استغل ما يزيد على 100 مسئول عراقي مشاركته في مؤتمر المانحين الذي عقد في اسبانيا الشهر الماضي في السفر الى بلدان اخرى بعد انتهاء أعمال المؤتمر للقاء عوائهم في شهر رمضان وقضاء بعض الوقت بعيدا عن حرارة العراق وانفلات أمنه المخيف. وبعض هؤلاء المسئولين لم ير عائلته منذ سقوط النظام السابق ودخوله الى الاراضي العراقية مع الدفعات الأولى للقوات الأميركية، أما البعض الآخر فقد كان يسافر مرة كل اسبوعين أو على اقل تقدير كل شهر، اذ توجد له مصالح تجارية في تلك البلدان لابد له من متابعة امورها.

وتحظى لندن بحصة عدد المسئولين في المجلس المؤقت او الحكومة الجديدة، وغالبيتهم موجودون بين عوائلهم المقيمة في العاصمة البريطانية حاليا، ولكنهم يحيطون إقامتهم بسرية تامة بعيدا عن اعين الآخرين الى درجة انهم حال وصولهم الى لندن قطعوا اسلاك الهاتف واستبدلوا رقم الجوال لكي لا يشغلوا وقتهم باستقبال الاتصالات.

وتشير بعض المصادر المغرضة إلى أن خروج ثلثي اعضاء مجلس الحكم والوزارة العراقية الى الخارج لم يتم لو كان الحاكم المدني الاميركي بول بريمر موجودا في بغداد ولكنهم أعطوا أنفسهم اجازة غير رسمية للانتشار في الدول الأوروبية قرب عوائلهم لأنهم يعرفون أن بول بريمر لا يستطيع محاسبتهم ما دام هو الآخر يقضي بعض الايام مع عائلته في الولايات المتحدة.

بيد أن آخرين يقولون ان عددا من المسئولين في مجلس الحكم والوزارات كانوا اصلا يقيمون في هذه البلدان، وقد مارسوا الأعمال الحرة، ولديهم شركات مازالت تعمل في حقول مختلفة، وعليهم متابعة عمل هذه الشركات بين الحين والآخر، لذلك استغلوا فرصة مؤتمر المانحين لكي يزوروا العواصم الأوروبية التي تحتضن اعمال شركاتهم للوقوف على نشاطاتها التجارية المختلفة