العدد 2337 - الأربعاء 28 يناير 2009م الموافق 01 صفر 1430هـ

دورينا السلاوي في وادِ... والمنتخب في آخر

محمد طوق mohammed.tooq [at] alwasatnews.com

رياضة

المستوى الغريب الذي ظهر به منتخبنا الوطني لكرة السلة في مشاركته الأخيرة في الألعاب المصاحبة لا يعكس قوة المنافسة الشرسة في دورينا وخصوصا أن هناك أكثر من أربعة فرق تتنافس مباشرة على لقب الدوري، وكان من المفترض أن تنعكس تلك المنافسة على أداء المنتخب وأن يصبح منتخبنا قويا، ولكن ما شاهدناه كان العكس تماما، إذ الدوري السلاوي في مملكتنا يعد من أبرز الدوريات الخليجية ومن أقواها، واللاعبون الذين يلعبون في الدوري هم الذين يمثلون المنتخب الوطني، فكيف إذا قدموا مستوى هزيلا في البطولة الاخيرة!

لعل من أبرز الأسباب التي تجعل منتخبنا بهذا المستوى المتدني هو عدم الانسجام (الواضح) بين اللاعبين، وقلة المعسكرات التي تجمع اللاعبين والجهازين الفني والإداري... والنقطة الثانية تطرق إليها المدرب الوطني علي عبدالغني عندما ذكر في مقابلة أجراها معه «الوسط الرياضي» قائلا: «إن منتخبنا يقتصر إعداده على المناسبات فقط» - أي كل عامين يعسكر أسبوعين او ثلاثة - من دون وجود دراسة بعيدة المدى (استراتيجية طويلة) لإعداد منتخب قوي يقارع مستويات المنتخبات الخليجية التي فاقتنا درجات، فدائما يُهمل هذا المنتخب (في فترات متباعدة)ويستعدون به للبطولات قبل انطلاقتها بعدة أيام فقط، ما يجعل المنتخب فريقا عاديا على رغم وجود لاعبين يملكون مهارات عالية ومستوى فنيا رفيعا.

وكان الاجدر بالجهاز الفني للمنتخب (أي جهاز كان سابقا او حديثا) إعداد الفريق أفضل الاستعدادات. كما يجب على اتحاد السلة متابعة جميع اللاعبين أثناء الدوري بحيث يختار الأفضل من بينهم وفق دراسة متأنية بعيدا عن اختيار نوعية الأسماء او انتماءاتهم للاندية الكبيرة لأن هناك الكثير من الاندية الصغيرة التي تملك لاعبين متميزين الا انهم مهملون!

دورينا السلاوي قوي جدا منذ عقد الثمانينات، ويحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، وعلى مدى ثلاثة عقود برز فيها لاعبون كثيرون كانوا موهوبين ويستحقون تمثيل المنتخب، ومقارنة بسيطة، يعد دورينا السلاوي من أفضل الدوريات الخليجية سخونة وتنافسا بدليل الحضور الجماهيري المتميز.

ومن وجهة نظر شخصية أجد أن من أبرز الأسباب التي تجعل منتخبنا بهذا المستوى هو عدم اختيار لاعبي المنتخب بشكل سليم، فاختيار اللاعبين يقع على عدة عوامل أبرزها ظهوره بشكل جيد في الدوري، فمن يتألق في الدوري ويخدم فريقه بالظهور بشكل جيد فإنه يستحق تمثيل المنتخب، وهذا الشيء نراه دائما في الدول الخليجية «تمثيل المنتخب لمن يستحق تمثيله» ولكن نحن هنا نسير بعكس مسار القطار.. «اختيار اللاعبين كان عشوائيا اقرب منه منطقيا!».

لقد تم استبعاد بعض اللاعبين الذين كانوا يستحقون تمثيل المنتخب، كما انه لم يتم اختيار لاعبين بارزين للمنتخب منذ الاختيار الأول... والأعظم هناك بعض اللاعبين لا يستحقون تمثيل المنتخب تم اختيارهم إذ إن مستواهم لا يؤهلهم الوجود في صفوف المنتخب (مستواهم هابط)! كما هناك بعض من لاعبي الاحتياط ( في المنتخب) كانوا يستحقون اللعب ولو لفترة بسيطة بل كانوا هم الافضل اثناء منافسات الدوري الا انهم لم يعطوا الفرصة نهائيا!

اختيار اللاعبين هي مسألة مهمة جدا تخص الجهاز الفني بالدرجة الأولى ولكن لابد أن يكون اختياره منطقيا بعيدا عن المجاملات. لقد أهمل الجهاز الفني لاعبين كثيرين جدا يستحقون تمثيل المنتخب وكأنهم لا يشاهدون الدوري ولا يعلمون المتألق منهم ومن هو سيئ طوال الدوري.

من يشاهد دورينا السلاوي القوي يراوده فكره بأن منتخبنا سيجمع جميع البطولات التي سيخوضها، في المقابل لو تشاهد الدوري القطري فإنه خلاف دورينا إذ المنافسة هناك بين ناديين فقط هما السد والريان أو العربي.

إن دخول أكثر من فريق للمنافسة على بطولة الدوري يعطي الطابع الايجابي للمنتخب، فنحن نشاهد المنافسة شرسة على بطولة الدوري لأكثر من أربعة فرق، والآن دخل على خط المنافسة فريقا سترة والنويدرات (سترة بطل كأس الاتحاد قبل موسمين) بالإضافة إلى الأربعة الأقوياء وهم المنامة والأهلي والحالة والمحرق. إنه شيء إيجابي أن ينافس أكثر من 6 فرق على بطولة الدوري ما يعطي القوة لظهور منتخب وطني قوي، ولكن العكس صحيح.. الدوري في واد والمنتخب في واد آخر

إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"

العدد 2337 - الأربعاء 28 يناير 2009م الموافق 01 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً