تظهر المؤشرات الأخيرة الخاصة بمرشحي الحزب الديمقراطي المتنافسين للفوز بترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة الأميركية إلى أن الحاكم السابق لولاية فيرمونت يتقدم على منافسيه الخمسة الرئيسيين، وخصوصا بعد موافقة اثنين من اتحادات العمال الرئيسيين في الولايات المتحدة على ترشيحه للرئاسة الأسبوع الماضي. وبرز دين بمعارضته للحرب التي شنتها إدارة الرئيس جورج بوش على العراق والتي أخذت تتحول نحو الأسوأ.

وقال رئيس الاتحاد الفدرالي للدولة واتحاد موظفي المقاطعات والبلديات جيرالد ماكينتي «أصبح لدينا مرشح ولدينا زعيم يمثل قيمنا، وإنني أعتقد ونعتقد جميعا أننا نستطيع أن نهزم هذا الرئيس (بوش) الذي لم يكسب بالفعل (سابقا)». ويذكر أن بوش فاز بقرار من المحكمة العليا التي انقسم أعضاؤها بواقع خمسة جمهوريين إلى أربعة ديمقراطيين.

وأقر ترشيح دين كذلك اتحاد موظفي الخدمات الدولي. ولكن ترشيحه لم ينته، فإن بقية الديمقراطيين يتنافسون على الشخص الذي سيقف في مواجهة دين. ومن الممكن أن يكون المرشح ريتشارد غيبهارت الذي تعتبر خبرته كزعيم في مجلس النواب الأميركي لمدة طويلة تتناقض بحدة مع خبرة دين المحدودة في الشئون القومية الأميركية.

ويتفوق غيبهارت على دين بـ 27 في المئة مقابل 20 في المئة في ولاية آيوا، ومن الممكن أن يكون المرشح الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك أو العضو البارز في مجلس الشيوخ جون كيري (من ولاية ماساشوسيتس)، وكلاهما من قدامى المحاربين ويعتقدان أن سجلهما العسكري يجعلهما أكثر صدقية في تحدي الرئيس بوش فيما يتعلق بالأمن القومي الذي يمكن أن يكون القضية الحاسمة في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2004.

ويتفوق دين على كيري بـ 38 في المئة مقابل 24 في المئة في ولاية نيوهامبشاير، وهي أول ولاية تجرى فيها الانتخابات الحزبية التمهيدية. ولكن هناك نحو 21 في المئة من الأصوات لاتزال غير مقررة، ويمكن أن يكون المناهض لدين عضو مجلس الشيوخ جون إدواردز من ولاية نورث كارولينا الذي يعتقد أن خلفيته الجنوبية توفر لحزبه فرصة لاقتحام تلك المنطقة التي تميل إلى الجمهوريين، أو العضو في مجلس الشيوخ جوزيف ليبرمان (من ولاية كونكيتيكت) التي قد تجعله وجهات نظره الوسطية أكثر جاذبية من دين بالنسبة إلى المحافظين والمستقلين.

ومن غير المحتمل أن يكون من المترشحين الثلاثة الديمقراطيون الآخرون، وهم عضو مجلس النواب الأميركي دينيس كوسينشي من ولاية أوهايو والعضوة السابقة في مجلس الشيوخ كارول موسلي براون أو القس آل شاربتون، فما من أحد منهم يظهر قوة في استطلاعات الرأي أو في جمع التبرعات أو في التأييد الشعبي.

ويعرف الكل دين الآن أنه الرجل الذي ينبغي هزيمته، وتبعا لذلك فإن مناقشاتهم ستدور حوله كما أن بياناتهم اليومية ستكون مليئة بالانتقاد له. وقال ناطق باسم ليبرمان «إن المنافسة الآن استقرت بين دين مقابل شخص لم يعرف بعد».

وهناك عدة خطوط تفصل بين دين ومنافسيه الرئيسيين، فهو عارض الحرب على العراق منذ البداية بينما أربعة من منافسيه صوتوا في الكونغرس بتفويض الرئيس بوش بشنها وهم إدواردز وغيبهارت وكيري وليبرمان. ويريد دين وغيبهارت إلغاء كل التخفيضات في الضرائب التي فرضت منذ العام 2001، وكلارك وإدواردز وكيري وليبرمان يريدون إبقاء التخفيضات في الضرائب بالنسبة إلى الطبقة الوسطى وزيادة الضرائب فقط على أولئك الذين يصل دخلهم إلى أكثر من 200 ألف دولار سنويا. وبالنسبة إلى الرعاية الصحية فإن الكثير من المرشحين يقترحون خططا أقل طموحا وأقل كلفة لتوسيع نطاق التغطية للناس الذين لا يملكون تأمينا صحيا بمن فيهم إدوردز وكيري وليبرمان. أما خطط غيبهارت فهي أكثر طموحا من خطط دين وأكثر كلفة. وجمع دين أكثر الأموال (25 مليون دولار) خلال شهر سبتمبر/ أيلول الماضي وزاد الرقم بعد ذلك.

ويقول الرئيس السابق للجنة الحزب الديمقراطي في ولاية كارولينا الجنوبية ريتشارد هاربوتيان إنه يعتقد أن المناهضين لدين قد يبرزون عندما تجري الانتخابات التمهيدية في آيوا ونيوهامبشاير في شهر يناير/ كانون الثاني المقبل وتتجه نحو الجنوب والغرب الأميركي. ويضيف بأن ليبرالية دين البارزة قد تمنعه من الفوز في الجنوب الذي يتسم بالمحافظة، مشيرا إلى أن كلارك قد يتقدم عليه بفوزه في الانتخابات التمهيدية في كارولينا الجنوبية مما يساعده في بناء زخم لصالحه نحو موعد اختيار الحزب لمرشحه الوحيد لانتخابات الرئاسة، ولذلك فإن مراقبين وخبراء في شئون الانتخابات يعتقدون بأن اختيار دين كمرشح لمنصب الرئيس وكلارك مرشحا لمنصب نائب الرئيس قد يساعد الحزب الديمقراطي على الفوز في انتخابات نوفمبر 2004