مملكة البحرين، هي العضو الوحيد في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي الذي لا توجد فيه مطبوعة تهتم بالأدب والشعر الشعبي، ولن ندفع كثيرين الى اليأس، فحتى لو تم اصدار مطبوعة فستكون صوتا وصدى لما تكرس منذ سنوات من الأصوات والواهن منها.
أية مطبوعة تلك التي تم الوعد بإصدارها؟ ما الذي يمكن أن تقدمه في ظل هيمنة الحرس القديم في القصيدة العامية والنبطية؟
لسنا بحاجة الى تغلغل السلطة في النص، ساعتها ما الذي يتبقى لنا؟ كل ما يمكن أن يتبقى لنا هو أن نعرض أشياءنا ومقتنياتنا في مزاد علني لن يقبل عليه أحد!
لا نطلب من الجهة التي تمثل غصة للثقافة أن ترصد 100 ألف دينار سنويا لإصدارات الشعر النبطي، نطالبها فقط أن تحترم 100 أو 10 منهم، وأن تضعهم على أقل تقدير في أسفل أجندتها، هذا اذا كانت تملك أية أجندة من الأساس! وإلا فلينعم الشعر بتيهه الأزلي!
تم تسخير كل الإمكانات لعدد من فناني وفنانات الدرجة العاشرة «لوأد» أمسيات في المملكة، ولكن الجهة المعنية ليست على استعداد لتسخير ما تملك من صندوق «نثريات» للإنفاق على شاعر محترم يمكن له عبر ساعة أو ساعتين أن يعمل على خلخلة موازين ظلت قائمة وثابتة بل وظلت بمثابة النص الذي لا يمكن الخروج عليه!
هل نتجنى فيما لو قلنا اننا نعيش كرنفالات من المهازل؟
لا ننكر أن هنالك شعراء هم في الصف الأول، وهو تصنيف لم يحرزوه عن جدارة بقدر ما ان الجهة «الغصة» هي التي رشحتهم لذلك، فيما هي لا تملك طاقة التخلص من «رشْحها» المزمن!
عن أية «مطبوعة» نتحدث؟ بل الجدير بنا أن نتحدث عن «طبعة» تذكرنا بكوارث ومآسي الخمسينات من القرن الماضي!
كنا نود التورط في الاعتراف بشيء تم انجازه، ولكننا حتى على ذلك المستوى لا نملك فرصة تذكر، فعبر ضوء مصطنع، يتحدث الناطق الرسمي باسم الإعلام عن سبعة «ملايين» دينار لإنشاء مسرح وطني والرقم ليس جديدا على أسماعنا، فيما أكثر من «سبعة» من وجوهنا ومواهبنا الفنية وأبنائنا في سفر، بل نفي دائم متنقلين بين استوديوهات الأشقاء في المنطقة، عدا عن الأصوات الإعلامية التي فرت بجلدها هربا من السطوة والابتزاز اللذين لا آخر لهما!
هل نبدو متشائمين في هذا الصدد؟ أم انه الواقع المر والكريه الذي يفرض علينا طرحا كالذي نحن بصدده؟
على وطننا أن يبدي شيئا من الاحترام والتقدير لفنانيه وشعرائه وأدبائه ومفكريه، بدل اهتمامه باستدراجهم الى مساحات تدفعهم الى مزيد من اليأس والإحباط
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 435 - الجمعة 14 نوفمبر 2003م الموافق 19 رمضان 1424هـ