العدد 441 - الخميس 20 نوفمبر 2003م الموافق 25 رمضان 1424هـ

نشر الرعب بدلاً من الديمقراطية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

مسلسل الانفجارات الذي بدأ يتوالى على بلدان الشرق الأوسط بدءا من الرياض وصولا الى اسطنبول يبدو أنه لن ينتهي في ظل التقلب الحاصل لموازين السياسة الدولية والخروقات الصارخة التي لاتزال تنتهجها الولايات المتحدة في المنطقة العربية.

هذا المسلسل تخلل حتى شهر رمضان الفضيل، فالانفجاران اللذان حصلا صباح أمس في اسطنبول والثاني الانفجار الذي أصاب أحد المعابد اليهودية في العاصمة التركية ذاتها لهي مؤشرات تثير القلق فيما يتعلق بمستقبل منطقة الشرق الأوسط... فحتى الآن أصابع الاتهام تتوجه على الدمام إلى اتباع تنظيم القاعدة أو الى عناصر عربية أو مسلمة... مثل هذه الاتهامات الموجهة ضد العرب والمسلمين تحولت من حوادث 11 سبتمبر/أيلول الى وصمة عار تلاحقهم حتى اليوم فلغة الدم هي الشعار الذي ظلوا يعرفون به، فلا يترك مثلا الرئيس الأميركي جوج بوش في أية مناسبة التذكير بخطر حصول أنظمة أو منظمات ارهابية على اسلحة دمار شامل من دون أن يقدم حلولا عقلانية بتجاوز هذه المشكلة بشكل سلمي في المستقبل، وفي الوقت ذاته يدعو بوش الى التحول نحو الديمقراطية لشعوب بلدان هذه المنطقة التي أمنها واستقرارها يعيش على كفة مترنحة وفي وقت يضغط بوش على هذه الدول لمكافحة الارهاب الذي بدأ حتى يفتك حرمة ديارها. وهي في واقع الأمر جميعها طرق بعيدة عن مفهوم الديمقراطية وتدعو الى التحول الى أنظمة بوليسية قمعية أسوأ مما كانت عليه في السابق.

واليوم الولايات المتحدة أكثر جدية في مكافحة الارهاب منها في نشر الديمقراطية بل هي مستعدة لتستر عن فظائع تقترفها أنظمتها الموالية طالما أنها تقوم بدورها في محاربة حرب واشنطن الجهادية مع الارهاب.

لا ندري الى من نشير بأصابع الاتهام في تفجيرات تركيا تحديدا وان كان الجميع يشير الى عناصر من «القاعدة» لكن الأدلة حتى الآن لم تتضح معالمها في وقت يزور فيه بوش العاصمة لندن و في وقت تتعالى أصوات الاحتجاج في الشارع البريطاني ضد سياسة بوش ومناصر سياساته رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، كل ذلك يحدث في ساعات قليلة وكأنها رتبت لغرض يغذي روح الكراهية من العرب والمسلمين الذين يستعدون للاحتفال بعيد الفطر وقرب الانتهاء من أيام شهر رمضان... دعوة حقيقية لتشويه صورتهم عبر وسائل الاعلام ودعوة حقيقية لاعطاء واشنطن ولندن حججا وبراهين لحربهم ضد الارهاب في افغانستان والعراق ولسياسات التخويف والترهيب التي تقودها الولايات المتحدة محليا ودوليا التي للأسف خلقت أناسا مثل بن لادن وغيره أبطالا من أعمالهم الاجرامية ليس هذا فحسب فقد نجحت الولايات المتحدة في بث الخوف والدعوة الى اعتماد لغة العنف والدم لتخدم اهدافها من أجل القضاء على الحرية واحترام كل ما يمس حقوق الانسان في بلدان المنطقة

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 441 - الخميس 20 نوفمبر 2003م الموافق 25 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً