لم أكن أتوقع أن يكون لـ «الوسط» كل هذا العدد الكبير من القراء الإيجابيين الذين تَحمّل الكثير منهم طبعا مشقة البحث عن رقم هاتفي للاتصال بي لإبلاغي بالخطأ الذي حدث عندما تكرر نشر عمود لي أمس الأول سبق نشره من قبل.
لقد كان فعلا استبيانا عفويا رائعا عندما قاموا بالاستنكار من خلال الهاتف أن تقع صحيفة معتبرة ومحل تقدير قرائها في مثل هذا الخطأ، فكان ردي هو تلك العبارة التقليدية التي تعودنا استخدامها (جل من لا يسهو) لكن هذا الاستنكار وهذا التنبيه وهذه الملاحظات كانت أحلى من العسل على قلبي، فللمرة الأولى أحس حقيقة بصدقية ما نشرته إحدى المؤسسات العالمية عن أ ن «الوسط» هي الأولى توزيعا بين الصحافة البحرينية وهي بالكاد أطفأت شمعتها الأولى.
كانت هذه الملاحظة أحلى على قلبي من العسل لأنها كشفت أن البحرين بدأت تستعيد عافية الستينات والسبعينات عندما كان القارئ البحريني محل غبطة أشقائه في دول الخليج وكانت مشعلا مضيئا في سماء الكتب والقراءات الجادة والحركة الثقافية النشطة. إن هذا الكم من الاتصالات الهاتفية التي وصلتني من أجل تكرار العمود أكد لي من دون أدنى شك أن هناك المئات من المواطنين غاضبون ويشاركون الصحافيين والكتاب امتعاضهم من ظهور قانون المطبوعات الذي ضيّق الخناق عليهم وهذا يعني انعكاسه على القراء وبالتالي فهي رسالة حية موجهة إلى وزارة الإعلام في مشاركتها الصحافيين شعورهم بالألم ودعوتهم بتحقيق ما وعد به سمو رئيس الوزراء بإعادة النظر فيه قبل فترة.
ان هذه الاتصالات التي جرت من قبلهم أكدت أن وراء الصحافة شارعا بحرينيا نشطا وذا حيوية بالغة يرفض إعادة عجلة الحرية للوراء بتحويل الصحافة المحلية التي يجب أن تكون واجهة مشرقة لهذه المملكة ومشرفة لقيادتها وشعبها في مرحلة تتنافس بلدان الخليج على مختلف المسارات الأدبية والفكرية والثقافية وخصوصا في مجال الصحافة إلى نشرات ميتة خالية من التميز.
شكرا لكم أيها الأعزاء الذين كشفتم عن غيرتكم وحرصكم على أن تظل صحيفتكم «الوسط» خالية من الأخطاء، وأشكر أول المتصلين في الصباح الباكر محمد البوعينين (بوشاهين) على حرصه أن يكون أول هذا الغيث الجميل المبارك ونعدكم أن نكون عند حسن ظنكم بأن لا يتكرر ما حدث
العدد 430 - الأحد 09 نوفمبر 2003م الموافق 14 رمضان 1424هـ