العدد 433 - الأربعاء 12 نوفمبر 2003م الموافق 17 رمضان 1424هـ

حنطة الغرباء

يتحسس الموتى موائدهم

فينفلت الغياب كأنه نمَش الحضورِ...

والورد لم يعبأ بفكرته طويلا

والخيول الى انتحار الشوط فيها

أي ورد قادر أن يدّعي

النسيان في هذا المدى؟

واذا «اتضحتُ» ... «خبتْ» طيوري...

لي خطوة في آخر المشوار

لي خبز سأنثره على جوع المدى

وليَ الغناء اذا انتهى صبح الحدائق

وانتهى في الياسمين صباح أيامي

ستنكسر الكنوز

اذا انكسرتُ مع الحريرِ...

للمرْج رائحة انتظار صاعد...

للمجد عرش لست أذكر

أي هدهد ندّعيه

لكي نعلّق في نهايته مزامير الوشاية

أو رؤى العبثي

لي سفح ولي سرْوٌ

ولي شرق من الأسماء والنارانج

لي باب تفرّس في النجاة

من انتظار مهمل... ومن الصريرِ...

تغتالني جهة فأسقط

في احتمالات الصعود

الى الذي يجبُ...

وإنْ ادّعيت سلامة من طيش فاتنة

سرى بي نحوها العَتبُ...

سببٌ يوزعني على هذا المُجون

فأنتهي فيما انتهيتُ

وينتهي السببُ...

ايقاعنا صفة لما لم نكترثْ

وغناؤنا فيما استبيح من «اليقين»

كأنه رِيَبُ...

سأعود بعد حديقة

أو بعد دالية

لأعرف انني في المستجمّ من الرياح

ومستبدّ الماء ينسكبُ...

زرقاءُ بابليَ المعلقة

انتهيت الى الشهود

فأيقنوا عبث البشارة...

أي ايقاع سيمكث في نشيد الليل؟

لا حرسٌ ولا معنى

ولا وترٌ جماعيٌ

ليندلع الزفاف السومريُّ

هنا... هنا في سُرَّة التكوين

متهم أنا بالحب

بالأبد المقيم

وما افترتْ من وردة حقبُ...

حلمي يضيق اذا اتسعتُ

لفكرة الطير المهاجر

نحو عالمه وآدمه الغريب...

ليَ في الزحام فُتات مرآة

أحب مجالها الحيوي...

لي ندم غريبٌ

ليس يشبه حنطة الغرباء

لي الراعي ولي أسماء فضته

ولي سلْمٌ هو الغضبُ...

أدوات قلبي لا تفي بكلام جدتي القديم...

ووحشة الأسلاف...

ساعات انتظار بعد مأذنة وليل...

لست أملك غير غابات من النسيان

حط على يدي سفرٌ وزيتونٌ وتينٌ

بئرُ معنايَ القديم

وهدّني التعبُ...

أمي تمشط حزني الذهبيَّ

تدفعني لتفسير الظلال

وما تبقى من كلام عاطفي

في مداها الحر

أختي أجّلتْ ناياتها

ومضت الى اللاواقعي من الغناء

هنا: أنا ماءٌ

يفتش عن جهنمه القديم

وعن سدى وزوال معجزة

وزرقةِ شرفة

في عالم حرٍ الى أعبائه يمضي... فينتسبُ..





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً