العدد 437 - الأحد 16 نوفمبر 2003م الموافق 21 رمضان 1424هـ

إرادة القوة

محمود السيد الدغيم comments [at] alwasatnews.com

-

يخلب العقل ذاك المسمى «نصر الله»، ليس لأن كاريزما الرمز تنبعث من كل جوانبه، وكأنه إشعاع مركز لا يمكن تفاديه، وإنما لأن إرادة القوة فيه تجعل منه أسطورة بكل المقاييس في تحطيم صنمية الأوهام والأسماء والمواقع والجيوش التي لا تقهر، فهو بذلك يقدِّم لنا الدرس تلو الدرس أن لا شيء فوق الإرادة، وأن حساب المعادلات قد يجعل الإنسان يتيه في المعادلات نفسها من دون أن يدري ما المعادلة وما كنهها، وليست هذه دعوة إلى التهور، فبين إرادة القوة والتهور حد فاصل لا يدركه إلا العاقل حين يتحرك من منطلق القوة.

صفقة تبادل الأسرى في عرف زماننا المسكون بالخزي الأميركي والصهيوني معا، هي في حكم الوهم، وضمن معادلات القوى الإقليمية والدولية والانتكاسات العربية الفجائعية تجعل منها في حكم المستحيل، ولكن عند من؟ عند من يفكر في حساب المعادلات كثيرا، ولكنه لا يفكر إلا في داء نفسه وضعفها وجبنها أمام مواجهة الصعوبات والعقبات، أما عند «نصر الله»، فإن الثلة المؤمنة التي آمنت بربها وأيقنت بنصره لها، هي الحساب الأول والأخير، وأن بناء الإرادة والكوادر والتنظيم ضمن معادلات يتحرك فيها الصغير والكبير - كل بدوره وموقعه - هذه الحالة من توازع القوة وتنظيمها وشبكها مرة أخرى، تجعل من أية قوة تتهاوى أمام قوة الإرادة المنظمة الواعية مهما كانت صغيرة.

لن نستعجل النتائج بخصوص صفقة الأسرى بين حزب الله والكيان الصهيوني، والقناعة الراسخة ان شروط هذا الكيان ستتحطم بأية طريقة، ولن تعدم الوسائل مادامت بصيرة الرد في وقته وموقعه تتحرك وفق الحسابات الدقيقة التي يخطط لها الحزب، والأمل أن يكون واقعنا التنظيمي والرمزي مكتنزا بهذه المعادلة، إذ لا يمكن التفريط في الرمز كما لا يمكن التفريط في المؤسسة والتنظيم

العدد 437 - الأحد 16 نوفمبر 2003م الموافق 21 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً