تجربتنا مع بعض وزاراتنا تجربة مريرة، بعض المسئولين يتفهم النقد ويقول لك ان النقد يساهم على ازالة الفساد فيها، وبعض المسئولين يستشيط غضبا عند قراءة اسم وزارته في الصحافة فضلا عن نقدها، ونحن هنا في الصحافة ليس بامكاننا غض الطرف عما يجري، وما دمنا قبلناها شفافية وحوارا ناقدا فإن ألف باء الديمقراطية ان تطرح السؤال على الوزارات.
هناك من المسئولين في مثل هذه الوزارات من يضع في اذنه اليمنى طينا وفي اليسرى عجينا ويطنش، ولكن كل ذلك لا يمكن ان يحول دون فضح المستور امام الرأي العام. في هذا الاسبوع سيكون هناك أكثر من نقاش - اذا ما سمح الاسبوع - مع وزاراتنا، وسيكون الحوار على طريقة طرح أسئلة نتمنى من كل وزاراتنا أن تجيب عليها ونحن في عصر الشفافية والحوار:
أولا: سيكون هناك حوار مع وزارة المالية وعن ماضي وحاضر ومستقبل ادارة المخازن المركزية... شكاوى اغرب من الخيال وسيكون النقاش عن وضع تكديس كميات هائلة من المواد المشتراة لوزارتي الاشغال والكهرباء وعن قضايا تتعلق بالتخزين، وعن مصير مواد الخردة، وسؤال آخر يحتاج الى اجابة واضحة عن مصير بعض القطع وايضا عن قسم المشتريات الذي يعتبر من اهم الاقسام واخطرها، وستكون هناك أسئلة ملحة ودقيقة عن بعض القضايا مثلا عن قطع من لوحات قواطع كهربائية و... الخ.
عبر مقال السبت سنطرح الأسئلة على الوكيل المساعد للعمليات حميد زمان، لنعرف الاجابة وحقيقة ما يجري وما يصلنا من شكاوى متكررة بعضها موثق.
وزارة الصناعة: أسئلة تتعلق بالتعيينات، هل هي تتجه نحو العائلية أم لا؟
وزارة التربية: الى الآن مازلنا ننتظر رد الموظف في العلاقات العامة نبيل العسومي على الأسئلة التي تم طرحها عليه عن قضايا المحسوبية والتمييز في الوزارة وفتح كل الملفات بلا استثناء امام الرأي العام وامام مراقبين من البرلمان والصحافة لمناقشة كل قضية في الوزارة. فهل الوزارة على استعداد في ذلك؟ فلماذا لا تضع الوزارة الكرة في مرمى الصحافة وتوافق فتخرج إلى الصحافة بذلك ليعلم الناس هل هناك شفافية وصدقية في التوظيف الإداري والتعليمي، وعن توظيف السكرتيرات وعن سر «بهدلة» خريجات الخدمة الاجتماعية وعن اسماء من وظفوا بمحسوبية في أول دفعة تخرج وكيف بقت بقية الخريجات عاطلات؟ وكذلك يفتح الملف عن معيارية اختيار المديرين ومساعدي المديرين في الوزارة وعن الترقيات التي تمت ويتم كشف اي تجاوز تم في اختيار المدرسين الاوائل. فالجميع الآن في انتظار رد نبيل العسومي.
وزارة الصحة: هناك نقطة جوهرية لم يتم التطرق اليها اطلاقا فالوزير عندما يُطالب بتثبيت اطباء الاسنان يضع اجابات غير مقنعة منها «الخوف على الناس» وهذه اجابة مضحكة لاعتبارات كثيرة قد لا يعرف كنهها غالبية الجمهور، ولكن لوضع النقاط على الحروف سيتم التكلم عن كارثة كبرى - بكل ما تحتويه الكلمة من معنى - سيتم التكلم عن وضع الطوارئ وازمة المرضى وغياب دور بعض الاستشاريين وماذا يعني ذلك بالعربي الفصيح فمثل هذه المسائل الخطيرة لا تحتاج لا الى «ورد» ولا الى «بطيخ» ولا إلى «عنتريات» في المقابلات.
الطيران المدني: متى سيتم احلال البحرينيين مكان السكرتيرات الاجنبيات؟ أما عن شكوى مفادها «ان بعض المسئولين الاجانب يأتي بأولاده في فترة الصيف لكي يعملوا في السوق الحرة». فهذه شكوى سنطرحها على المسئولين لنعرف الاجابة منهم.
جامعة البحرين: متى سيفك الحصار عن شهادة معهد البحرين ويتم قبولها؟ شباب ينتظرون اللحاق بالجامعة لاكمال البكالوريوس، لماذا يحرمون من ذلك؟ ألم تنته عسكرة الجامعة؟
وزارة الأشغال: صرح سفير الفلبين في البحرين عن وجود 22 ألف فلبيني في البحرين، سؤالنا: كم نسبة الفلبينيين والذين يعملون فنيين في الوزارة وخصوصا في ادارة المجاري وادارة الطرق؟ ألا يمكن ان يحل مكانهم بحرينيون؟ هذه هي الملفات التي سيتم مناقشتها في الاسبوع المقبل دعما للشفافية ومشروع الاصلاح نحو ترسيخ دولة المؤسسات
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 426 - الأربعاء 05 نوفمبر 2003م الموافق 10 رمضان 1424هـ