كم أفرح حين أجد أي مواطن يشحذ قلمه ويجمع همته وينبري للتصدي للرد على الكاتب لأنه من المطلوب أن يكون أبناؤنا إيجابيين وغيورين على وطنهم، كما فعل كل من حسن الموسوي وهند عبدالله، فأنا أشكرهما لمناقشتهما ما كتبته.

بالنسبة إلى الموسوي أود أن أقول إنه ذكرني بمقتدى الصدر ذلك الشاب اليافع الذي يقود حركة مقاومة مباركة لابسا بشت والده السيد محمدصادق الصدر رحمه الله، فقد ذكرني وهو يضع شروطه الخمسة على مجلس الحكم والتي من ضمنها ضرورة إدخال كل العناصر الأيديولوجية والعرقية لتمثلهم في عضوية مجلس الحكم الانتقالي، فرد عليه أحد أعضائه هل خولوه بالتحدث باسم هؤلاء وهل لديه تفويض منهم؟ وما فعله الموسوي لا يخرج عن كونه أنه وضع نفسه محاميا عن كل الشعب البحريني متلاعبا ببعض الكلمات الفضفاضة التي منها (أعرق شعوب العالم) (وهو شعب مضياف وكريم).

لا أحد ينكر تلك النعوت عن شعبنا لكن الموسوي لا أعتقد أنه قام باستفتاء شعبي جماهيري للموافقة أو عدم الموافقة أو على الاستنكار أو القبول لما حدث، وعلى رغم أنه لا تستهويني الحفلات الغنائية أو الطرب الهابط لأمثال نانسي وبقية شلتها مثلما تستهويني الندوات والمحاضرات الجادة، لكن هذا لا يمنع أن أصر على أن المسألة لم تكن تستدعي كل هذا الشغب في زمن الفضائيات التي تدخل من خلالها نانسي ومن هي أسوأ منها إلى مخادع الناس.

أما هند عبدالله فهي الأخرى وقعت في مطب التناقض حين استنكرت أن يأتي الكاتب بنموذج مثل جيفارا في الوقت الذي نجد أن المجتمع الإسلامي ينضح بنماذج نضالية مماثلة فأنا لم أشجع الشبيبة على اعتناق فكره الماركسي بل أن يستمدوا منه روحه النضالية في محاربة الأنظمة الطاغية.

ألا ينصحنا العلماء الإسلاميون بأن نأخذ الجيد من الغرب وننتقي ما نريد لا أن نقبل (بالجكيّة) سيئاتهم وحسناتهم معا لحاجتنا إلى النماذج الغربية في التقدم العلمي والتكنولوجي.

إن كارلوس الذي يقضي عقوبة السجن في فرنسا ماركسي لكن قضى زهرة شبابه في خدمة القضية الفلسطينية فهل يجب أن ننكر نضاله من أجل قضايا أمتنا فقط لأنه أرجنتيني غير مسلم؟ أليس من حقنا حين نود أن نشجع الشعب العراقي عند مقاومة الاحتلال الأميركي أو الشعب الفلسطيني في مقاومته وحته على الاقتداء بالنموذج الفيتنامي على رغم أنهم بوذيون... أليس كذلك؟