العدد 436 - السبت 15 نوفمبر 2003م الموافق 20 رمضان 1424هـ

سوق المنامة القديمة تحتضر

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

سوق المنامة القديمة بشوارعها الرئيسية، كشارع باب البحرين وشارع الشيخ عبدالله تحتضر ولا من ملبّ لاستغاثات تجار السوق البحرينيين الذين يشعرون بأن الأمور تتكاثر عليهم لتزيحهم من أهم معلم يميز العاصمة.

انتعشت السوق القديمة منذ منتصف القرن التاسع عشر وكانت المحرك الرئيسي لاقتصاد البلد لفترة غير قصيرة. ولكن الأوضاع تغيرت في السنوات الاخيرة بعد افتتاح المجمعات المكيفة التي تستطيع استقبال الناس وسياراتهم من دون عناء. اما السوق القديمة فتتعرض لإهمال من المسئولين الذين لم يستجيبوا حتى الى ابسط مطلب وهو تخصيص مواقف للزبائن وتسهيل عملية التسوق. بل حتى أصحاب المحلات يضطرون إلى إيقاف سياراتهم خارج السوق والمشي مسافات طويلة.

وهناك الآن المئات من اصحاب المحلات الذين بدأوا يخسرون مع الايام، وفي الوقت ذاته هناك الغزو المستمر للعمال الاجانب ولاسيما فئة «الفري- ـيزا» الذين يجوبون شوارع السوق القديمة ويفترشون الارض ويلاحقون المارة وأصحاب السيارات بما لديهم من بضاعة. وهؤلاء لديهم ايضا فرصة استئجار محلات من أصحابها بطريقة ما وبهذا يتبدل وجه السوق الى شيء لم يتوقعه آباؤنا واجدادنا.

سوق المنامة القديمة وباب البحرين والشوارع المحيطة بها لها رمزية تاريخية ومعنوية ولا يمكن ان تقف الحكومة والجهات المعنية موقف المتفرج واطلاق الوعود من دون تحقيقها. فقد وعد المسئولون بوضع «أمتار» لمواقف السيارات في مطلع هذا العام وهو أمر لم يتحقق، بينما تقدم تجار السوق بالشكاوى الواحدة تلو الأخرى دونما رد عملي.

والسؤال المطروح، هو: كيف تتمكن محافظة المحرق من رعاية سوقها القديمة بينما تعجز محافظة العاصمة عن القيام بالدور نفسه؟ وكيف يطلق المسئولون في الوزارات المختلفة وعودهم ولكن من دون ان يتحقق واحد منها؟ هذا على رغم ان بعض الامور (مثل تخصيص مواقف سيارات) لا يحتاج الى موازنة بل الى تنفيذ مباشر.

عدد غير قليل من التجار يفكرون في هجرة السوق بعد ان غزتها العمالة الوافدة وبعد ان تحول الزبائن الى مشاهدين عابرين يهربون من الاجواء غير الحميمة بما في ذلك ازدياد المتسولين في اوقات واماكن محددة.

غير ان السماح لهذا الوضع بالاستمرار ستكون له اضراره وخصوصا ان مئات العوائل المتوسطة وفوق المتوسطة تعتمد في دخلها على حركة السوق، وانهيار مستوى المعيشة لديهم ونقل حركة التسوق إلى العمالة الوافدة سيتسببان في مضاعفات ليست حسنة.

بعض التجار يهدد بالاعتصام ونأمل ألا يقدموا على ذلك لاننا في حاجة الى تنشيط السوق ولذلك فان على المسئولين المسارعة في الاستجابة لمطالبهم البسيطة التي وعدوا بتنفيذها منذ زمن غير قصير، على أن يتبع ذلك وضع خطة بعيدة المدى بمشاركة غرفة التجارة للمحافظة على رمز من رموز بلادنا

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 436 - السبت 15 نوفمبر 2003م الموافق 20 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً