اعتاد باعة الأسلحة في اسواق بغداد أو مدينة الصدر على استغلال عامل الزمن والظروف التي تحيط بالاوضاع السائدة لتحقيق المزيد من المبيعات لبضاعتهم التي جمعوها من عمليات النهب التي اعقبت سقوط النظام.
فعلى قارعة الطريق أو في الساحات المهجورة قامت تلك الأسواق التي انتشرت في الكثير من المناطق الشعبية المقفلة على شكل «بسطات»، تضم انواعا مختلفة من أسلحة الجيش العراقي المنهوبة.
وأشهر هذه الأسواق «سوق مريدي» في مدينة الصدر، فهذه السوق - التي أصبحت بمثابة «البورصة» العراقية لانواع الاسلحة الخفيفة، وربما في احيان معينة «الثقيلة»- ليس لبيع الاسلحة فقط وانما يمكنك ايضا شراء «الخطط العسكرية» التي اعدتها هيئة الاركان العراقية اثناء الحرب العراقية الايرانية أو حرب الخليج الثانية أو حتى الاستعدادات التي سبقت الحرب الأخيرة التي اطاحت بنظام صدام حسين.
وفضلا عن الخطط العسكرية التي تضمنتها «كراسات» خاصة، هناك ايضا ملفات كثيرة جدا تشتمل على فن «المناورات العسكرية» و«الفرضيات العسكرية» وكذلك وثائق وخرائط ومعلومات عسكرية وأمنية واستخباراتية، وقوائم بالرتب والتصنيفات وما إلى ذلك من امور تخص جميع تشكيلات الجيش العراقي.
وكل هذه الوثائق لها اسعار محددة بحسب اهميتها، ولكن معظم هذه الاسعار لا تصل إلى اكثر من 100 دولار في المعدل. بينما توجد أسعار اخرى للأسلحة، فمثلا الرمانة (أي القنبلة اليدوية) لها سعر يتصاعد بحسب الطلب أو بحسب العمليات ضد القوات الاميركية، ففي وقت الهدوء يرتفع ثمنها، وفي وقت اندلاع هذه العمليات يهبط ثمنها لأن معظم تجار السلاح يتوارون عن الانظار.
وهكذا الأمر بالنسبة إلى المدفع المحمول على الاكتاف أو رشاش الكلاشينكوف.
ولكن اغلى انواع السلاح هو «الألغام» أو «المتفجرات»، وسعر اللغم الواحد يصل إلى 500 دولار، بينما تستطيع ان تشتري كلاشينكوف بسعر يتراوح بين 200 و300 دولار، وفي بعض الاحيان يهبط السعر إلى 100 دولار.
ومع تطورات الاوضاع اصبحت لدى اصحاب البسطات خبرة في الاختفاء والظهور، الأمر الذي حير قوات التحالف واصبحوا لا يطاردون هؤلاء التجار وانما أولئك الذين يستخدمون هذه الاسلحة في عملياتهم ضد هذه القوات
العدد 434 - الخميس 13 نوفمبر 2003م الموافق 18 رمضان 1424هـ