العدد 444 - الأحد 23 نوفمبر 2003م الموافق 28 رمضان 1424هـ

تمور ضائعة

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

يقولون إن الإنسان عندما يقوم بأي عمل أو يقيم أي مشروع عليه أن يضع كل الاحتمالات أمامه بل ربما حتى أسوأ الاحتمالات ولهذا يجب أن تكون لديه خططا للتراجع.

ولأن دول الشرق الأوسط ومن بينها بلادنا كشفت أن تنميتها تتراوح في مكانها فلا تنمية نشطة ولا اقتصاد حي ولا تفكير جاد في وضع خطط تنتشل البلاد من سباتها وتخلفها التنموي وطابور العاطلين والمحتجين على سوء أوضاعهم في تزايد ولصوص القرن العشرين لم يعودوا أفرادا بل دولا لها مخالب نووية وصواريخ لا رادع لها والأمم المتحدة تحولت إلى مبنى من دون فاعلية، تسيرها الإدارة الأميركية كيف تشاء، ومن هنا فإن الأوضاع الاقتصادية قد تتدهور ويعود عصر الأجداد الذين كانوا يعتمدون في غذائهم على التمور والسمك وهو غذاء (يرمم العظم) على لغة الأمهات المصريات.

والشعب البحريني بل ومعظم دول الخليج كانوا في مرحلة ما يأكلون التمر والسمك وشيء من (العيش الشيلاني) مع قليل من اللبن وقد كان ذلك الغذاء الرئيسي للجميع، وعاشوا أصحاء وأشداء ومقاومتهم للأمراض كانت أكبر.

وإذ ان النفط في بلادنا محدود واعتمادنا على الله وعلى بعض الجيران لهذا فإن احتمال عودة حياة بدايات القرن الماضي وزمن الأجداد ليس ببعيد، ومن هنا فإن حكمة الجهات المسئولة جاءت في مكانها حين قررت زرع شوارع البحرين بأشجار النخيل.

لكن مما يؤسف له أن يد الإهمال تجعلها لا تثمر أو يضيع ثمارها من دون الاستفادة منها مع كثرتها.

وإذا كانت الجهات المسئولة لا تريد (عوار الراس) ولهذا تكتفي بزرعها وريّها وتركها واقفة. فالحل هو أن تسند الجهة المسئولة عملية العناية بها لإحدى الشركات مقابل تصنيع ثمرها لصالح الشركة ليبقى هذا الثمر ليوم آتٍ لا ريب فيه.

إن التلاعب بهذه النعمة التي كانت بمثابة الغذاء الرئيسي لأهلنا أمر غير صحيح، ويمكن للدولة وضع خطة تجعل من هذه الأشجار أمنا غذائيا للمستقبل فلماذا يتم إهمال آلاف النخيل من دون عناية تذكر؟

العدد 444 - الأحد 23 نوفمبر 2003م الموافق 28 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً