قال رئيس لجنة الشئون العامة بفرقة أبناء القدس المسرحية الإسلامية محسن الساعاتي إن المسرحية السياسية «ليش... يا بو العيش» التي تقيمها الفرقة أيام عيد الفطر ستطرح القضايا الرئيسية وستتطرق لهموم المواطن ومجمل المشكلات التي تمر به في حياته السياسية والاجتماعية في قالب كوميدي هادف، ومن بين تلك الأمور «البرلمان والبطالة والسياحة الهابطة والاقتصاد وبعض اللفتات من هنا وهناك». وقال الساعاتي إنه لم يتم دعوة أعضاء المجلس النيابي أو مسئولي الحكومة لكنهم مرحب بهم. ونفى الساعاتي أن تكون المسرحية مخصصة ومحصورة في انتقاد البرلمان ونفى كذلك أن يكون هنالك أي تجريح أو قذف أو أية إساءة لشخصيات أو عوائل أو مسئولين أو برلمانيين في المسرحية.
وقال محسن الساعاتي فيما يتعلق بوجود أمور تتعلق بالبرلمان ضمن فصول المسرحية وفيما إذا كان هنالك تهجم على البرلمانيين كما تردد في بعض الأوساط بأن «هناك حقا ما يتعلق بالبرلمان في المسرحية، فالبرلمان هو جزء لا يتجزأ من الحركة السياسية التي تصب في نص المسرحية، وكل ما يتعلق بالبرلمان في المسرحية لا يتعدى كونه انتقادات بناءة ولا يوجد أي تهجم أو تجريح لأية شخصية من أعضاء البرلمان وإنما هناك بعض اللفتات الهادفة لبعض المواقف، وقد صيغ ذلك كله بأسلوب فكاهي يخفف من حدة المعاناة المعاشة، ويتماشى مع أجواء عيد الفطر المبارك.
وفي رده على من يقول إن المسرحية ستكون ضد البرلمان أولا وأخيرا قال الساعاتي «بالتأكيد لدى قائلها أسباب تجعله يتأكد من ذلك، ربما أن قضية البرلمان قضية رئيسية ومن الصعب تجاهلها في مسرحية سياسية بهذا المستوى، ومن الصعب أيضا أن تكون المسرحية بجانب البرلمان بينما نجد أغلبية الشعب يقفون ضده» لكن الساعاتي نفى أن تكون المسرحية محصورة في انتقاد القضايا البرلمانية.
وعن مدى إعطاء أمور إيجابية عن البرلمان داخل المسرحية قال الساعاتي «نحن لا نؤمن أن هذا البرلمان يمثل طموح المواطن البحريني الذي سعى ومن خلال شتى القنوات وطوال هذه السنوات للحصول على حقوقه ومن أجل تفعيل الدستور بكافة بنوده. وبالنسبة لدعوة البرلمانيين لحضور المسرحية قال «هم ليسوا بحاجة الى دعوة خاصة، فالواجب عليهم التواجد في هذه البرامج من تلقاء أنفسهم من أجل معرفة نبض الشارع الذي يدَّعون تمثيله».
وعما إذا كان هنالك تجريح أو قذف لشخصيات أو لعوائل أو لمسئولين في المسرحية نفى الساعاتي ذلك وقال لا يمكن أن نرضى بتجريح أو قذف أي كان، كل ما هناك أننا حاولنا التعرض للمشكلات الرئيسية التي يعيشها المواطن البحريني وتعيشها البلاد من أزمة حادة ومعاناة مريرة، وحاولنا عرضها وتحليلها على خشبة المسرح، ومن ثم فهي رسالة موجهة للمسئولين في البلاد وليس تجريح أو قذف لأي مسئول أو شخصية وكما تعلمون بأن النقد البناء مقبول لأي شخص كان إلا رب العالمين عز وجل، أما إذا اعتبر الانتقاد البناء الهادف قذفا وتجريحا فذلك أمر آخر.
وفيما إذا تم دعوة مسئولين في الحكومة للمسرحية وهل تم أخذ تصريح لها أجاب الساعاتي «لم يتم توجيه دعوة خاصة لأي من المسئولين لحضور هذه المسرحية، وحتى إذا تم دعوة أحد منهم فذلك يرجع إلى إدارة جمعية الوفاق... أما بالنسبة لنا فالدعوة مفتوحة أمام الجميع والناس كلهم سواسية. لم نأخذ أي تصريح، هذه القضايا التي نعتبرها قضايا مطلبية ومشروعة ويكفلها الدستور العقدي لا تحتاج إلى تصريح».
وعن هدف المسرحية الأساسي والموضوعات الرئيسية التي ستطرح فيها قال الساعاتي إن الهدف الأساسي من هذه المسرحية هو إيصال رسالة مفادها أن الشعب البحريني - هذا الشعب الواعي - لن يدخر أسلوبا من الأساليب ولا فرصة من الفرص، إلا ويغتنمها للمطالبة بجميع حقوقه المشروعة، وطرح قضاياه الرئيسية، وهذه الرسالة موجهة للمسئولين عن هذه القضايا كل في مركزه، سواء حضر المسرحية أم لم يحضر.
وهذه المسرحية أضحت جزءا من برنامج الوفاق بشكل خاص والمعارضة بشكل عام في إبراز قضايا المواطن البحريني على الساحة، إذ ارتأت الجمعية أن الأسلوب الفني المسرحي من أهم الأساليب التي يمكن من خلالها طرح هذه القضايا الرئيسية، وكما تعلمون أن مساحة المسرح لا يحدها شيء لأنه ينفتح على كل واقع من أجل أهداف سامية أما بالنسبة للموضوعات التي ستتعرض لها المسرحية، فهي تتطرق إلى كم كبير من الموضوعات من مجمل المشاكل التي تمر بالمواطن البحريني في حياته السياسية والاجتماعية، وتطرح جميعها في قالب كوميدي هادف، ابتدءا من الدستور ومرورا بالبرلمان والبطالة والتجنيس والسياحة الهابطة والاقتصاد وبعض اللفتات من هنا وهناك».
وعن المجالس البلدية وفيما إذا كانت إحدى ملفات فصول المسرحية قال الساعاتي «بالنسبة للمجالس البلدية، لا يوجد توجيه مباشر في انتقادها، لأنهم أصلا لا يملكون الصلاحيات التي من المفروض أن تعطى لهم، وكذلك لم توجه دعوات خاصة لهم».
وعن فكرة المسرحية ولماذا تم التعاون مع الوفاق وليس جمعية أخرى قال الساعاتي المسرحية مقتبسة من فكرة لأحد الكتاب المسرحيين البحرينيين، وقد قام المخرج محمد خضر بتعديلها لتتناسب مع الأوضاع التي تعيشها البلاد حاليا، وأضاف عليها الكثير من الإضافات التي صاغها بإسلوب كوميدي ساخر لا يخلو من الإثارة ولا يخرج عن نطاق الأدب أما بشأن التعاون مع جمعية الوفاق، فقد عرضنا خطة عمل للمسرحية على إدارة جمعية العاصمة للثقافة الإسلامية، إلا أنها وبحكم اختصاصها الثقافي الإسلامي، رأت إحالة النص إلى جمعية الوفاق الوطني الإسلامية بحكم اختصاصها بالعمل السياسي، وهناك تبنت الجمعية النص، وعملنا منذ تلك الفترة معا لإخراج المسرحية إلى النور.
أما لماذا الوفاق بالذات، فبالإضافة إلى أن معظم منتسبي الفرقة هم أعضاء عاملون في جمعية الوفاق، فهناك أسباب أخرى أهمها أن أهداف جمعية الوفاق وخطط عملها أقرب ما تكون إلى أهدافنا، وأن الأفكار المطروحة في المسرحية تتقارب مع رؤى وأفكار جمعية الوفاق.
وعن المستفيد من أرباح المسرحية قال الساعاتي «في الحقيقة، هذه المسرحية ليست مسرحية تجارية، بل إن الفرقة في الأصل هي نتاج عمل تطوعي بالكامل، لذا فإنه بعد أن نبيع جميع التذاكر التي بحوزتنا فسيكون على جمعية الوفاق الوطني الإسلامية أن تدفع البقية المتبقية من كلف المسرحية، أي أن المسرحية لن تجلب أي ريع، والكلف تتحملها جمعية الوفاق بالكامل».
يذكر أن فرقة أبناء القدس المسرحية الإسلامية التي تقيم المسرحية هي فرقة بدأت مشوارها منذ حوالي الأربع سنوات، إذ تأسست على أيدي بعض المواطنين من المنامة «لتسد بعضا من الفراغ المسرحي الذي كانت تعيشه العاصمة»، إلا من بعض المحاولات المتناثرة. وقد بدأت الفرقة بتقديم مسرحياتها في المآتم الحسينية والمساجد، ثم بدأت بالتعاون مع الجمعيات الثقافية الإسلامية في الفعاليات المركزية كيوم القدس العالمي وغيره، إذ قدمت مسرحية (كان يا ما كان طفلة اسمها صبرا)، وذلك في مهرجان صرخة الحسين في القدس الذي نظمته جمعية التوعية الإسلامية.
وقد انضمت الفرقة مؤخرا تحت مظلة جمعية العاصمة للثقافة الإسلامية أملا في مزيد من تنظيم العمل. وقد قدمت الفرقة منذ فترة مسرحية (باب الفرج) وذلك بالتعاون مع جمعية التوعية أيضا، وقد لاقت المسرحية إقبالا جماهيريا كبيرا، ما اضطر الفرقة الى تقديم عرضين في ليلة واحدة . أما بالنسبة لهذه المسرحية: «ليش... يا بو العيش» فهي تقدم بالتعاون مع جمعية الوفاق الوطني الإسلامية.
الوسط - محرر الشئون البرلمانية
رحب عدد من أعضاء مجلس النواب بتفعيل الانتقاد البناء عبر الطرق والوسائل المختلفة واعتبروا المسرحية السياسية «ليش.. يا بو العيش » التي تقيمها فرقة أبناء القدس المسرحية الإسلامية أيام عيد الفطر المبارك إحدى تلك الوسائل المشروعة التي يجب على الجميع دعمها بشكل جدي شرط ألا يتعدى النقد الموجود في المسرحية حدود الأخلاقيات الخاصة بالنقد البناء وعلى ألا يتم التجريح في الشخصيات والجهات المختلفة. وأكد عدد من النواب أنهم سيحضرون المسرحية في حال وجهت لهم دعوة إليها.
وقال النائب فريد غازي «نحن نؤيد أي نقد مسرحي» وفيما إذا كان يؤيد حضور البرلمانيين للمسرحية قال إنه يؤيد ذلك شرط أن يكون النقد بناء ويبتعد عن النقد الهابط والتجريح والإسفاف.وأضاف غازي أنه حضر عددا كبيرا من المسرحيات التي تنتقد البرلمان في البلدان العربية والأجنبية بحيث يكون النقد برؤية فنية» ونحن دائما نشجع الإنتقاد البناء وبالطبع نعلم أنه لابد أن يكون هنالك نقص في العمل البرلماني إذ إنه من المحال ان يكون كاملا وبالتالي فالنقد البناء شيء محبذ في هذا المجال.
من جانبه قال النائب عبدالله العالي نحن نرحب برحابة صدر بالنقد البناء بجميع أشكاله حتى في أسلوب المسرحيات بل أنه من الجيد أن يدمج النقد بالفكاهة وليس هنالك ما يمنع ذلك. وأيد العالي حضور البرلمانيين شرط أن تراعى الضوابط الإسلامية في المسرحية.
وقال النائب جاسم عبدالعال إنه إذا كان النقد الموجود في المسرحية بهدف تطوير التجربة البرلمانية ودعمها وتصحيح أية هفوات تحدث وتصحيح هذه التجربة ودعمها وتقديم التوجيه والنصح بالطريقة الأخوية البناءة فهذه أمور نطالب بها. وأضاف عبدالعال أنه «لابد من الإبتعاد في المسرحية عن الأمور الشخصية التي تخلق الحساسية والإساءة للنواب المنتخبين من قبل الشعب إذ إن الإساءة للنواب هي إساءة للناخبين وليس إساءة للنائب فقط. ولابد أن يعلم الجميع أنه (كما تدين تدان) إذ إن من ينتقدنا اليوم سوف يكون محلا للنقد غدا فلابد أن يتبع الأساليب الأخوية الصحيحة في النقد» وأيد عبدالعال حضور البرلمانيين للمسرحية.
وفي ذات السياق قال النائب عبدالعزيز الموسى «النقد الهادف عبر أية وسيلة كانت مقبول ومطلوب لكن النقد الذي لا يكون في هذا المنحى لنا تحفظ عليه. ونحن في عهد الحرية والشفافية والديمقراطية نؤيد النقد البناء عبر الوسائل المختلفة».
وقال النائب محمد الشيخ « النقد مفيد لأنه يعرَّف الفرد بالنقص أو الخلل الموجود على ألا يكون نقدا جارحا وهداما والنيل من كرامة الآخرين والتحقير من إنجازاتهم والتصدي لوجهة نظر الآخر والتقليل من شأنه فإنه مرفوض من قبل الأعراف والأخلاق قبل أن ترفضه القوانين فإن النقد المفيد هو الذي يتيح فرصة للمعالجة والمخلص الذي يؤدي لنتائج مثمرة وبالتالي نحصل على وضع أفضل من الوضع الراهن. نحن ننتقد أنفسنا ونترك المجال للآخرين للإنتقاد ولكننا نفضل دوما أن تكون بطريقة حضارية سواء كان ذلك النقد عبر مسلسل أو مسرحية أو أنشودة أو قصيدة أو غيرها».
وأضاف الشيخ بشأن تأييد حضور برلمانيين للمسرحية «نحن نعتبر عضو البرلمان يمثل الشعب بأسره ويجب أن ينفتح على كل فئات وفعاليات المجتمع المختلفة والمتنوعة بكل توجهاتها دون أي تحفظ إذ إنه على البرلماني تفهم وجهة نظر الآخر ويجب أن تقدر للآخر وجهة نظره المعارضة فوجود البرلمانيين شيء جيد وسيكون أمرا مشكورا ومحبذا توجيه الدعوة إليهم للحضور»
العدد 437 - الأحد 16 نوفمبر 2003م الموافق 21 رمضان 1424هـ