة على غيرها من الامم.

نحتفل بعيد الفطر السعيد وندعو الله ان يوفقنا الى مرضاته بالانتقال من هامش التاريخ الى قلب الحدث، ولكن ليس كضحايا وانما كأصحاب رسالة انسانية ذات شأن واحترام

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 445 - الإثنين 24 نوفمبر 2003م الموافق 29 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً