انتقد عدد من الشخصيات العامة والصحف البريطانية بمن فيهم الرأي العام البريطاني رفض الـ «بي بي سي» لبث نداء لجنة طوارئ الكوارث لصالح أهالي غزة.

هذا التصرف قاد حديثا إلى تظاهر الآلاف أمام مبنى هيئة الإذاعة البريطانية بوسط العاصمة (لندن) وذلك احتجاجا على قرار الرفض الذي وصفته إدارة الـ «بي بي سي» بأنه جاء حفاظا على الحيادية، لأن ذلك قد يؤثر سلبا عليها.

لكن كبير أساقفة مقاطعة يورك جون سينتامو أعلن أن أمر العدول عن قرار الهيئة لا يتعلق بالحيادية بقدر أنه أمر إنساني.

وجاء في بيان كبير أساقفة يورك الذي تداولته التقارير الصحافية أمس «إن الوضع شبيه بوضع المستشفيات العسكرية البريطانية التي تعالج سجناء الحرب كجزء من تعهداتها بموجب ميثاق جنيف، فهم يفعلون ذلك لأنهم يتعاملون مع الاحتياجات لا الأسباب»».

وأضاف «هذا ليس نداء أطلقته حماس تطلب فيه أسلحة، وإنما نداء أطلقته لجنة طوارئ الكوارث تطلب فيه المساعدة، وبرفض هذا الطلب تكون (بي بي سي) قد ناصرت جانبا ضد الآخر وتخلت عن حياديتها».

لن يكون هذا الموقف هو الوحيد المنتقد بل جاء في تصريحات وزير التنمية الدولية البريطاني دوجلاس ألكساندر أنه «بإمكان الناس التفريق بين (أخذ موقف في نزاع ومساعدة في قضية إنسانية).

غير أن النداء الإنساني لغزة نشر بالفعل ولأول مرة أمس في بعض الصحف البريطانية بينما قررت ثلاث قنوات بريطانية هي القناة الرابعة والخامسة و(آي تي في) ببث النداء».

البعض يرى في موقف الهيئة أنه صائب لأنها لا تنصاع لأوامر المنظمات الإسلامية باسم الإنسانية... لكن المثير في الأمر أن الصحافة البريطانية لا ترى في ذلك انصياعا لتلك المنظمات أو إيدولوجيا بقدر أن الموقف الإنساني يفرض نفسه.

فلا مجال لتردد أو الخوف من إطلاق تهمة «معاداة السامية» كعادة قديمة اعتادت «إسرائيل» نعتها على من يسير في اتجاه معاكس لسياستها ضد الفلسطينيين وهو السعي في استمرار التعتيم على جرائمها الفاشية من أجل إبقاء صورتها «الضحية» إبان حقبة ألمانيا النازية طابعة في أذهان الغربيين وإعلامهم وتشويه هذه الصورة قد يضر وهو ما لا ترضيه «إسرائيل» عن نفسها وهي في مصدر القوة والهيمنة على أكثر من موقع إعلامي في الغرب