شنت بعض وسائل الإعلام الاوروبية، الفرنسية منها تحديدا منذ عدة اسابيع حملة مركزة على نظيراتها العربية، وخصوصا الاذاعات المرئية متهمة إياها بالتواطؤ مع تنظيم «القاعدة» من دون إعطاء أدلة أو تفسيرات مقنعة لهذه الاتهامات. وتأتي هذه الحملات في سياق البرامج التي تستضيف فيها هذه الوسائل الأوروبية بعضا ممن تسميهم «خبراء» في مسائل الارهاب والحركات الاسلامية والعراق الذين عادة ما يكررون المعلومات المتداولة من قبل الوكالات العالمية، ذاهبين احيانا إلى أبعد من ذلك لناحية تحليل خلفيات العمليات الارهابية واعطاء اسماء معينة، مراهنين بذلك على ضعف معرفة الجمهور الفرنسي والاوروبي بهذه التفاصيل. وتستعين وسائل الإعلام الاوروبية هذه في الفترة الأخيرة «بخبراء» من اصل عربي، يلعبون معهم اللعبة، منتقلين من قناة تلفزيونية إلى أخرى ومن اذاعة مسموعة إلى اخرى، عارضين معلوماتهم «الفريدة» عن الارهاب الاسلامي بجميع اشكاله واختصاصهم بمعرفة اسرار الآلهة المحيطة بهذه المواضيع.

ومن الملفت في هذا الاطار، هو توجيه مقدمي هذه البرامج المختصة اسئلة محددة إلى هؤلاء المشاركين مثل: هل تعتبرون الاعلام العربي متورطا مع تنظيم «القاعدة» أم لا؟ ولا يتردد هؤلاء في الاجابة بنعم قاطعة من دون شرح اسباب هذا الحسم ولا تقديم المستندات التي تدعم وجهة نظرهم. ما يعني خروج الجميع عن الموضوعية الاعلامية، وبالتالي يفقدها كل صدقية.

وتفيد المعلومات بهذا الصدد، ان تركيز وسائل الاعلام الاوروبية هذه على اتهام نظيراتها العربية التي تسميها احيانا بالاسم مثل «قناة الجزيرة»، ابوطبي، أو «إل .بي . سي» اللبنانية، كونها تعرض افلاما تسجيلية لاسامة بن لادن وغيره، يعود إلى عجز هذه القوات التلفزيونية الاوروبية عن اللحاق بالركب من ناحية؟ واضطرارها من ناحية اخرى، إلى إعادة عرض هذه التسجيلات التي تحمل شعار التلفزيونات العربية، ما يشكل على ما يبدو عقدة بالنسبة إلى المقيمين على إعداد البرامج السياسية للقنوات الاوروبية. وتؤكد الأوساط المطلعة في هذا المجال ان هذه الأخيرة قد خسرت منذ 11 سبتمبر/ ايلول 2001، شريحة مهمة من المشاهدين من اصل عربي تعد بالملايين نتيجة ضعف متابعتها للحوادث مقارنة بوسائل الاعلام العربية، وخصوصا فيما يتعلق بحرب العراق وما تلاها، إضافة للانحياز الظاهر في بعض البرامج المتعلقة بالنزاع العربي - الاسرائيلي