العدد 443 - السبت 22 نوفمبر 2003م الموافق 27 رمضان 1424هـ

بناء المدارس

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

أسكن في شارع يتم فيه بناء إحدى المدارس الجديدة من الحجم الكبير. صار بصري يقع بشكل لا إرادي على منشآت المدرسة كلما دخلت بسيارتي المنزل أو خرجت منه.

ولفت نظري طبعا أكثر من أي شيء تلك الحُجر الجانبية وسور المدرسة وحُجرة مجمع الكهرباء ولا أدري إن كان بصري محقا أو مجرد خداع بصر فإنني لا أجد أي حديد أو جسور مسلحة تقام لهذه الحُجر ولا سور المدرسة.

ويذكر أن سور المدرسة بكل طوله وعرضه وارتفاعه هو المكان الذي يقف تحته تلاميذ المدرسة في أوقات فراغهم.

كما أن المعروف أن هذه المباني والمنشآت التي تقام لخدمة المدرسة من المفروض فيها أن تعمر طويلا، فالمدارس عند بنائها يجب أن تكون تحت رقابة الاستشاري بشكل دقيق لأنها تحمل في جوفها المئات من فلذات أكبادنا.

صحيح أن الله تعالى هو الحافظ وأن بلادنا بعيدة عن مناطق الزلازل ولست جيولوجيا لأعرف ذلك بدقة غير أنني أذكر ذلك قياسيا إذ والحمد لله لم يحدث أي زلزال عندنا لكن كل شيء وارد، لهذا استنكرت خلو السور من أي حديد أو جسور مسلحة.

عندما كنت أعمل صحافيا في دولة الإمارات وكانت علاقاتي بكبار المسئولين متينة حاولت دعم أحد المهندسين السودانيين الذي ارتد عقائديا من اليسار إلى اليمين وكان الرجل مهندسا صاحب مكتب استشارات هندسية وله رجل مقطوعة من الفخذ فطلب مني مساعدته لدى وزارة الأشغال لإسناد الإشراف على عدد من المدارس ليستفيد من ذلك وعلى رغم كراهيتي له بسبب تحوله الفكري لكني تعاطفت معه وتحدثت مع المسئولين ليرسوا المناقصة عليه واحتراما لعلاقتي فعلوا ذلك مقابل على ما أذكر أكثر من 400 ألف درهم.

وبعد بضعة شهور علمت أنه تم سحب المشروع منه فلما سألت عن السبب، قيل لي إنه طلب من المقاول 500 ألف درهم مقابل أن يفعل ما يشاء من دون مراقبة، ولأنه كان مواطنا مخلصا أخبر الوزارة بذلك فتم سحب الإشراف منه.

أرجو ألا تكون المدرسة التي أذكرها صارت تحت إشراف استشاري باع ضميره ولهذا يتم بناء الأسوار وتلك الحجر الجانبية من دون حديد

العدد 443 - السبت 22 نوفمبر 2003م الموافق 27 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً