قبل أن نبدأ مناقشة الموضوع الذي اخترته للمداولة معكم في هذا المنتدى الرحب لابد لي أن أسجل ما أراه مقدمة ضرورية ونحن نعالج المقول المعروضة علينا لإبداء الرأي والنظر من جانبنا نحن كمسلمين أو لنقل كمواطنين شرقيين عشنا يوما حضارة إسلامية مجيدة فيما نحن مطالبون اليوم للادلاء بدلونا للتعايش مع الحضارات الأخرى.
من نحن اليوم؟ وأي إسلام نعيش وفي إطار أية حضارة نحيا مسلمين كنا أم مسيحيين شرقيين أو أقليات أخرى عاشت ولاتزال في هذا المحيط الشرقي المتنوع؟
ثم من هو هذا الآخر الذي نريد أو مطالبون للتعايش معه؟
لابد لنا أن نعترف ونقر بأننا لم نعد نحن كما كنا ذات يوم. أي اننا اليوم وبعد مرور أكثر من 14 قرنا على دعوة الإسلام لسنا نحن المسلمون الذين سمع عنا العالم وقرأنا عنهم نحن المسلمين.
فنحن اليوم نعيش الغرب ونتنفس «حضارته» أو مدنيته الغالبة بالأحرى، لكننا لسنا غربيين ولا نستطيع أن نكون كذلك حتى وإن أردنا.
كما اننا في الوقت نفسه لسنا مسلمين تماما كما نحب ونرضى وان كنا نود ذلك ونتمناه.
ومجتمعاتنا منقسمة على نفسها بخصوص الخيارات المطروحة أمامها فكريا وتكاد تكون في حال حرب أهلية فكرية بين جماعة تفضل إسلاما تقليديا يستنكف الولوج في الشأن السياسي وآخر أصوليا لا يكاد يفصل بين الشأنين السياسي والديني بل يراهما متلاحمين وثالث حداثيا منبهرا بكل ما يأتي من الغرب على علاته ورابع حائر بين هذا وذاك من تصنيفات الإسلام المختلفة.
أي اننا باختصار شديد مكثف أصبحنا أشبه بالمرآة المنكسرة أو حتى بالمرايا المتكسرة.
إذا نحن نعيش في ظل قراءات متعددة للإسلام ولحضارتنا الإسلامية الغابرة، ويظل فهمنا النسبي نحن البشر مرتبطا بمرجعيات متنوعة.
لكننا في الوقت نفسه نواجه وبشكل متزايد ومتنامٍ تحديات تدعونا بإلحاح إلى التجمع قدر الإمكان حول مرجعية أو قراءة شبه موحدة للإسلام يمكن أن نسميها مجازا «بالقراءة المعاصرة». بل ومطالبون أكثر ربما بالبحث عن صيغة توافقية لفكر إسلامي يمكن أن نسميه مجازا الفكر الإسلامي «ما بعد الحداثي»، الفكر الذي يعيد للعقل دوره المعرفي وللدين مرجعيته الأخلاقية والروحية بعد أن جرب الغرب «ما بعد حداثته» المطلِّقة للدين والعقل معا.
هذا الفكر الذي ينبغي عليه أن يعود بالمسلمين مرة أخرى إلى الانتاج وإعادة إحياء دور المسلم المطالب بصناعة الجديد واختراع الجديد حتى يتمكن من الدفاع عن حقه في البقاء في عالم متغير سريع التحول قبل أن نصبح في عداد الأمم المنقرضة لا سمح الله إذا لم ننتبه إلى هذا الأمر قبل فوات الأوان.
نعم للبيت رب يحميه
والإسلام له رب يحفظه «... وإنا له لحافظون...» (الحجر:9). لكنني أقصد مستقبلنا نحن المسلمين الذي ينبغي أن نحميه من الأمراض الداخلية والخارجية بمزيد من العناية والرعاية والوقاية من أعراض الشيخوخة الفكرية. علينا إذا إعادة هويتنا الدينية التاريخية بما يواكب اللحظة التاريخية الراهنة.
وإعادة صوغ تلك الهوية يعني فيما يعني إعادة تعميم ثقافة «العيش المشترك» الذي كان قائما أصلا ولايزال إلى حد كبير بين اتباع الدين الإسلامي الحنيف واتباع الديانات والمذاهب الأخرى بشكل عادل ومتساوٍ في الحقوق المدنية. والعيش المشترك في إطار حضارة مشتركة أهم من «التعايش» فالتعايش قد يعني فيما يعني قبول الآخر على مضض بينما «العيش المشترك» يعني فيما يعني قبول الآخر طواعية وبرحابة صدر وأفق.
وحتى نعيد احياء مثل هذه الثقافة ونعممها وندافع عنها بشكل جيد لابد برأيي من إعادة تعميم ثقافة القبول بالآخر. وهذا قد يتطلب منا القبول ببعض المعايير والمقاييس الدامغة حتى وإن كانت مرة أو لا تعجبنا أو تعمل هزة في المسلمات التي اعتدنا على قبولها كجزء من ثوابت «الفكر الإسلامي».
وفي هذا السياق علينا برأيي أن نقبل - بشجاعة - الآتي:
أولا: إن الإسلام الذي يجب أن نروج له، أي الفكر الإسلامي الذي يجب علينا أن نعممه هو الفكر الذي يؤمن بأن «طرق الوصول إلى الله بعدد أنفاس الخلائق» كما هو وارد في أحاديث بعض العرفاء.
بمعنى آخر أن نقبل القراءات المتعددة للإسلام، لا أن نقول بقراءة واحدة ومرجعية فكرية واحدة ونهائية للفكر الإسلامي لا تقبل النقد والمراجعة.
ثانيا: أن نتغلب على سيادة وغلبة «فقه العزلة» و«فقه الهزيمة» بصورة متوازية. بمعنى أن نخرج من التقوقع والتكلس في الطروحات في الوقت الذي نمتنع عن الذوبان أو الانبهار المطلق بكل ما هو آت من الغرب والحداثة بحجة مواكبة العصر.
ثالثا: أن نحول هذه القضية أي هذا الملف إلى ثقافة جماهيرية عامة من خلال تفعيل المشاركة السياسية وغير السياسية للناس عموما ليدلوا بدلوهم في مجال ضرورات التغيير والإصلاح للفكر والمنهج دون أن يعني ذلك فرض آراء العامة على الخواص. لكن بالتأكيد من دون أن نبقى أسرى احتكار الخواص للنقاشات والمناظرات واعتماد الدوائر المغلقة طريقا وحيدا للاستقراء والاستنباط والاجتهاد.
رابعا: أن نفصل تماما بين هوى وميول السلطات السياسية (السلطات) وبين حقائق وثوابت الدين وضروراته. أي أن نمنع قيام «دين رسمي» باسم الإمارة أو الخلافة أو أي شيء آخر أو مقولة أخرى بحجة أن الدين الإسلامي نظام حكم ومنهج حياة ذلك أن الفرق كبير بين أن يكون للإسلام منهج في الحكم وبين أن تكون للسلطات قراءة مرجعية واحدة ونهائية للإسلام.
نعم ينبغي أن نتوجه جميعا إلى أن تكون السياسة والسلطة السياسية والنخب الاجتماعية بل والجميع في خدمة قيام نظام حكم يستند إلى الأخلاق الدينية من أجل اسعاد الإنسان ورفاهيته. بدل أن يكون الإسلام والإنسان الذي جاء من أجله الدين في خدمة السلطة السياسية والسلطات الحاكمة الأخرى.
واما من هو الآخر؟ فهي قصة طويلة أيضا إذا ما أردنا أن نعيش أو نتعايش معه. وهنا أيضا أزعم بأن الآخر يجب ألا يتم حصره بالغربي مرة وبالمسيحي مرة أخرى وبالأميركي حصرا مرة ثالثة بل هو كل من يعيش على وجه هذه البسيطة بطريقة متميزة أو متمايزة عنا نحن المسلمين أو نحن الشرقيين وهذا الآخر يمكن أن يكون ممن ينتمي إلى ثقافة إفريقيا أو آسيا أو أوروبا أو استراليا أو أميركا الشمالية أو اللاتينية أو اليابان بثقافاته وحضاراته المختلفة ودياناته المتعددة مثل الهندوسية والبوذية والشينتو والبوشيدو بالإضافة إلى الزرادشتية والمسيحية واليهودية وكل من ينتمي إلى عقيدة أو مذهب أو دين.
وفي هذا السياق ينبغي علينا أن نقر ونعترف بأن الحقيقة التي نبحث عنها جميعا لا يمكن أن تكون مملوكة من قبل شعب واحد أو أمة واحدة ناهيك عن أن تكون لفئة واحدة دون غيرها من الفئات، بل انها قد توجد موزعة بين أطراف متعددة ليست بالضرورة اننا نعرفها كلها وما لم نكتشفه أو نعرفه اليوم فقد يكون سره في عالم الغيب والشهادة إلى حين. ذلك أن وجود الشيء أو عدمه لا يعتمد على وجداننا نحن له أو جهلنا به. فكما يقول المناطقة: «إن عدم الوجدان لا يعني بالضرورة عدم الوجود».
والآن ما هو رأي الإسلام في التعايش حتى نأخذ به نحن كمسلمين؟
بداية ينبغي علينا أن نفرق مرة أخرى بين دعوة الإسلام كدين ورسالة وبين ممارستنا نحن المسلمين. فالمسلمون بشر مثلهم مثل غيرهم وتحكمهم وتتحكم بهم مجموعة من السنن الكونية التي تنطبق عليهم تماما كما تنطبق على غيرهم، سواء كانوا على حق أو على باطل.
فالله سبحانه وتعالى لا يفرق في انطباق سنن كونه على عباده بين كون هؤلاء العباد من أهل الهداية أو من أهل الضلال. بل ان على أهل الهداية انفسهم - كما يريد لهم الله - أن يكتشفوا هم بأنفسهم القانون الصحيح من غير الصحيح في إدارة شئونهم وتسيير أمورهم انطلاقا من اكتشافهم لمنهج الهداية... أن يتدخل الله سبحانه وتعالى وان كان قادرا على ذلك كأن يقول للشيء «كن فيكون»، لأن ذلك في هذه الحال سيكون من نوع الإكراه ومعاذ الله أن يكره أحدا على إيمان بعينه أو طريقة أو معتقد أو فكر أو منهج، وهو القائل «لا إكراه في الدين» (البقرة: 256) ويكفي أنه منَّ عليهم أن هداهم للإسلام.
وفي هذا الإطار أي نوع العيش بين «الإنسان وأخيه في الدين أو نظيره في الخلق» أظن أن الله سبحانه وتعالى قد ترك الباب مفتوحا لتقوم نظرتهم أساسا على نوع من «الحيادية» والاختيارية المطلقة إذا جاز التعبير. وهذا يعني في ما يعني الآتي:
أولا: إن الهداية للطريقة اليسرى والفضلى أمر ليس بيد «الآخر» داعية كان أم مبشرا أم ناصحا، بل بيد الإنسان نفسه أولا وأخيرا. قال تعالى مخاطبا نبيه: «أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين» (يونس: 99).
ثانيا: إن من يريد أن يسهم في أمر الهداية والوعظ والإرشاد والحكم على الخطأ والصواب والمساهمة في مقولة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب أن يكون أولا مطّلعا على الأشياء كما هي موضوعيا «وعلى الأرض» كما يقال وليس كما يريدها أن تكون. قال رسول الله (ص): «اللهم أرني الأشياء كما هي وأرني الحق حقا وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه» أي انه تم تقديم الاطلاع على الأشياء كما هي. وان يستخدم ويتبع أسلوبا فيه من الحكمة والرشد بما يؤهله للمقام المطلوب. قال تعالى: «ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن» (النحل: 125).
ثالثا: أن نتعلم فضيلة الاستماع الإيجابي للآخر وألا نكتفي بالاستماع الكسول واللامبالي والخامل، أي أن نتفهم سبب الموقف الذي يتخذه الآخر وكذلك الظروف التي دفعته إلى اتخاذ ذلك الموقف دون غيره.
والحكم بين الآراء ربما تفسره الآية الكريمة: «الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه» (الزمر: 18).
رابعا: لابد لنا من اعتماد سياسة الحرب الدفاعية ان كانت الحرب لابد منها وعدم اعتماد سياسة الهجوم الحربية مطلقا، ذلك لأن الله سبحانه وتعالى يمنعنا بوضوح تام من البدء بالهجوم أو إعلان الحرب والعنف ابتداء.
وغالبية الظن انه لا توجد لدينا آية هجومية أو حديث هجومي واحد، والله أعلم. بل ان الهجوم أو العدوان من أجل تحقيق أهداف ذاتية محرم مطلقا عندنا بدليل الآية الكريمة التي تقول: «ومن قتل نفسا بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا...» (المائدة: 32).
خامسا: العيش المشترك مع الآخر أو التعايش معه في ظل الحوار الدائم يتطلب تعددية واضحة، فالحوار على وزن فعال وهو ما يفترض أن يقوم به أكثر من طرف واحد أو اثنين وبالتالي فلابد أن تكون الحكمة بالقبول بأكثر من رأي. والقرآن والسنة مليئان بالقصص والدروس المعبرة في هذا الاتجاه.
سادسا: الدعوة في القرآن والشريعة الإسلامية لا تقوم على الدعوة للأنا مطلقا، بل إلى كلمة سواء وسطا بين الأنا والآخر والتي يفترض أن تكون ملتقى الحقيقة الكلية وجوهر الحق المتصل بالله تعالى.
سابعا: ان الحكم على هداية الفرد أو الجماعة أو عدمها لا يتم من جانب المتحاورين أيا تكن مواقفهم ملامسة للحقيقة الكلية، بل تتم من جانب الله سبحانه وتعالى، وهو الذي يقرر بوضوح في عدد من الآليات الكريمة أنه الحكم النهائي.
إن هذا تأصيل للمعرفة القرآنية بخصوص نظرية العيش المشترك بين الأنا والآخر، التي تقوم على التسامح وتحمل المختلف مقابل التشويه الذي يتم اليوم لرؤى المسلمين سواء من جانب المسلمين أنفسهم أو من جانب أعدائهم المتربصين بهم والذين يجتمعون على وصمهم بالعنف والارهاب أو يدفعونهم للتراشق فيما بينهم بفعل نظريات التفسيق والتكفير وإقصاء كل من هو «آخر» أي مختلف عن الأنا المركزية أو خارج على المألوف من الآراء والنظريات. مقابل الترويج للنظرية التبشيرية التي ترسخت في بلادنا للأسف مع قدوم الاستعمار الذي صور نفسه أنه مالك الحقيقة الأوحد وصاحب القراءة الأنانية المطلقة.
وخلاصة القول في هذا السياق: اننا نؤمن أن الناس صنفان إما أخ لك في الدين أي الطريقة والشريعة أو نظير لك في الخلق، أي في التكوين والنشأة. وفي الحالين لابد من العيش والتعايش مع الناس بكل أصنافهم وقبولهم كما هم لا كما نرغب ونتمنى أن يكونوا أو بجبرهم على ألا نكون كما يتصرف أصحاب النظريات القسرية من أبناء جلدتنا أو أرباب النظريات الاستعمارية القادمين من وراء البحار. والآن كيف نؤمّن العيش المشترك مع الآخر بكل أنواعه وأشكاله في ظل انعدام تكافؤ الفرص وسيادة وغلبة النظريات الاقصائية وللأسف الشديد كما هو عليه الحال في الوضع العالمي الراهن!
نقول إنه لابد لنا أن نؤكد ونشدد على الآتي:
أولا: لابد من نبذ نظرية التحكم ومنطق الغلبة من أي طرف كان سواء قدم من الخارج إلى بلادنا أو انطلق من أرباب الدعوة إلى العودة إلى الماضي بأي ثمن كان بما فيه القوة بحجة انه كان الأفضل ويمثل مجدنا الغابر، لأن ذلك غير ممكن أولا ويسيء إلى الإسلام ثانيا ويعارض السنن الكونية ثالثا.
ثانيا: لابد من مقاومة الدعوات الملحة إلى الذوبان في الآخر القادم إلينا من وراء البحار بحجة انه المتحكم بناصية العلوم لأن ذلك يسيء إلى الإسلام وإلى الحقيقة على حد سواء.
ثالثا: لابد أن نبحث عن الطريق الثالث مهما كان يبدو صعبا، والذي من شأنه إحياء مقولة «أمة وسطا» أي الأمة التي تجمع بين الدين والعقل معا بعد أن غادر أرباب نظريات الحداثة وما بعدها الدين والعقل معا في مرحلتين متتاليتين. فيما نحن مطالبون اليوم بإحياء مقولة: «ما حكم به العقل حكم به الشرع وبالعكس».
أي اننا مدعوون بإلحاح إلى «مصالحة تاريخية» بين الدين والعقل إذا جاز التعبير. مصالحة بين الشريعة والحرية اللتين شُوِّهتا من قبل الدعاة إليها كثيرا حتى صورتا باطلا بأنهما متضادتان! مصالحة بين نظرية خاتم الأنبياء المتصل بالوحي ومقولات خاتم المشرعين المنقطع عن الوحي أي العقل والرهان على الزمن باعتباره العنصر المهم في اكتشاف كنه الأشياء والقادر على حل المستعصيات من الأمور والملفات لأنه الكفيل باطلاق الحرية للاجتهاد والاستنباط وتحقيق المواكبة المطلوبة بين جوهر التشريع الديني المنصوص و«الإدارة المدنية المجتهدة».
كلمة أخيرة لابد منها ونحن نعيش انهدام العدالة وسيادة الظلم العالمي نقولها لمن لايزال يصر على اتهام ديننا وأمتنا بالارهاب والعنف الأعمى الذي يصر على تخييرنا بينه وبين الاستسلام فنقولها بصراحة:
إن الذي علمنا الحوار والتعايش بل والعيش المشترك مع الآخر هو نفسه علمنا المقاومة أيضا وعدم الرضوخ للآخر الذي يريد التحكم بالإنسان وفرض إرادته على إرادة الله والعياذ بالله.
ومقاومتنا هذه مقاومة مشروعة لا علاقة لها لا بنظريات التشدد أو التعصب ولا بنظريات إقصاء الآخر أو تفسيقه أو تكفيره، ولا بالارهاب.
ونقول لمن لايزال لديه اذن تسمع ولو باليسير مما تركته له الصهيونية العنصرية والنازية الجديدة التي تجتاح وجدان المحافظين الجدد للأسف الشديد، نقول لهم جميعا:
إذا ما أردتم العيش المشترك حقا تحت سقف واحد وفي مركب واحد كما هو حال العالم، فليس أمامكم إلا اتخاذ القرار الشجاع المتمثل في رفع الغطاء عن ارهاب الدولة العنصرية المنظم المتمثل بقاعدتكم المتقدمة «إسرائيل» وتفكيك نظامها العنصري النازي المغلف بديمقراطية غيتوية وإعادة الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة.
وأي بديل آخر تختارونه ما هو إلا إعادة انتاج مسلسل للعنف ودعوة مفتوحة إلى الارهاب إلى ما لا نهاية وهو ما يشاهد من طرف القوة المتجبرة المتحكمة بالعالم باسم الحرية وحقوق الإنسان زورا وبهتانا وهي منهما براء
إقرأ أيضا لـ "محمد صادق الحسيني"العدد 426 - الأربعاء 05 نوفمبر 2003م الموافق 10 رمضان 1424هـ