جددت مسألة الطالب الجامعي محمد شرف، المطالبات بتأسيس اتحاد طلابي، وذلك بعد فترة كمون استمرت حينا من الدهر، شهد ما شهدته الساحة المحلية من تباين في الرؤى ما بين مؤيد ومعارض لمجلس الطلبة الذي أنشأته جامعة البحرين، فمنهم من رأى مقاطعة هذا المجلس، وله أسبابه بأن هذا المجلس ناقص الصلاحيات، ومنهم من رأى أن الدخول فيه أفضل، كخطوة إلى تحقيق المطلب الأساسي، وأن «ما لا يُدرك كله لا يُترك جله».

إن مسألة تكوين الاتحاد الطلابي أمر في غاية الأهمية بالنسبة إلى الطلبة الجامعيين، وهو «البروفة» - شبه النهائية - لمن أراد منهم أن يدخل المعترك السياسي المحلي بعد ذلك، ولكنها بروفة قد تختلف عن تلك التي تجري في الساحة.

تختلف هذه البروفة لأن الاتحاد حينها - إن صدقت النوايا، وإن تركه وشأنه لوردات السياسة والجهات الشبابية - سيعنى بكل الطلبة الجامعيين بكل انتماءاتهم ومشاربهم، وسيقف معهم بغض النظر عن كلياتهم وتخصصاتهم، وسيسهم في رفع شأنهم التعليمي والأكاديمي، وييسر لهم الحياة الجامعية وينوعها، ويطلق طاقات من عقالها على مستوى الوطن كله، تبدع وتبني وتستطيل بها قاماتهم، والأهم من هذا كله، أن يفهم الطلبة بعضهم بعضا، ويعذر بعضهم بعضا، ويتحلون بروح جامعة لا تتوافر - مع الأسف - في العمل الاجتماعي السياسي، بل وحتى الثقافي أحيانا، الموجود محليا، والذي ينطلق ليخدم من ينتمون إليه مذهبيا أو عرقيا أو ايديولوجيا أو مناطقيا فقط. هذا الأمر يُتوصل إليه بصدق نوايا العمل الطلابي الخالص لوجه الطلبة، وتنمية القدرات على ممارسة روح القيادة والعطاء، وليس التدرب على التشاكي والبكاء، وليس - أيضا - على هيئة أمر يدبر بليلة تكون الأجندات عندها مفتوحة واضحة وقابلة للتغيير والتطوير، ولا تنتظر استشارات من يتحرقون لأن تكون لهم عروق داخل الوسط الجامعي.

أما كيف؟ فهذا ما على المتحمسين لهذا الكيان أن يبحثوا عن إجاباته التي تناسبهم من غير تدخلات