العدد 426 - الأربعاء 05 نوفمبر 2003م الموافق 10 رمضان 1424هـ

حفنة من فضاء

لليل الغريبة في ورْدها...

لهذا الزمان الملئ بيأس

نذودُ عن الصعْب فينا...

عن الخوفِ من أمس مستعجلا...

عن «الغيْب» في صُورَةِ «المَاثلينَ»

ندَافعُ عَنا...

عن الذاتِ في مَرْمَرِ الرُّوح

وعن مُوشّحنا في البُكاء المُقيم...

عن امرأةٍ حُرّةٍ في اختيار المَرَايَا

ومكياجها السَاذج الصَعْب...

عن الأهل في حُزنهم...

وعن فروسيّة مُدّعاة...

أما كان أجدى بأن نتركَ

الليل حرّا من القيد فينا؟

أما كان أجدى بأن ندعَ الطيرَ

يُعيدُ لنا حِفنة من فضاءٍ

هوى في مَهَبّ المكان؟

نُعيدُ الى المعْدن الصعْبِ أسْمَاءَهُ

في الكلام عن الحُبّ

وأندلسٍ شائعهْ...

وعن قمر شارد وعن طفلةٍ رائعهْ...

وعن آدمٍ في ابتداء الغواية

عن جنةٍ ضائعهْ ...

فيا أيها الفاتحون اتركوا شرفة

لكولومبس الدمِّ...

لشامٍ نأى في الحصار...

لأزرقَ لم ينتظرْ

خيل أحفاده كي تجيء...

وما كانت الروح في روحه فارعهْ...

لهذا الخراب ابتداءٌ...

لهذا الصعود انتهاءٌ...

وللسهل بعضٌ من الصعْب فينا

يُعدُّ الأساطير في حيّز مبْهمٍ ...

وفينا من العشب رحبٌ...

وفينا الطبيعة تمضي الى بيتها

الى دَرَجِ الليل

حيث القليلُ من الحب يكفي...

فيا سيّدَ الخيل كنْ عادلا

في الرحيل الى عشبنا المرّ

كنْ عادلا في اتخاذ المراعي

مجازا الى يأسنا...

نُعيدُ امتهان الصعود

الى «الأبيض المتوسطِ» في الروح...

نقول كلاما شبيها بنا

في انتهاء الكلام...

نربّي الحنينَ وسوْسنة

واكتمالَ الأقلّ من الوقت...

نربّي الغريب اذا شحّت الأرضُ والحضنُ...

نُقيمُ له إخوة... ونبتدعُ الأمَّ...

نقيمُ له جدَّة

تفيض بنهر من الذكريات

ونهر من الأغنيات...

لليل الغريبة نبْضٌ من الأقحوان

براءةُ نهر يحدّقُ في المذبحهْ...

وصمتٌ هنالك ما أفصحَهْ...

سنبني من الوقت سقفَ الصهيل

وعُشا من الزرقة المنتقاة

وليلا يعربد ما أوْضحَهْ...

كأنَّ البحيرة منديلنا المصطفى

ليرتفعَ النخلُ أعلى

وأعلى من النبْع فينا...

تركنا المكانَ الجميلَ المعلّقَ

في الروح نهبا لأخطائنا المنتقاةِ

فيا أيها النايُ

خلِّ الوصولَ الى الحقل سهلا

وخلِّ الدليلَ الى القصب الرحْبِ صعبا

لنفهمَ سرَّ العلاقةِ

بين الزوال وبين اليمام...

لشعبيَ منفى وكهفٌ...

لشعبيَ عرشٌ... لشعبيَ نعشٌ...

لشعبيَ نحلٌ يقيم موائده

في الزوال وفي العسل المحْض...

لشعبيَ «ريحٌ» و«حورٌ» و«روحٌ»...

وما أذن الله من عبث

وما أذن الله من سخريهْ...

وما أذن الضجر الفذ من أغنيهْ...

معاطفنا في العبور الى ما نريد

تقول كلاما شفيفا... رحيما

تخبّئ في حضنها الأمنيهْ...

مآذن لا تنتهي في الصريح من الجنّتين

مصابيح في ذروة الوقت

تفلّي الظلام اللانهائي

مفاتيح لا تفقه الباب

حين يُوَارَبُ في وجه أمٍّ وضيف...

نطل على البحر

كيما نذود عن الملح

في هيئة العابرين...

نطل على حاضر في غد ماثل

نطل على المستباح

هنا في ركام الحواري...

نطل على النسْف في هيئة الصلح

صلح الذي جاء كي ينزع أسماءنا

من تراب مقيم...

نطل على السور

خلف احتضار هناك

سور العلاقة بين المزيّف والأصل...

نطل على عالم منهك بالخيام

نطل على معبر يصادرنا... والهديل...

لوردك نفح الذين انتهوا

في بياض الكلام

نجيء وقد ايقن الوقت

أنَّا بلا موعد نحتفي بالمراثي...

أحبك أكثر من خمرة

بعد طول انتباه...

أحبك أكثر مني قليلا

فكوني الى القلب اقرب مني؟... اليَّ...

ثلاثون بحرا ووردا ونأيا وشمسا

تصب بآخر ما استطيع من الوجْد

ويتضح الفرق بين المعاصر في ذمتي

وبين المُصعَّر من فكرة

أو نشيدٍ سُدَى...

لأعرف اني امتداد لهذا المدى...

وأني الحياة اذا ما اشتهيت الحضور

وأني الردى..





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً