العدد 439 - الثلثاء 18 نوفمبر 2003م الموافق 23 رمضان 1424هـ

الإمام علي (ع) صوت العدالة الإنسانية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

أسماه رسول الله «إمام المساكين» وتلك هي زينته «يا علي إن الله زينك بأحب زينة لديه، وهبك حب المساكين فرضوك إماما ورضيت بهم أتباعا». وما أجملها من زينة راحت تضيء له درب الجهاد والكفاح في سبيل الحق. وقال عنه أحمد بن حنبل: «إن عليا هو الذي زان الخلافة»... كساها عطر العدل، وقوة الحزم، وجمالية الخلق. فليس غريبا أن يكتب فيه المسيحي جورج جرداق موسوعة كاملة تتكلم عن إنسانيته إذ أسماها «علي صوت العدالة الإنسانية» فكتب فيه:

1- علي وعصره.

2- علي والثورة الفرنسية.

3- علي وسقراط.

فهو قمة سامقة، وعطاء لا ينفد... فحتى الذين حاولوا أن ينكروه لم يغيروا منه شيئا فكأنهم أخذوا - بسبهم له ومحاربته - بناصيته إلى السماء. وها هو عالم الاجتماع علي الوردي يقول في كتابه «مهزلة العقل البشري»: «إن اللعنات الأموية التي انهالت على عليٍّ طيلة هذا التاريخ تحولت إلى رحمات، فإلى يومنا مازال محفورا على جدران الجامع الأموي محمد، فاطمة، حسن، حسين، علي».

وتلك حقيقة واقعية، أن عليا لا يمكن أن يؤسر في إطار مذهب أو أمة، فهو لكل البشر. وليس غريبا عندما يكتب فيه الشاعر المسيحي بولس سلامة «الملحمة العلوية» فينشد فيه أشعارا أممية:

لا تقل شيعة هواة علي

إن في كل منصف شيعيا

هو فخر التاريخ لا فخر شـ

ـعب يصطفيه ويدعيه وليا

حتى الغربيون كتبوا فيه، انظر إلى كتاب «فارس الإسلام».

ومن يقرأ القصيدة العينية لابن أبي الحديد سيقترب من تلك الحقيقة التي تقول إن عليا لجميع البشر.

لولا حدوثك قلت إنك باسط

الأرزاق تعطي من تشاء وتمنع

لولا مماتك قلت إنك نازع

الأرواح في الأجساد والمتنزع

والله لولا حيدر ما كانت

الدنيا ولا جمع البرية مجمع

وفي عصرنا الحديث كتب في علي الكثير من الكتاب والمفكرين، ومنهم الإمام محمد عبده في شرح البلاغة، وطه حسين في كتابه «علي وبنوه»، والمفكر المصري عبدالرحمن الشرقاوي في كتابه «عليٌّ إمام المتقين».

علي ليس ذكرى عابرة... ولا وجع زماني يتكرر... بل هو درس للإنسان كيف يصبح إنسانا تجاه أمته وتجاه شعبه... يعلمنا كيف نتعاطى مع الواقع من دون أن نلغي خصوصيته، وأن نعمل مع الحياة بوعي، وعقل، وخلق.

فليس في الإسلام ميكافيلية، وإنما كياسة وفطنة. وهو القائل «الرياسة سعة الصدر»، و«هلك من استبد برأيه ومن شاور الرجال شاركها في عقولها»، و«حبذا نوم الأكياس».

كان يتسلل في جنح الظلام ليقدم لهذا صدقة ولذاك معونة حتى إذا ما انتهى من تفقد الرعية ذهب للصلاة، يفترش مصلاه ويتوجه إلى القبلة والدموع تخضب كريمته، وهو يقول: «اللهم اشهد على عبدك علي ابن أبي طالب أنه أدى إلى عبادك حقوقهم»

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 439 - الثلثاء 18 نوفمبر 2003م الموافق 23 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً