العدد 438 - الإثنين 17 نوفمبر 2003م الموافق 22 رمضان 1424هـ

من المسئول؟

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

لفت انتباهي عنوان خبر قرأته في إحدى الصحف العربية يقول: «مؤتمر طبي: 60 في المئة من العرب يعانون ضعفا جنسيا».

واتهم كثيرون من الباحثين المأكولات السريعة بأنها وراء تفاقم هذا العجز. ويذكر أن المواطن العربي فقد الكثير من حقوقه المشروعة على صخرة عناد الأنظمة العربية ولم تبق له ثروة يتباهى بها سوى قدراته الجنسية، فلو فقد آخر ثرواته المشروعة بعد أن فقد كل أشكال الديمقراطية فهذا قد يسبب حرجا له لأنه بذلك فقد آخر أسلحة الرجولة من يده.

وعلى رغم أن بعض الباحثين أرجع السبب إلى المأكولات السريعة فإن هناك باحثين آخرين أرجعوا السبب - وهو منطقي فعلا - إلى أوضاع الإنسان العربي المرعبة التي يعيشها في مجال السياسة، وأوضاعه المادية والاجتماعية، إذ أشاروا بطرف خفي إلى مسئولية الأنظمة العربية عن هذا الضعف، فقد قال رئيس الجمعية الافريقية للضعف الجنسي خالد لطفي ان أبحاث المؤتمر حذرت بشدة من زيادة كبيرة لهذا المرض الخطير والمحرج في آن واحد - بحسب تعبيره - وإن الأوضاع التي يعيشها الرجال العرب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وراء ذلك الضعف.

فماذا أبقت الأنظمة العربية لشعوبها؟ فبالإضافة إلى تردي الأوضاع المادية والفقر الذي يعيشه المواطن العربي وممارستها القمعية، قللت حتى قدراته الجنسية، ما يفرض المزيد من الشعور بالظلم والقهر والدعوة إلى التغيير. ولذلك سمعت بأن بعض وزارات الصحة في البلاد العربية صارت تصرف (الفياغرا) للمواطنين مجانا، خوفا من تزايد الإحساس بالقهر عند الرجال العرب (ونسائهم) فيكون بداية لثورة حقيقية ضدها.

يقال ان الكينيين حاربوا الاستعمار البريطاني إلى أن أخرجوه من بلادهم، لا بسبب أوضاعهم السياسية والمادية، بل لأنهم حاولوا منع «ختان الإناث» الذي كان من تقاليد الشعب الكيني. وليس بعيدا على العرب لو عرفوا أن سبب عجزهم الجنسي هو قسوة الأنظمة عليهم أن يكون ذلك أكبر دافع إلى التغيير لأن المواطنين يعتبرونه ثروة يحسدهم الأوروبيون عليها

العدد 438 - الإثنين 17 نوفمبر 2003م الموافق 22 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً