وزير الدولة البريطاني لشئون الأمن ومكافحة الإرهاب اللورد ألين ويست افتتح مؤتمرا للمهندسين والمعماريين في لندن الثلثاء الماضي (27 يناير/ كانون الثاني الجاري)، والمؤتمر خصص لبحث السبل العلمية لتجهيز المباني والمجمعات الجديدة بمعدات وتصميمات لمقاومة تهديدات الإرهاب... وفي كلمته أمام المؤتمر، تحدث الوزير البريطاني بلغة جديدة وغير متوقعة، إذ قال إن الحكومة البريطانية في السابق كانت ترفض الرأي الذي يقول: إن السياسية الخارجية التي اتبعناها في السنوات الماضية كانت سببا في نمو حركات متطرفة.
هذا التصريح يعتبر جريئا، لأن الحكومة البريطانية فوجئت منذ 2005 بأن عددا من منفذي العمليات الإرهابية في بريطانيا كانوا من المسلمين المولودين في بريطانيا، وهؤلاء لم يكن وضعهم سيئا بالمقارنة مع المهاجرين الجدد الذين لا يعرفون ثقافة ذلك البلد. وكانت قيادات الجالية الإسلامية البريطانية تقول للحكومة إن السبب الرئيسي ليس شعبية التنظيمات الجهادية، وإنما شعور الشباب البريطانيين المسلمين بأن السياسة الخارجية البريطانية منحازة ضد المسلمين في القضايا الكبرى. وكانت هذه القيادات الأهلية تقول للحكومة البريطانية، إنه وبدلا من أن توجه جهودها لمراقبة المساجد وخطب أئمتها والمدارس والحلقات الدينية، فإن عليها أن تراقب سياساتها الخارجية وتجاوزاتها في قضايا تمس مشاعر المسلمين.
الوزير البريطاني أضاف أيضا تصريحا أكثر جرأة عندما قال: «نعتقد أن التشريعات الحالية لمكافحة الإرهاب وسبل تنفيذها غالبا ما تأتي بنتائج عكسية؛ لأنها تجعل الشبان المسلمين يشعرون بأنهم المستهدفون الرئيسيون من هذه التشريعات ويتحول هذا الشعور إلى الغضب».
هذه التصريحات الجديدة بدأت تنطلق من مسئولين في بلدان أخرى، وحتى أن خطاب باراك أوباما أثناء حفل تنصيبه كرئيس للولايات المتحدة الأميركية في 20 يناير الجاري أشار إلى أن على أميركا أن لا تتنازل عن قيمها بحجة مكافحة المخاطر المحتملة على أمنها القومي، وأمر بإغلاق معتقل غوانتنامو لتحسين صورة بلاده التي تدهورت كثيرا بسبب السياسات المتعجرفة للإدارة السابقة.
إضافة إلى كل ذلك، فإن مصطلح «الإرهاب» ليس أمرا متفقا عليه في التشريعات الدولية، فالأدبيات المتوافرة حاليا تعطي أكثر من مئة تعريف للإرهاب. ثم إن إطلاق تهم الإرهاب بـ«الجملة» من شأنه أن يرسل رسائل غير حسنة عن سمعة البلد. ان لدينا تجارب لسنوات عديدة يمكننا من خلالها أن نتعلم وسائل أفضل لمعالجة قضايانا الحساسة
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2337 - الأربعاء 28 يناير 2009م الموافق 01 صفر 1430هـ